قال المحلل السياسي إسماعيل مختار لفرانس24 إن انسحاب قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التابعة للمشير خليفة حفتر من أجزاء من العاصمة، وتتالي خسارتها لمواقع إستراتيجية مثل قاعدة الوطية الجوية غربي طرابلس، هو إقرار بالهزيمة. وصرح مختار أن حفتر خسر معركته العسكرية في ليبيا وأن من يراهن عليه، إنما يراهن على حصان خاسر. وأكد أن المواقف الدولية تغيرت فالولايات المتحدة الأمريكية دعت حفتر إلى الانسحاب، كما أعلن حلف الناتو أنه سيدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية.
ليبيا: تقرير للأمم المتحدة يؤكد وجود مرتزقة روس وسوريين لدعم المشير حفتر

جاء في تقرير للأمم المتحدة تم تسليمه إلى مجلس الأمن الدولي في 24 نيسان/أبريل، وحصلت وكالة الأنباء الفرنسية على ملخص له الأربعاء، أن مرتزقة من مجموعة “فاغنر” الروسية ومقاتلين سوريين جاؤوا من دمشق لدعم المشير خليفة حفتر في ليبيا. وأوضح الخبراء في تقريرهم أنهم غير قادرين على تحديد المسؤولين عن تجنيد وتمويل المرتزقة الذين أرسلوا للقتال مع حفتر. وهذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها الأمم المتحدة وجود مرتزقة في ليبيا تابعين للمجموعة الروسية المعروفة بقربها من الرئيس فلاديمير بوتين.
للمرة الأولى، يؤكد تقرير أعده خبراء في الأمم المتحدة يراقبون الحظر المفروض على شحن الأسلحة إلى ليبيا، وجود مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية ومقاتلين سوريين جاؤوا من دمشق لدعم المشير خليفة حفتر.
وأوضحت الوثيقة التي تم تسليمها إلى مجلس الأمن الدولي في 24 نيسان/أبريل وحصلت وكالة الأنباء الفرنسية على ملخص لها الأربعاء أن العلاقات على الأرض بين مجموعة فاغنر ورجل الشرق الليبي القوي الذي يسعى منذ نيسان/أبريل 2019 للسيطرة على طرابلس، تشوبها خلافات.
وتحقيق الخبراء هو تحديث لتقريرهم السنوي الذي صدر في كانون الأول/ديسمبر الماضي وتحدث أساسا عن وجود مجموعات مسلحة أجنبية قدمت من تشاد والسودان، في النزاع. لكنه لم يشر إلى مرتزقة روس.
ويشير الملخص إلى أن “مجموعة خبراء رصدت وجود عسكريين خاصين من تشي في كا فاغنر في ليبيا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018”. ويضيف أن عدد هؤلاء “لا يتجاوز 800 إلى 1200″، لكنه يؤكد أن مجموعة الخبراء “ليست قادرة على التحقق بشكل مستقل من حجم انتشارهم”.
وهذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها الأمم المتحدة وجود مرتزقة في ليبيا تابعين لمجموعة فاغنر الروسية المعروفة بقربها من الرئيس فلاديمير بوتين.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية وجودهم في 2019. فقد أفادت صحيفتا “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” أن مرتزقة من فاغنر يشاركون في القتال الدائر في ليبيا، لكن حجم هذه المشاركة اختلف بين الصحيفتين إذ قدرت الأولى عدد هؤلاء المرتزقة بـ200 في حين قدرت عددهم الثانية بالآلاف.
وتنفي موسكو باستمرار أي ضلوع لها في وجود مرتزقة روس في ليبيا.
وذكر الخبراء أن عناصر “مجموعة فاغنر يقدمون دعما فنيا لإصلاح مركبات عسكرية ويشاركون في عمليات قتالية وعمليات تأثير”. وهم يساعدون أيضا قوات حفتر في مجال “المدفعية ومراقبة الحركة الجوية وتزويدها بالخبرة في صد الهجمات الالكترونية وفي نشر قناصة”.
“قوة مضاعفة”
واعتبر الخبراء أن مشاركة هؤلاء المرتزقة “كانت بمثابة قوة مضاعفة” لقوات حفتر.
وكتب في المخلص أن “الخبراء رصدوا أيضا عسكريين خاصين من مجموعة ’روسكيي سيستيم بيزوباسنوستي‘ (أر إس بي) وهم يؤمنون صيانة وإصلاح طائرات عسكرية”.
