كشفت مصادر لـ218 عن تصريحات حصرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف عبرها عن جانب من رؤيته لتعقيدات الملف الليبي، والتي طالما وصفت بالغموض وعدم الوضوح، وذلك خلال اجتماعه السري بسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن في البيت الأبيض، الذي ينعقد بشكل غير معلن.

وبدا أن ترامب يحمّل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا للقيادة الأمريكية السابقة إذ أشار إلى أن تدخل الناتو في ليبيا عام 2011 والذي دعم بحماس حينها من قبل وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة، هيلاري كلينتون، التي اتهمها الرئيس الأمريكي خلال الاجتماع غير المعلن، كان السبب الرئيسي في أزمات ليبيا.

حوار ترامب مع سفراء مجلس الأمن تطرق إلى ملف توغل الإرهاب في ليبيا عقب سقوط النظام السابق، حيث ذكّر ترامب بالوضع الأمني المستقر الذي كانت تعيشه البلاد قبل أن تدخل في دوامة انتشار السلاح والفوضى، نتيجة تدخل الناتو الخاطئ عام 2011.

وخيم نوع من اليأس على رؤية الرئيس الأمريكي لسيناريوهات الأزمة في ليبيا، حيث رأى أن الفجوة كبيرة جدا بين الأطراف المتصارعة، في حين تشير كافة المعطيات إلى أنه من الصعب تقليصها، وهو ما يفسر ربما استمرار واشنطن في أخذ خطوات وصفها كثيرون بـ”البطيئة وغير الفعالة” فيما يخص الملف الليبي، خاصة منذ اندلاع القتال في ضواحي طرابلس أبريل الماضي.

وعن أمر حسم هذا القتال، قال الرئيس الأمريكي إن الجمود الذي يسيطر على جبهات طرابلس منذ فترة ربما يكون دليلا على عدم قدرة الطرفين على حسم الأمر لصالحه.

وكان لدونالد ترامب نظرة إيجابية تتعلق بثروات ليبيا، إذ قال إنها ستشكل عاملا قويا في تسريع نهوض البلاد وإعادة بنائها واستعادة وحدتها فور انتهاء الحرب، ما يعني القضاء على فوضى الإرهاب وأزمة المهاجرين الذين يتدفقون إلى أوروبا.

وحضرت أزمة سد النهضة على طاولة الاجتماع، وقال الرئيس الأمريكي إنه استضاف وفودا من إثيوبيا ومصر والسودان وطالبهم بشكل واضح بضرورة تسوية قضية السد بالسبل السلمية مهددا بقطع المعونات الأمريكية للدول الثلاث.

وأبدى ترامب تفهمه للانشغال المصري بهذه الأزمة، كون انقطاع مياه السد يهدد إمدادات البلاد وسيضعها في أزمة حقيقية.

وفاجأ ترامب السفراء بقوله إن الوصول إلى اتفاق مع طالبان في أفغانستان ليس بالأمر الصعب بل ممكن الحدوث، إلا أن بلاده منشغلة بمواجهة تنظيمات إرهابية أخرى في المنطقة.

وشغلت الأزمة الخليجية حيزا من الحوارات، وكشفت الإدارة الأمريكية عن موعد انتهائها، الذي سيكون خلال الأسبوع المقبل، وذلك عبر تسويات كبيرة بين الأطراف المعنية، دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى.

وعن “الجبهة مع إيران”، طلب ترامب من السفراء عدم تصديق “الدعاية” الإعلامية حول موضوع إيران معتبرا أن الإعلام أصبح أحد أطراف هذا الصراع المعقد والطويل.

وتحدث ترامب عن محاولات إيرانية حثيثة للاجتماع مع إدارته، لكن الانقسامات الداخلية بين الإيرانيين تقف عائقا أمام انعادها، خاصة أن السلطات الإيرانية لا تمتلك خطة تفاوض واضحة، بحسب تصريحاته.

وأكد الرئيس الأمريكي أن إدارته تعي جيدا مدى تأثير الحصار الاقتصادي على النظام الايراني، الذي اتهمه بالوقوف وراء الفوضى التي تجتاح المنطقة سعيا لإثبات وجوده والحصول على فرصة أكبر للتفاوض.

وكشف ترامب أن بلاده تسعى لإعادة صياغة اتفاق نووي جديد غير الاتفاق السابق المليء بالأخطاء التي تغاضت عنها إدارة أوباما، قائلا إنه طلب من فرنسا وروسيا والصين ممارسة ضغط أكبر على إيران لقبول الصيغة الجديدة.

تعليقات