صورة التقطت لسيف الإسلام القذافي في طرابلس 10 آذار/مارس 2011.

 

أعلن المتحدث باسم سيف الإسلام القذافي أن الأخير يعتزم الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا، ما اعتبره مراقبون للشأن الليبي مبادرة غير واقعية ولا قانونية، متسائلين عن مكان تواجد نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ودوره المزعوم في مستقبل البلاد.
قال المتحدث باسم ما يطلق عليه “رؤية سيف الإسلام القذافي للحل في ليبيا” أيمن أبو راس إن نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة، والتي لم يحدد موعدها بعد، مؤكدا أنه متواجد في ليبيا ويتمتع بصحة جيدة.

وفي معرض مداخلته في برنامج “وجها لوجه” الذي بثته قناة فرانس24 الثلاثاء، اعتبر أيمن أبو راس أن الدافع وراء طرح مشروع سيف الإسلام القذافي من تونس وليس من ليبيا أن “تونس مدت اليد لهذه المبادرة”، مضيفا: “لقد طرحناها على الإعلام والصحافة في تونس، وقد رحبوا بالفكرة، وانطلقنا من هذا التشجيع الذي حظينا به…”.

“سيف الإسلام القذافي على قيد الحياة وبصحة جيدة وفي مكان آمن في ليبيا”

وأضاف المتحدث باسم سيف الإسلام القذافي: “كان جميلا ورائعا الدعوة لهذا المشروع من بلد مجاور يحترم فيه التواصل الأخوي بين الشعبين الليبي والتونسي والتعددية في المبادرات السياسية”. كما قال أبو راس أيضا في رده على سؤال حول عدم إعلان سيف الإسلام ترشحه بنفسه: “الجميع يعرف جيدا من هو سيف الإسلام القذافي… ما مر به خلال سبع سنوات كاملة منذ 2011، ومحاكمته في الزنتان، والكثير من الظروف، تحول دون ظهوره أمام الإعلام”.

وأضاف: “نحن لا نطرح فقط ترشح سيف الإسلام لرئاسة ليبيا، لكن أيضا رؤيته للحل فيها… سيظهر سيف الإسلام للعلن عندما تعلن مفوضية الانتخابات الموعد الرسمي لانتخابات البرلمان والانتخابات الرئاسية”. كما أكد أبو راس أن “سيف الإسلام القذافي على قيد الحياة وبصحة جيدة وفي مكان آمن في ليبيا وهو يحظى بشعبيته الكبيرة ويتنقل في الداخل الليبي كيفما شاء”.

“هناك شروط تمنع ترشح” سيف الإسلام

إلى ذلك، اعتبر الكاتب والباحث السياسي الليبي فوزي حداد، خلال مداخلته على برنامج “وجها لوجه” على فرانس24، أن إعلان ترشح سيف الإسلام القذافي هو “إشكالية كبرى مهمة وجوهرية عند الشعب الليبي…”.

لماذا لا يعلن سيف الإسلام ترشحه مباشرة للشعب الليبي؟

وتساءل حداد، المقيم في مصر: “هذه رئاسة ليبيا، المرشح الرئاسي لليبيا، أين هو؟ أين يختفي؟ هل يعجز عن مواجهة الشعب الليبي بخطاب حتى ولو كان مسجلا أو متلفزا من أي مكان هو يوجد فيه… هناك شكوك كثيرة حول كون سيف الإسلام على قيد الحياة، وحول مكان تواجده”.

وحول إمكانية ترشح نجل القذافي لرئاسة ليبيا، قال فوزي حداد: “هناك شروط تمنع ترشح سيف الإسلام القذافي، أولها الملاحقة القضائية من القضاء الليبي المحلي، حيث لديه حكم بالإعدام وقد قدم استئنافا لم يبت فيه حتى الآن، كما يعتبر هاربا من العدالة المحلية، وهو ملاحق من المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم”. وأضاف حداد “هناك إشكالية قانونية تلاحق سيف الإسلام القذافي حتى تشكيل حكومة تؤمن بحق جميع المواطنين في قضاء عادل، وتعيد محاكمته وتطلب من الجنائية الدولية رفع مطالبتها بمحاكمته في الخارج لأنه سيحظى بمحاكمة نزيهة في الداخل”.

“الشعب الليبي عاطفي…”

ورد المتحدث باسم سيف الإسلام القذافي قائلا إن “المفوضية العليا للانتخابات المكلفة إدارة العملية السياسية في ليبيا لم تدلي بشيء فيما يتعلق بموضوع سيف الإسلام… والبرلمان الليبي أصدر قانون العفو العام الذي شمل الجميع دون استثناء، ولم يحدد هذا القانون أي شخصية ممنوعة من أن تكون مشمولة من هذا العفو”.

ما حظوظ فوز سيف الإسلام برئاسيات ليبيا؟

وأضاف أبو راس: “محكمة الزنتان برأت سيف الإسلام من التهم المنسوبة إليه… أما فيما يتعلق بالجنائية الدولية، فليبيا ليست عضوا فيها ولم توقع على بروتوكول روما، وبالتالي كل الأحكام التي تصدر عنها لا تسري على الدولة الليبية أو أي من أبنائها”.

إلى ذلك، لم يستبعد فوزي حداد أي مفاجآت على الساحة الليبية، قائلا إن “الشعب الليبي عاطفي وتحركه الأحداث، هناك ضغوط اقتصادية كبيرة جدا وأحداث أمنية جعلت من الناس تتعلق بأي منقذ أيا كان، هذه الضغوطات يمكن أن تجعل الشعب الليبي يبدل خياراته بين لحظة وأخرى”. وأضاف: “سيف الإسلام له شعبية وله حضور بكل تأكيد”.

 

تعليقات