يؤدي القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، زيارة إلى تونس قبل نهاية الشهر الجاري، وذلك تلبية لدعوة تلقاها من السلطات التونسية، لدراسة مبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي لحل الأزمة الليبية، التي تحولت إلى مبادرة ثلاثية، بعد تبنيها من قبل مصر والجزائر.

وتسعى تونس إلى أداء دور في حلحلة الأزمة الليبية، من خلال التواصل مع أبرز القوى السياسية والعسكرية الفاعلة، تمهيداً للتوصل إلى تسوية. وكان وزير الخارجية التونسية، خميس الجهيناوي، أكد لـ«البيان»، أن بلاده دعت المشير خليفة حفتر لزيارتها، في إطار المشاورات التي تشارك مختلف الأطراف الليبية دون استثناء، إلا للجماعات الإرهابية، وفق تعبيره.

كما تطرق خميس الجهيناوي أمس، إلى الدور المحوري لمنظمة الأمم المتحدة، باعتبارها تمثل الشرعية الدولية، بما يجعل منها المظلة الأساسية لأي حل سياسي في ليبيا، وأبرز لمبعوث وزير الخارجية الصيني لي جنهوا، مرتكزات مبادرة الرئيس التونسي حول ليبيا، وإعلان تونس الثّلاثي حول التسوية السياسية الشاملة في ليبيا، مشيراً إلى الديناميكية التي أدخلتها المبادرة على مناخ العلاقات بين مختلف الأطراف اللّيبية، وما أثارته من ردود فعل إيجابية في الأوساط الإقليمية والدولية.

وشدد الجهيناوي، على ضرورة تشجيع الليبيين وحثهم على العودة إلى الحوار والتفاوض، كسبيل أوحد للتوصل إلى حل سياسي توافقي شامل، يكفل استعادة بلادهم لأمنها واستقرارها، ويصون وحدتها وسيادتها، ويمكن الشعب اللّيبي من التفرغ لإعادة البناء والإعمار.

تهديد

في السياق هددت القوات المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا، بقصف كلية جوية بمدينة مصراته، تابعة لحكومة الوفاق الوطني، في حال تكرر استهداف طائرات الكلية لقواعد جوية تابعة للأولى.

وجاء ذلك في تصريحات للمقدم طيار شريف العوامي، آمر غرفة عمليات سلاح الجو بالمنطقة الوسطى في قوات «البرلمان» المنعقد في طبرق، بقيادة المشير خليفة حفتر.

تصريحات العوامي جاءت رداً على قصف طائرات أقلعت من الكلية العسكرية، واستهدفت قاعدة «براك الشاطي» جنوبي البلاد. وقال العوامي «أحذر من المساس بالقواعد الجوية التابعة للجيش (في إشارة لقوات حفتر)». وهدد أنه «في حال تكرر الاعتداء، سيكون الرد قاسياً وساحقاً، سواء أقلعت الطائرة من الكلية الجوية بمدينة مصراتة، أو من مهبط النموه 70 كم جنوبي المدينة».

وتعرضت قاعدة «براك الشاطي» الجوية، التابعة لقوات حفترالأربعاء لقصف من قبل طائرات حربية، فيما تبنت غرفة طوارئ قاعدة مصراتة الجوية ذلك القصف.

الفراغ

قال تقرير أعده المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني «تشاتام هاوس»، إن الفراغ الحادث في الموقف الدولي نحو ليبيا، يعقِّد الأزمة، وينذر بتفاقم الصراع داخلها، مشيراً إلى «تردد» موقف واشنطن. وأوضح التقرير، أن الأوضاع في ليبيا، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، لم تتغير كثيراً منذ وصول رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس، منذ عام، مضيفاً أن حكومة الوفاق الوطني لا تفعل سوى «إخفاء العيوب دون المساهمة في حلها»، ولديها سلطة وشرعية محدودة لدى عموم الليبيين.

تعليقات