وأكد أن تحقيقا يجري في معلومات عن “انتشار في السادس من كانون الثاني/يناير 2020 في بنغازي (شرق) لأعضاء من المجموعتين العسكريتين الخاصتين ‘موران سيكيوريتي غروب’ و”شيت سيكيوريتي غروب”.
وتابع أن “المعلومات التي حصلت عليها مجموعة الخبراء تكشف أن علاقات العمل بين قوات حفتر ونظرائهم (المرتزقة) بدأت متوترة، وحتى بعد عام على الانتشار، ما زالت هناك خلافات مستمرة بين الطرفين”.
ويؤكد الخبراء أيضا أن لديهم أدلة على نقل مقاتلين سوريين من دمشق إلى ليبيا.
وكانت تركيا قد أكدت في شباط/فبراير الماضي وجود مقاتلين سوريين مدعومين من أنقرة في ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، منافسة المشير حفتر.
لكن المعلومات عن وجود مقاتلين سوريين جاؤوا من دمشق لمساعدة حفتر لم تكشف من قبل. وكانت سلطات شرق ليبيا أعادت في بداية آذار/مارس فتح سفارة ليبية في دمشق بعد ثماني سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين ليبيا وسوريا.
وأوضح الخبراء في تقريرهم أنهم غير قادرين على تحديد المسؤولين عن تجنيد وتمويل المرتزقة الذين أرسلوا للقتال مع المشير حفتر.
ويشير التقرير إلى أن “مجموعة الخبراء تحققت من أن العديد من هؤلاء المقاتلين السوريين تم نقلهم إلى ليبيا من سوريا عن طريق ‘أجنحة الشام’” وهي شركة طيران سورية خاصة مقرها دمشق.
ويضيف أنه منذ الأول من كانون الثاني/يناير، تم تسيير 33 رحلة جوية من قبل “أجنحة الشام للطيران”. وكتب في الملخص أن “بعض المصادر على الأرض تقدر عدد المقاتلين السوريين الذين يدعمون عمليات المشير حفتر بأقل من ألفين”.
ويتابع أنه “إذا كانت بعض المصادر تقدر عدد المقاتلين السوريين في ليبيا بنحو خمسة آلاف، فهذا يشمل بالتأكيد الذين جندتهم تركيا لمصلحة حكومة الوفاق الوطني”.
ولم يؤكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في تقرير عرضه على مجلس الأمن الدولي في الخامس من أيار/مايو وحصلت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منه الأربعاء أن روسيا أو سوريا هي مصدر هؤلاء المرتزقة.
لكنه دان “المعلومات المتواصلة حول تورط مرتزقة أجانب لصالح حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي” الذي يقوده حفتر، “في انتهاك لحظر الأسلحة الصادر في 2011”.
لكن لم يوص غوتيريس ولا خبراء الأمم المتحدة بمعاقبة المسؤولين المفترضين عن الانتهاكات.
ليبيا.. مرتزِقة فاغنر في خطوط حفتر الأمامية، وتواصل سقوط الضحايا المدنيين
أكد مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي للجزيرة أن المجلس تلقى تقريرًا سريًا من فريق خبراء العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا يوثق مشاركةَ مرتزقة روس من مجموعة فاغنرفي جهودٍ واسعةِ النطاق في البلاد لدعم خليفة حفتر من خلال تقديم الدعم الفني المباشر والانخراط في العمليات القتالية وحملات معقدة على وسائل التواصل للتأثير على الرأي العام.
خدمات الطوارئ: مقتل شخصين في قصف على مركز للنازحين في طرابلس
قالت خدمات الطوارئ في ليبيا إن شخصين لقيا حتفهما يوم السبت في مركز إيواء نازحين بمنطقة في العاصمة طرابلس تتعرض لقصف قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر الساعية للسيطرة على المدينة.
وقال أسامة علي المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ في طرابلس إن القصف تسبب في نشوب حريق في منطقة الفرناج الواقعة قرب الخطوط الأمامية وموطن عدد من النازحين.
وأوضح المتحدث أن جهاز الإسعاف يحاول إجلاء النازحين المتبقين ونقلهم لمكان آخر بالمدينة. ومعظم النازحين في الفرناج من منطقة عين زارة المجاورة.
وكان الجيش الوطني الليبي بدأ هجوما على طرابلس منذ 13 شهرا لانتزاع المدينة من حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إن أربعة أخماس الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال الحرب في ليبيا في الربع الأول من العام الحالي لقوا حتفهم في عمليات للجيش الوطني الليبي المدعوم من الإمارات ومصر وروسيا.
