4900697_3_e46c_le-drapeau-de-la-minorite-amazigh-flotte-au_b455fec09dec89e6c24ee2b667289412

قال موفد صحيفة لوموند الفرنسيةفريدريك بوبان في تقرير نشر يوم 12 أبريل الجاري بعنوان: “أمازيغ زوارة مازالوا يأملون في الاعتراف بحقوقهم” أن مدينة زوارة الليبية القريبة من الحدود التونسية تدير شؤونها بنفسها مثلها مثل باقي المدن الليبية، فيما يحاول سكانها المحافظة على اللغة الأمازيغية.

ويضع الأستاذ المغربي عبد الرحمان بيلوش كل معرفته للغة الأمازيغية لتعليمها لسكان المدينة خدمة لقضية الحفاظ على الثقافة الأمازيغية التي يدافع عنها سكان المدينة.

ويملك بيلوش في مكتبه المليء بالكتب معجما فرنسيا أمازيغيا قديما جلبه معه من المغرب للمساعدة في المغامرة الفريدة من نوعها في تاريخ ليبيا المعاصر، والتي يعد بيلوش أحد الفاعلين فيها.

وتعتبر زوارة من بين آخر المدن في طريق الحدود مع تونس، حيث يديرها المجلس المحلي للمدينة في تجاهل شبه كامل للسلطات المركزية، حالها حال غالبية المدن الليبية، حيث تعرف المدينة بأنها معقل للدفاع عن الأمازيغ إلى جانب مدن جبل نفوسة والطوارق، حيث يشكل الأمازيغ ما نسبته عشر بالمائة من سكان ليبيا.

إصرار

وعاد الأمازيغ للافتخار بانتمائهم الحضاري والثقافي واللغوي بعد ثورة 2011 ضد نظام القذافي، الذي شهد عقودا من القمع ضدهم، حيث لا يتوانى سكان المدينة في رفع علم الأمازيغ الأزرق والأخضر والأصفر يتوسطه حرف تيفيناغ، الذي يرمز للغة الأمازيغية، كما تم إدراج اللغة الأمازيغية في المقررات الدراسية منذ 2011 والجامعية منذ 2015، ما يعتبر تقدما مهما في سنوات قليلة، وهو يعد نتيجة إصرار سكان المدينة وليس بقرار من الإدارة المركزية الليبية المتشبثة بالهوية العربية، حيث يقول الأستاذ بيلوش: “المجتمع الأهلي المحلي في المدينة لم يضيع وقتا طويلا، لقد حرق أهالي المدينة المراحل مستفيدين من تجربتنا في المغرب.

واستفاد أمازيغ المدينة أيضا من تجربة الجزائريين الأمازيغ، حيث جاء ثلاثة أساتذة جزائريين من منطقة القبائل لتدريس الأمازيغية في جامعة  زوارة، هم ايغيت نسيم واكدادر الأخضر ويونس مسعودي، حيث افتتح في الجامعة قسم لتدريس الأمازيغية يضم 30 طالبا.

أما في العاصمة طرابلس، وكذا في المدن الغربية لا تعتبر قضية الأمازيغ في سلم الأولويات بحكم الانشغال بمسار المصالحة الوطنية الهش، حيث لا يريد كثيرون إذكاء تاريخ قديم قد يفتح جرحا جديدا في ليبيا.

ويقر الكاتب أن ليبيا ليست مستعدة الآن للاعتراف بحقوق الأمازيغ، كما هو الحال في المغرب والجزائر، لذلك تحاول مدينة زوارة فرض الأمر الواقع، حيث تسعى المدينة الساحلة بأشخاص مثل بيلوش وايغيت نسيم إلى إعادة الاعتبار للثقافة الأمازيغية بشمال إفريقيا.

تعليقات