atwan-ok8-400x264اعتبر الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان، رئيس تحرير يومية رأي اليوم” في مقال نشر  الاثنين 22 فبراير الجاري على الموقع الإلكتروني للصحيفة، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الأمريكان والروس، يعد نجاحا للقيادة الروسية التي تمكنت من فرض شروطها على نظيرتها الأمريكية، بما في ذلك استثناء جبهة النصرة” من الاتفاق، ووضعها في خانة واحدة مع تنظيم الدولة” باعتبارهما منظمتين إرهابيتين“.

وبين عطوان أن اتفاق وقف إطلاق النار تعثر الأسبوع الماضي، حسب بعض المعلومات، لأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أراد بضغط من السعودية وتركيا استثناء جبهة النصرة” من الغارات الجوية الروسية، وضمها إلى الحركات الجهادية المعتدلة، ولكن نظيره الروسي سيرغي لافروف رفض هذا الطلب، ما أدى إلى انهيار مفاوضات جنيف الجمعة الماضي بين الطرفين حول هذه المسألة.

وأشار إلى أن التفجيرات الانتحارية التي نفذتها خلايا تابعة لـداعش” في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، والأخرى التي استهدفت مدينة حمص، وأوقعتا مجتمعتين أكثر من 150 قتيلا، قد تكون لعبت دورا كبيرا في التعجيل بالاتفاق، لإبرازها خطورة هذا التنظيم وأذرعته الضاربة في العمق السوري.

كما اعتبر الكاتب أن وضع تنظيم الدولة” وجبهة النصرة” على قائمة الإرهاب، وبالتالي التصفية الميدانية، وربما يؤدي إلى توحدهما، وقتالهما في خندق واحد، الأمر الذي لو حدث، سيشكل قدرة عسكرية جبارة على الأرض، سيكون من الصعب القضاء عليها بسهولة، ما سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب على الإرهاب، وحدوث مفاجآت غير متوقعة.

وقال إن تفجيرات حمص والسيدة زينب الانتحارية التي جاءت ردا على الاتفاق الروسي– الأمريكي، أو توقعا له، كشفت عن إستراتيجية جديدة لـتنظيم الدولة، أي الإقدام على ضربات استباقية انتقامية، مثلما كشفت أيضا عن اختراق أمني كبير، ووجود خلايا نائمة جرى تنشيطها في توقيت تراه قيادتها مناسبا، وهذا تطور سيقلق الأجهزة الأمنية السورية على وجه الخصوص.

ومن الواضح أن تنظيم الدولة” بدأ يتبنى نهج القاعدة الأم، الذي ابتعد عنه في العامين الماضيين، لمصلحة نظرية التمكن” والتركيز على العدو القريب، ويأتي هذا التحول في ظل تعاظم القوى التي تحاربه، وتريد اجتثاثه في سورية والعراق معا، وخسارته بعض المواقع الإستراتيجية المهمة في الرمادي (العراقيةوريف حلب الجنوبي والشمالي.

واعتبر أن على الورق يمكن الاستنتاج أن اتفاق الهدنة هذا يمكن أن يكون مقدمة، أو تمهيدا، لاستئناف مفاوضات الحل السياسي، وتطبيق تفاهمات عمليتي فيينا وجنيف السياسيتين وما تنص عليها من هيئة حكم انتقالي، وحكومة وحدة وطنية، وتعديلات دستورية وانتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون عامين، ولكن ما يتم رسمه على الورق شيء، وما يمكن أن تكشف عنه الترجمة العملية على الأرض شيئا آخر قد يكون مختلفا كليا.

المهم، يؤكد الكاتب، أن كل الحديث عن أسلحة متقدمة للمعارضة السورية، وتحالفات إسلامية ضد تنظيم الدولة” ومناورات رعد الشمال، والتدخل البري، جرى وضعها كلها في الثلاجة، إن لم تكن قد تبخرت مع بدء اشتداد درجات الحرارة في الجزيرة العربية في الوقت الراهن“.

تعليقات