وحققت حكومة الوفاق تقدما على الجيش الوطني الليبي هذا العام بعد حصولها على مساعدة جديدة من تركيا وأخرجته من عدة بلدات غربي طرابلس كما تضغط عليه في ترهونة بالشمال الغربي وفي قاعدة الوطية الجوية.
وذكر الجيش الوطني الليبي يوم السبت أنه دمر طائرة مسيرة تركية في الوطية. وقالت حكومة الوفاق إنها دمرت منظومة مضادة للطائرات مقدمة من روسيا بنفس الموقع رغم نفي متحدث باسم الجيش الوطني لإعلان حكومة الوفاق.
وزاد القتال داخل وحول طرابلس من الظروف الصعبة التي يواجهها السكان الذين شهدوا الأسبوع الماضي انقطاع الكهرباء والمياه لفترات طويلة مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند: وجود ما يقرب من 2000 من مرتزقة “فاغنر” الروس لا يدل على احترام سيادة ليبيا
رشيد خشانة – اعتبر السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند أن ما يحدث في ليبيا اليوم حربٌ إقليمية بالوكالة. وقال إن وجود ما يقرب من 2000 من مرتزقة شركة فاغنر الروسية الخاصة، والمعدات العسكرية المتطورة التي يملكونها لا يدل على احترام سيادة ليبيا أو سلامتها الإقليمية. وأكد في حديث خاص لـ”القدس العربي” أنّ الولايات المتحدة “تريد أن ترى نهاية للهجوم الذي تشنّه القوات المسلحة العربية الليبية على طرابلس، ووقف دائم لإطلاق النار، وحل سلمي تفاوضي للنزاع”. وأضاف أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر “لديه نفوذ، ولكنني أعتقد أنه ذكي بما يكفي لإدراك أنّ نفوذه ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات، وهو عرضة لخطر فقدان كلّ شرعية سياسية، ما لم يسمح للشرق بالتفاوض”. وزاد “لقد بدأت الدول التي تدعمه تدرك أنّ أهدافها في مكافحة الإرهاب قد تمّ تقويضها من خلال الهجوم الذي شنّته القوات المسلحة العربية الليبية (على طرابلس)”.
وهنا نص الحوار:
* ما هي التداعيات العسكرية والسياسية المتوقعة للمعارك الدائرة في جنوب طرابلس وقاعدة الوطية الجوية؟
**تعتبر الولايات المتحدة هذا بمثابة تصعيد خطر يمكن أن يوسّع الحرب لتشمل مجال الطيران. ولكننا ندرك أنّ ذلك كان ردّا على الهجوم من الشرق. لذا يحتاج الوضع إلى إيقاف الهجوم بحيث يمكن لجميع الأطراف أن تبدأ في خفض التوتّر.
* ما مدى تأثير القوى الخارجية على تطور النزاع المحلي في ليبيا؟
أعتقد أن حفتر ذكي بما يكفي لإدراك أنّ نفوذه ينحسر كل يوم
** التأثير سلبي بطريقتين: أولًا، سيكون هناك المزيد من إراقة الدماء والإصابات في صفوف المدنيين، إذ يتم إدخال المزيد من المقاتلين والمعدات المتطوّرة في المعارك. ثانياً، سيفقد الليبيون السيطرة على سيادة بلدهم مع تنامي النفوذ الخارجي.
* يعتقد محللون أنه منذ مقتل السفير كريس ستيفنز، قرّرت الولايات المتحدة فك الارتباط بليبيا. هل هذا صحيح؟
** لا، أبدا، فالولايات المتحدة لا تزال منخرطة في المسار الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي. وقابلتُ العديد من الليبيين والقادة الليبيين، وأشعر بالدهشة والاعجاب إذ أنّ عددا كبيرا منهم يثمنون الدور الأمريكي، ويريدون منا أن نلعب دورا بناء. ويجب أن ألاحظ أيضًا أنّه في إطار المساهمة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، تعهّدت الولايات المتحدة بتقديم أكثر من 12 مليون دولار، في شكل مساعدات، للكشف عن الفيروس، ومنع انتشاره والسيطرة عليه في ليبيا.
* أعلن الرئيس ترامب، عند استقباله رئيس الوزراء الإيطالي في البيت الأبيض، أنّ إيطاليا هي الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الملف الليبي، ماذا كان يقصد؟
**تقرّ الولايات المتحدة بأنّ حل الأزمة في ليبيا يتطلب مشاركة العديد من الدول، بما في ذلك إيطاليا على الأقل، ونحن حريصون على الشراكة مع جميع تلك الدول، لتيسير التوصل إلى حلّ تفاوضي للصراع.
