«ارتداء النساء الحجاب أثناء العمل قد يُضعف قدرتهن على السمع»، هذا التصريح لوزير النقل التونسي محمود بن رمضان أثار انتقادات واسعة ضده، خصوصاً أن كلامه أتى في معرض تبرير فصل مضيفة طيران من العمل لارتدائها الحجاب.
وأثارت تصريحات الوزير في حوار مع إذاعة «كلمة» التونسية المحلية الأربعاء، عاصفة انتقادات بعد قوله إن «ارتداء النساء للحجاب يضعف قدرتهن على السمع بنسبة 30 في المئة، الأمر الذي قد يعرّض المسافرين للخطر»، تعليقاً على الإجراءات التي اتخذت بحق مضيفة الطيران التونسية.
ولم يكن موقف الوزير مستغرَباً، لأنه يساري التوجه، ولا تشديده على أن المضيفة خالفت «القانون الداخلي لشركة الطيران التونسية الذي يحدد ملابس المضيفين والمضيفات»، واعتباره أن «العمل داخل الطائرات يستوجب حرصاً كبيراً على سلامة المسافرين»، لكن ما أثار حفيظة الجمهور الإسلامي وبعض العلمانيين، هو تجاهل الحكومة قراراً قضائياً بعودة المضيفة إلى عملها، مع الاشارة الى ان القضية بدأت قبل أشهر، عندما منع قائد طائرة تابعة للخطوط الجوية التونسية المضيفة نبيهة الجلولي من ممارسة عملها بسبب ارتدائها الحجاب ليتم فصلها لاحقاً، في ظل انقسام بين من يدعو الى حرية اللباس والتدين وبين من يطالب باحترام قانون المؤسسة وهندامها.
وعلى رغم صدور حكم قضائي عن المحكمة الإدارية (محكمة فض النزاعات بين المواطن والإدارة) يسمح للمضيفة المحجبة بالعودة إلى عملها، فان إدارة الخطوط الجوية التونسية رفضت تنفيذ الحكم القضائي بحجة ضرورة احترام القانون الداخلي للمؤسسة.
وأثارت تصريحات الوزير الأخيرة انتقادات واسعة، إذ اعتبرت المضيفة المعنية في تدوينة لها على موقع «فايسبوك»، أن «تصريحات الوزير عنصرية ضد الحجاب بخاصة أن الخطوط الجوية التونسية تلزم المضيفات بالخضوع إلى فحص طبي للتأكد من سلامتهن»، مشيرة إلى أن شركات الطيران في العالم تسمح للمضيفات بارتداء الحجاب.
وتلقى عدد من الأطباء تصريحات الوزير بسخرية، معتبرين أن «لا دليل علمياً على تأثير الحجاب في السمع، وأن قطعة قماش على الأذن لا تمنع أبداً وصول الصوت إليها»، كما أكد أحد الأطباء التونسيين لـ «الحياة»، معتبراً أن كلام وزير النقل «غير علمي وغير دقيق».
وكانت تونس قبل الثورة تمنع ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والإدارات العمومية، وتشير تقارير إلى أن نظام الرئيس زين العابدين بن علي، انتقل من مرحلة محاربة الإرهاب والتطرف الى محاربة التدين. في المقابل عادت مظاهر التدين الى الانتشار بعد الثورة في 2011.