المغرب الأزمة الليبية

أصدرت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا بيانا أول أمس نددت من خلاله بالتصعيد العسكري الأخير في بنغازي بعد إعلان إطلاق عملية عسكرية تحت شعار «حتف السماء وسيوف الأرض»

ضد من يصفهم بالإرهابيين و يسمون أنفسهم بمجلس شورى ثوار بنغازي. و دعا البيان الصادر عن البعثة بالوقف الفوري للاقتتال معتبرا العملية العسكرية عرقلة لمسار التسوية السياسية.

إلى ذلك استنكر سفراء الدول الكبرى ودول عربية التصعيد العسكري في بنغازي مؤكدين أنه لا حل للأزمة الليبية غير الحل السلمي والسياسي. وكانت مصادر من الصخيرات المغربية كشفت وصول السفيرة الأمريكية لدى طرابلس ديبورا جونز بصورة مفاجئة إلى مكان انعقاد جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين واجتمعت مع نظرائها سفراء الدول الكبرى وبعد ذلك صدر بيان السفراء المشار إليه سلفا.

من جانبه واصل المبعوث الدولي التلويح بعصا العقوبات ضد كل معرقل للحوار وقد اتصل برئيس مجلس النواب عقيلة صالح قويد وضغط عليه ليقرر رئيس مجلس النواب تحت التهديد إبقاء وفده المفاوض بالصخيرات تمهيدا للتوقيع النهائي على الاتفاق السياسي. المبعوث الدولي ذكر أن البعثة الأممية بصدد إعداد نص الاتفاق السياسي وتقديم مرشحي الحكومة للتصويت عليها لاحقا.

ويرى مراقبون أن الحكومة المزمع التصويت عليها خلال الساعات القادمة سيغيب عنها التوافق والوفاق سيما في ظل امتناع وفدي المؤتمر ومجلس النواب الجلوس وجها لوجه أو تقديم تنازلات وكلا الطرفين مصمم على التمسك بشروطه والثقة مفقودة بين الفرقاء وهذا ما اعترف به المبعوث الدولي نفسه. حيث فشل برناردينو ليون في إرضاء الأطراف المتصارعة على السلطة من خلال توزيع المناصب والمكاسب ولقد تاه ليون وسط التكالب على السلطة فالكل يريد أن يأخذ «الكعكة» بأكملها ويسعى الى إقصاء الأخر.

ملامح التقسيم
مضت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا في تطبيق أجندتها المتضمنة تشكيل حكومة دون توافق ولا وفاق وقبل الاتفاق على الملاحق وخاصة الملحق الأمني مما سيؤدي إلى وجود معارضة قوية . فتلك الأطراف المناهضة للحكومة هي ميليشيات مسلحة ويقودها أمراء حرب، كما أن أكبر تلك الميليشيات المسلحة تسيطر على عاصمة الدولة وهي التي اقتحمت المؤتمر الوطني العام مؤخّرا، غرب البلاد. أما شرقها فلن يسمح خليفة حفتر للمناطق التابعة لنفوذه بإعلان ولائها للحكومة القادمة، من جانبه سوف يرفض رئيس حرس المنشآت النفطية الاعتراف بحكومة ليون ولن يسلم الحقول النفطية والموانئ.

بدوره يتمسك تنظيم الدولة بسرت ومن ثمة المنطقة الوسطى ويستعد لاقتحام مناطق متاخمة لمصراتة من الجانب الشرقي.يحدث هذا شرق وغرب ليبيا بينما يغرق الجنوب في الحرب الأهلية والتدخل الخارجي الخفي من طرف مجموعات مسلحة قادمة من إقليم دارفور ومن دولة التشاد.

المحصلة أن مضي الأمم المتحدة في تنفيذ مبادرتها وتشكيل الحكومة دون تهيئة عوامل وظروف نجاحها ستقود ليبيا الى التقسيم وبمشاركة أطراف محلية رسمية تكون بتعنتها ورفضها الحل السياسي ضالعة في مخطط تقسيم البلاد.

تعليقات