* في 19 نيسان/ابريل 2019، أكد البيت الأبيض أنّ الرئيس ترامب اتصل بحفتر قبل أيام، وتحديدا يوم الاثنين 15 نيسان/أبريل، واعترف ترامب “بدور المشير حفتر الكبير في مكافحة الإرهاب وحماية موارد ليبيا النفطية”، كيف تفسر هذا التحيُز؟
** ليس هناك أيّ تحيز، إذ أن كلا من القوات المسلحة العربية الليبية وحكومة الوفاق الوطني شركاء مهمّين للولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب. ولا يمكنني الحديث عن مكالمة هاتفية تمّت قبل تولّي منصبي، ولكن ما يمكنني أن أخبرك به اليوم، هو أنّ الولايات المتحدة تريد أن ترى نهاية للهجوم الذي تشنّه القوات المسلحة العربية الليبية على طرابلس، ووقف دائم لإطلاق النار، وحل سلمي تفاوضي للنزاع. حفتر لديه نفوذ، ولكن أعتقد أنه ذكي بما يكفي لإدراك أنّ نفوذه ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات، وهو عرضة لخطر فقدان كلّ شرعية سياسية ما لم يسمح للشرق بالتفاوض. وقد بدأت الدول التي تدعمه تدرك أنّ أهدافها في مكافحة الإرهاب قد تمّ تقويضها من خلال الهجوم الذي شنّته القوات المسلحة العربية الليبية.
* ما مدى احتمال أن يتحوّل الصراع في ليبيا إلى حرب إقليمية بالوكالة، أو حتى حرب اقليمية مباشرة؟
** إنّها بالفعل حرب إقليمية بالوكالة، والتحدي المطروح هو إبقاؤها بمنأى عن التصعيد والتحوّل إلى مواجهة مباشرة بين الدول في المنطقة. وأنا مقتنع بأنّه لا توجد دولة تريد ذلك، وسوف يبحثون عن طرق للتعامل مع مصالحهم من خلال التفاوض. وسنعمل على تعزيز هذا التوجّه.
* كيف ترى دور روسيا في ليبيا، خاصة بعد إرسال مرتزقة من مجموعة فاغنر؟
** وجود ما يقرب من 2000 من مرتزقة فاغنر والمعدات العسكرية المتطورة التي يملكونها ليس احترامًا لسيادة ليبيا أو سلامتها الإقليمية. نحن نؤمن بأنّ روسيا قادرة على متابعة مصالحها المشروعة من خلال وسائل عادية أكثر.
* هل تعتقد أن الانتقال إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر في ليبيا لا يزال هدفا واقعياً، بالرغم من وجود الميليشيات المسلحة؟
** هذا ليس هدفا واقعيا فقط، بل هو ضرورة لا مفرّ منها. إنّنا في القرن الحادي والعشرين، وأنا لا أعتقد أن الشعب الليبي سيقبل بأقل من الديمقراطية الكاملة. وكما قال لي أحد الدكاترة الليبيين، “بعد 42 عامًا من الظلام، يستحق الليبيون أن يروا الشمس”. الميليشيات في الغرب والشرق لا تُقوي شوكتها إلاّ الصراعات؛ وأخبرنا العديدُ من القادة الليبيين أنّ الميليشيات سيتم تفكيكها بمجرد انتهاء الحرب.
* لماذا في رأيكم فشلت خريطة الطريق التي تم وضعها في مؤتمر برلين؟
** لا، لم تفشل. وأنا أشيد بجهود غسان سلامة ونائبته ستيفاني ويليامز لوضع هيكلية من أجل السلام، بقيادة المستشارة ميركل. والتحدي الأكبر الآن هو أن يفي المشاركون بالتزاماتهم. ولم يكن يوجد مثل هذا الإطار من قبل، لذا الآن علينا تنفيذه. وقد استضافت إيطاليا اجتماعا لكبار المسؤولين المشاركين في مؤتمر برلين يوم الأربعاء (13 أيار/مايو الجاري) أعطى زخما جديدا لمجموعات العمل الأربع: الأمنية والسياسية والاقتصادية وحقوق الإنسان. وسيتم التركيز الآن على التأكّد من أنّ الأفعال مُطابقة للكلام، وخاصةً في ما يتعلّق بحظر إرسال السلاح إلى ليبيا.
