قالت صحيفة “الحراك السياسي” السودانية، إن الشرطة قبضت على متهمين متورطين في إرسال 276 شابا سودانيا إلى شركة “بلاك شيلد” الإماراتية التي زجت بهم في الحرب في ليبيا للعمل كمرتزقة مع خليفة حفتر.

ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالموثوق قوله إن السلطات السودانية قبضت على كل من مالك وكالة “أماندا” للسفر والسياحة، ومالك مكتب “الأميرة للاستخدام الخارجي”، المتهمين في قضية ضحايا شركة بلاك شيلد الإماراتية تحت مادتي القانون الجنائي 7 و8 المتعلقتين بالاتجار بالبشر والمادة 13 المتعلقة بحماية الشاكي.

التحقيق مع المتورطين
وأشارت الصحيفة إلى أن المتهمين أودعا حراسة قسم الاتجار بالبشر بالحاج يوسف، فيما أكد المصدر أنهما لايزالان قيد التحقيق، بينما تواصل السلطات السودانية البحث عن بقية المتهمين الذين قاموا بخداع الشباب بعقود مزيفة للعمل كأفراد أمن للحراسة لشركات الإمارات، إلا أنهم تفاجأوا بنزولهم في ليبيا للعمل كمرتزقة.

يشار إلى أن الشباب رفضوا حينها الانخراط في القال وطالبوا بعودتهم فوراً للسودان، وهو ما تم بعد الضغط المكثف من أسرهم، ووقفات احتجاجية متكررة أمام مجلس الوزراء والسفارة الإماراتية بالخرطوم وقتها، وظل البلاغ مفتوحاً ومتابعاً من قبل موكليهم من المحامين حتى القبض على المتهمينِ الأول والثاني الخميس.

270 سودانيا في رأس لانوف
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أجرت تحقيقا مطولا قبل سنتين عن تجنيد الإمارات لحراس أمن سودانيين وخداعهم للعمل في ليبيا دعما لحفتر، وقالت وقتها إنها أجرت مقابلات مع عدد من السودانيين المغرر بهم من قبل شركة بلاك شيلد للخدمات الأمنية والذين تلقوا تدريبات عسكرية في إحدى المعسكرات بالإمارات قبل أن يتم نقلهم إلى ليبيا وتحديدا إلى رأس لانوف.

وقالت المنظمة إن المهمة التي كانت تخطط لها الإمارات كانت قصيرة وانتهت بسرعة بعد افتضاح أمرهم، مما اضطر بلاك شيلد إلى إعادة السودانيين إلى أبوظبي ومنها إلى الخرطوم وتقديم اعتذار مبهم حسب وصفها، وأوضحت أن بلاك شيلد نقلت أكثر من 270 سودانيا إلى رأس لانوف للقتال مع حفتر بعد إيهامهم بالعمل في إحدى المؤسسات الأمنية داخل الدولة.

أبو ظبي لم تعلق
ولفتت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن أبوظبي لم تعلق على المسألة، فيما نفت شركة بلاك شيلد خداع العمال فيما يتعلق بطبيعة أو موقع العمل وأكدت أنها لا تشارك في أي خدمات أو أعمال ذات طابع عسكري، في الوقت الذي كشفت فيه الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية عكس ذلك.

وأوضح التحقيق أن شركة بلاك شيلد لم تترك أي أثر على شبكة الإنترنت رغم أنها مسجلة لدى دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي كمؤسسة فردية ذات مسؤولية محدودة ومدرجة على موقع حكومة أبوظبي كشركة خدمات أمنية تأسست في 2019 وهي مملوكة لسيف معوض الكعبي والذي يبدو أنه عقيد في القوات المسلحة، وفق هيومن رايتس ووتش.

الوجهة النهائية ليبيا
وذكرت المنظمة الحقوقية أن العمال السودانيين الذين قابلتهم أكدوا أيضا تورط شخص آخر في القضية، وهو العميد مسعود المزروعي الذي ورد ذكره في الصحف اليمنية بين 2017 و2018 كنائب لقائد القوات الإماراتية وقائد عمليات الحلفاء في عدن، وقد قدم نفسه كنائب مدير في شركة بلاك شيلد التي قامت بتوظيف هؤلاء الشباب.

وجاء في التحقيق أنه بعد أسابيع قليلة من وصول الشباب السودانيين إلى الإمارات، أصدرت بلاك شيلد تصاريح إقامة لهم وجعلتهم يوقعون عقودا تنص صراحة على أنهم سيعملون كحراس أمن في أبوظبي، لكنهم تلقوا تدريبا عسكريا في قاعدة غياثي لمدة 4 أشهر قبل نقلهم إلى ليبيا وعرضوا عليهم مضاعفة أجورهم من 500 إلى ألف دولار شهريا.

تعليقات