* هل ما زال اتفاق الصخيرات أساسا لتسوية سلمية في ليبيا؟
** إلى حين يتوافق الليبيون على هيكل سياسي جديد، تعتبر هذه الاتفاقية والمؤسسات المنبثقة عنها الإطار القانوني الوحيد الذي اعترفت به المجموعة الدولية. ولا يمكن للهيكل الجديد أن يظهر إلاّ من خلال المفاوضات السلمية، التي تشمل طيفا واسعا من الممثلين الليبيين. وقد عقدت الأمم المتحدة مثل هذه الملتقيات من قبلُ، وبدعم منّا، وهي على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى. ونحن نحض جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة.
تحفظاتنا ليست لها علاقة بالعمامرة، بل بالحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن بعض الإصلاحات الرئيسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا
* يبحث الأمين العام للأمم المتحدة عن مبعوث خاص جديد إلى ليبيا، وقد رشّح لهذا المنصب الدبلوماسي الجزائري المخضرم رمطان العمامرة، فلماذا أبديتم تحفظا على هذا الخيار؟
** العمامرة دبلوماسي بارز ومتمرّس وصديق للولايات المتحدة. وبنفس الشكل، تستمر الجزائر في لعب دور إيجابي. أما تحفظاتنا فليست لها علاقة بالعمامرة، بل بالحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن بعض الإصلاحات الرئيسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قبل تسمية ممثل خاص جديد للأمين العام. وقد بدأنا مناقشات حول هذا الأمر في الأمم المتحدة، حتى نتمكن من التحرك بسرعة في موضوع القيادة الجديدة.
* ما الذي يمكن أن تفعله الدول المجاورة للدفع باتجاه تسوية سلمية؟
** زرت الجزائر والقاهرة، والتقيت هنا في تونس بالمسؤولين التونسيين، وهم جميعًا يصرحون بأنهم لا يريدون الانحياز لأي طرف في الصراع الداخلي الليبي، ولا يريدون أطرافا خارجية تؤجج فتيل الحرب، ونحن نثمن هذه المواقف عاليا. وتعدّ أصواتهم مهمّة للغاية على وجه التحديد لأنّهم جيران ليبيا.
* في ظل حرب أهلية وحشية، تنظر بعض الشركات الليبية وعدد من الشبان إلى المستقبل، ويعتمدون بعض مناهج العمل المتطورة، لكنها ما تزال مناهج مستجدّة في ليبيا، كيف يمكن دعم هؤلاء والأخذ بيدهم؟
** الشركات الأمريكية على استعداد للعودة إلى ليبيا بمجرد توقف القتال، ويمكن أن تكون شريكة ممتازة للشركات المحلية، إذ أن ليبيا تعيد بناء اقتصادها. وحتى في الوقت الراهن، هناك غرفة تجارة أمريكية في طرابلس، وجمعية رجال أعمال أمريكية ليبية في واشنطن على استعداد للمشاركة. والمهم هو إنهاء القتال وإرساء حكومة فعالة يمكن أن تخلق مناخا مستقرا ومؤاتيا للاستثمار لاستقطاب الشركات الأجنبية والسماح للقطاع الخاص الليبي بالازدهار.
* كتب نائب وزير الخارجية الأسبق جيفري فيلتمان أنّ الرئيس الأسبق للمكتب التنفيذي في الفترة الانتقالية (2011) الراحل محمود جبريل، كان من بين عدد قليل من التكنوقراط الذين نجوا من القروش المفترسة الُمُحيطة بالقذافي، هل تشاطر هذا الرأي؟
** تشرّفت بمقابلة جبريل مرتين في السنة الماضية، وتعلمت كثيرا منه حول ليبيا. وأعتقد أنّه كان يسعى بصدق للمساهمة في حل سلمي للصراع، وقد شعرت بأسف شديد لسماع نبأ وفاته، بسبب وباء فيروس كورونا.
حكومة الوفاق الليبية تعلن رفضها “هدنة” أعلنها حفتر في رمضان
ردا على إعلان قوات المشير حفتر، الرجل القوي في الشرق وقف إطلاق النار خلال رمضان بطلب من المجتمع الدولي و”دول صديقة”، أعلنت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا رفضها “للهدنة” مشيرة في بيان أنها ستستمر في “الدفاع المشروع عن النفس”.
رفضت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا المعترف بها دوليا الخميس “الهدنة” التي أعلنها المشير خليفة حفتر، الرجل القوي شرق ليبيا، خلال شهر رمضان.
ففي وقت متأخر الأربعاء أعلن حفتر، “وقف جميع العمليات العسكرية” من جانبه لمناسبة شهر رمضان، لكن دوي الاشتباكات المتقطعة سمع بشكل متواصل عقب الإعلان، وحتى ساعات مبكرة من صباح الخميس.
وتضمن بيان صحفي للحكومة أنّها ستستمر في “الدفاع المشروع عن النفس، وضرب بؤر التهديد أينما وجدت وإنهاء المجموعات الخارجة على القانون (…) في كامل أنحاء البلاد”.
وتابعت أنّ “ما سبق من انتهاكات وخروقات يجعلنا لا نثق أبدا فيما يعلن من هدنة، لأنه اعتاد (حفتر) على الغدر والخيانة”.مضيفة أن “ما أعلنه منذ يومين بالانقلاب على الاتفاق السياسي والمؤسسات الشرعية، يؤكد أنّ ليس لدينا شريك للسلام بل أمامنا شخص متعطش للدماء مهووس بالسلطة”.
وأشارت حكومة الوفاق إلى أن أي وقف لإطلاق النار “وصولا إلى هدنة حقيقية يحتاج إلى ضمانات دولية” تفعّل عمل “لجنة 5+5″ التي تشرف عليها بعثة الدعم في ليبيا.
وأقرّت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 (خمسة أعضاء من قوات حفتر ومثلهم من قوات حكومة الوفاق) ضمن حوارات جنيف في فبراير/شباط الماضي، وتسعى إلى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار استكمالا لمخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا، وتمهيدا لخارطة سياسية لحل الأزمة.
لكن اللجنة علقت أعمالها عقب جولتين من المحادثات، بسبب خلافات بين طرفي النزاع.
وأشارت حكومة الوفاق في بيانها، إلى أنه على الرغم من انتهاكات وقف إطلاق النار في وقت سابق من طرف قوات حفتر،إلا أنها قبلت بـ”الهدنة الإنسانية” التي دعت اليها العديد من المنظمات الدولية والإقليمية.
ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عدة إلى “هدنة إنسانية” في ليبيا خلال شهر رمضان خاصة لمواجهة مخاطر تفشي فيروس (كوفيد-19).
فورين بوليسي: في ليبيا سوريون يقاتلون سوريين!
نشر موقع “فورين بوليسي” مقالا لأنشال فورها قالت فيه إن كلا من تركيا وروسيا تستخدمان مقاتلين سوريين في الحرب الأهلية في ليبيا.
وقالت فيه إن محمد أبو الصعر (ليس اسمه الحقيقي) كان يعمل ميكانيكيا في محل تصليح سيارات بحمص واعتقله النظام وعذبه مثل بقية المحتجين الذين وضعهم في أقبية السجون. وعندما خرج من السجن حمل السلاح للانتقام من النظام، كان هذا في نيسان/إبريل 2012 وبعد ثماني سنوات يجد نفسه مقاتلا للإيجار في ليبيا التي تبعد عن سوريا 1.200 ميل، وعندما ينظر إلى ساحة المعركة فيها يرى حربا أهلية سورية أخرى، فهو واحد من المقاتلين الذين دفعت لهم تركيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق الوطني، التي تعد واحدا من أطراف النزاع على السلطة في النزاع الليبي المستعصي. وتعترف الأمم المتحدة بها كحكومة شرعية وتدعمها حكومة رجب طيب أردوغان في تركيا.
كل من تركيا وروسيا تستخدمان مقاتلين سوريين في الحرب الأهلية في ليبيا
وتقول الكاتبة إن التحالفات المشتركة بين حكومة العدالة والتنمية التركية والإسلاميين الذي يدعمون حكومة الوفاق جلبت أنقرة إلى الحكومة الانتقالية في طرابلس، وساعد الدعم العسكري الأخير حكومة الوفاق لحرف ميزان الحرب لصالحها. ولكن الصعر يظل بندقية في نزاع واسع. فهو أب لأربعة أطفال وتحول من متمرد إلى مرتزق نتيجة الحرمان الطويل الذي تركه النزاع الذي لا ينتهي في سوريا. وقال: “زوجتي وأولادي الأربعة يعيشون في خيمة. وليس لدي مال لأشتري طوبا إسمنتيا حتى أبني لهم غرفة” و”عندما ولدت زوجتي لم يكن لدي المال لأشتري الحفاضات والحليب للمولود الجديد”.
وعندما سقطت حمص عام 2014 بيد قوات النظام انتقل الصعر مع عائلته إلى حلب. وانضم فيها إلى فرقة سلطان مراد، وهي فصيل مقاتل مكون من مقاتلين تركمان تمولهم وتدربهم تركيا. ولم تكن دوافع تركيا خيرية فقد دعمت المقاتلين ثم طلبت منهم القتال دفاعا عن مصالحها. والصعر هو عربي وليس تركمانيا لكنه قرر الانضمام للفرقة حتى يحصل على المال. وشارك عام 2018 بالعملية التركية ضد المقاتلين الأكراد في بلدة عفرين، وتلقى راتبا 450 ليرة تركية (46 دولارا)، مقارنة مع الراتب الكبير الذي يحصل عليه مقابل مشاركته في ليببا: “في أربعة أشهر بليبيا حصلت على أكثر من ما حصلت عليه عن قتال لسنين في سوريا”، مشيرا إلى أنه يحصل على ألفي دولار في الشهر.
وفي سوريا هناك مقاتلون يعانون من الفقر بسبب الحرب ويتعرضون لإغراءات القتال في ليبيا ولكن على الجانب الآخر فيه، أي الجنرال خليفة حفتر الذي تدعمه روسيا والإمارات ومصر.
ففي الوقت الذي أرسلت فيه تركيا المقاتلين السوريين ووفرت الطائرات المسيرة المتقدمة والأنظمة الدفاعية، حاولت روسيا البحث عن تعزيزات لحفتر من سوريا. وأقنعت حليفها بشار الأسد بدعم أمير الحرب المفضل لها وبدأت بالبحث عن رجال مستعدين لوضع خدماتهم في نزاع أجنبي مقابل المال. ويقول المقاتلون السوريون إن الرجل الذي أوكلت له مهمة تجنيد المقاتلين السوريين هو العقيد ألكسندر زورين الذي عمل في عام 2016 كمبعوث لوزارة الدفاع الروسية بجنيف لوحدة المهام الخاصة لوقف الأعمال العدائية. ويعرف زورين في سوريا بـ “العراب” الذي أشرف على عمليات “المصالحة” بين النظام والمسلحين في الغوطة ودرعا والقنيطرة.
وأكد مصدر روسي في نيسان/إبريل أن زورين زار جنوب سوريا، وهي منطقة تعتبر خصبة للتجنيد ليس بسبب الحرمان والفقر ولكن لعدم وجود دعم إقليمي أو دولي للمقاتلين. وحول عدد من المقاتلين ولاءهم للأسد بعدما رفضت الولايات المتحدة في تموز/يوليو 2018 مواصلة دعمهم. وبتنسيق مع مسؤولي الاستخبارات السوريين بدأ زورين عددا من المحادثات مع جماعات من المسلحين والاتفاق على إرسال أفرادها إلى ليبيا.
وقال أبو طارق (ليس اسما حقيقيا) الذي قاد مجموعة من المقاتلين ضد تنظيم الدولة في القنيطرة إنه التقى مع زورين ووافق على السفر مع مقاتليه إلى ليبيا: “التقينا به وأخبرنا أننا سنذهب إلى ليبيا للقتال مع شركة الأمن واغنر”. و”قدم عرضا مغريا: 5.000 دولار للقائد و1.000 دولار للمقاتل، ووافقنا بالطبع لأن الوضع المالي في منطقتنا رهيب”.
وأضاف أنه لم يتم إغراء المقاتلين بالمال ولكن بالعفو عن الذين هربوا من الخدمة العسكرية وإغلاق ملفات الأشخاص لدى الأمن التي ظلت مفتوحة للملاحقة. وأثبت أبو جعفر ممتينة وهو زعيم جماعة أخرى أنه محل للثقة، حيث نقل منتصف نيسان/إبريل مئات من رجاله إلى حمص لتدريبهم في قاعدة روسية. ودعم أحمد الخطيب المقرب من جماعات المسلحين في الجنوب رواية أبو جعفر، وقال: “كانت رسالة العقيد زورين أن جماعات المسلحين يمكنها توسيع أعدادها وتأثيرها بشرط إرسال كل منها 1.000 مقاتل إلى ليبيا”.
واكتشف أبو جعفر وأبو طارق ورجالهم أنهم تعرضوا لعملية تضليل، فقد تم إغراؤهم للسفر إلى ليبيا بوعد تحديد عملهم بحراسة المنشآت النفطية في المناطق التي يسيطر عليها حفتر. ولكنهم اكتشفوا في معسكر التدريب أن المهمة العسكرية هي القتال والموت من أجل حفتر وأن الراتب الموعود هو أقل، 200 دولار في الشهر. وقال أبو طارق: “ونحن في القاعدة بحمص قرأ جنرال روسي لا أعرف اسمه شروط العقد أمامنا، ولم يكن يحتوي على ما وعدنا به زروين، ورفضنا وطلبنا إعادتنا إلى مناطقنا”.
حفتر بات يعتمد في حملته على القوى الأجنبية والمرتزقة، لكن هذا يأتي بثمن لأن هؤلاء لا يعرفون تضاريس المنطقة ولا القتال في المناطق الحضرية
ووجد الروس صعوبة في بناء جماعة سورية وكيلة لهم في ليبيا أكثر من تركيا. لكن محللين يقولون إن السوريين موجودون الآن في شرق سوريا. وقال أنس الغماطي مدير مركز بحث في طرابلس إن مقاتلي شركة واغنر أرسلوا للإشراف على عملية حفتر في طرابلس أما المقاتلون السوريون فأرسلوا لدعم حفتر في الشرق.
وأضاف أن “حفتر والأسد أقاما علاقة قوية، وأرسل مؤيدون للأسد إلى ليبيا في الأشهر الماضية”. وقال إن حفتر بات يعتمد في حملته على القوى الأجنبية والمرتزقة، لكن هذا يأتي بثمن لأن هؤلاء لا يعرفون تضاريس المنطقة ولا القتال في المناطق الحضرية”. ودعا حفتر إلى هدنة في رمضان، رفضتها حكومة الوفاق. ويبدو أنه يريد شراء الوقت ويأمل بتوفير روسيا له الدعم وتجميع قواته.
إلا أن موسكو لا تزال تلعب بأوراقها وتظهر أنه حليف لكل الأطراف. ولو قررت التدخل فستعثر على أعداد من السوريين اليائسين. ويعرف المقاتلون الذين وصلوا إلى ليبيا أن حياتهم في خطر ويريدون العودة سالمين: “أعرف أن حياتي في خطر هنا وألقي القبض على الكثيرين منا” و”لو عدت سالما فسأفتح محلا تجاريا”.
حفتر يخسر آخر قواعده في الغرب الليبي ومحللون يتحدثون عن «نهاية» قريبة للنفوذ الإماراتي في البلاد
شهد الصراع في ليبيا تطورا نوعيا تمثل في استعادة قوات حكومة الوفاق الوطني لقاعد “الوطية” من قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، وهو ما يعني عمليا نهاية نفوذ حفتر في الغرب الليبي، في وقت تحدث فيه محللون عن نهاية قريبة للنفوذ الإماراتي في البلاد، فيما كشف وسائل إعلام عن تصال بين رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، فيما حذر سياسيون من محاولة بعض الأطراف الضغط على البرلمان من أجل دفعه لاتخاذ موقف مؤيد لمعسكر الإمارات في ليبيا.
وأكدت وسائل إعلام ليبية مقتل أسامة مسيك، آمر حماية قاعدة الوطية الجوية التابع لقوات حفتر في هجوم شنته قوات حكومة الوفاق على القاعدة، وهو م يعني خسارة حفتر لآخر قاعدة له في الغرب الليبي.
وكتب الخبير العسكري ناصر الدويلة “ستكون معركة استعادة قاعدة الوطية نموذج للمدن الليبية التي تعيش في وهم قوة حفتر(…) القتال الآن داخل قاعدة الوطية وشراذم حفتر في حالة انهيار وتحاول اللجوء الى المنطقة السكنيه لحماية نفسها من صولة الفرسان وخلال سويعات سيتم تشغيل القاعدة تحت راية الوطن الليبي الكبير وسنشرب القهوة التركية على الفطور بحول الله العزيز، فيا اهل ترهونه و بني وليد لا تكونوا من المغرقين”.
وكتب الناشط أحمد البقري “بدأت قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا من كافة المناطق العسكرية في اجتياح قاعدة الوطية الجوية، أقصى غرب ليبيا، التي تتحصن فيها قوات الانقلابي حفتر. ان شاء الله يتحرر كامل التراب الليبي من حفتر وميليشياته وهزيمة مذلة لمحور الشر”.
ودوّن محمود رفعت المتحدث باسم مجموعة العمل الدولية من أجل ليبيا “العمليات التي تتم بمحيط طرابلس ومناطق أخرى من ليبيا تنفذها حكومة معترف بها دوليا ضد مليشيات تلاحقها الجنائية الدولية ودعم تركيا للعمليات يأتي في اطار اتفاق شرعي بين الدولتين، وهو ما ألجم داعمي حفتر، السيسي والسعودية والإمارات وبعض الأطراف الأوروبية التي تدعم خليفة حفتر”. وأشار إلى وجود “ضباط مصريين” إلى جانب قوات حفتر ضمن قاعدة الوطنية، وأوضح بقوله “سوف تشهد سيناء المزيد من إرهاب الدولة الذي يرتكبه السيسي في كل مرة للتغطية على عودة جثث أفراد جيش مصر من ليبيا، ولا استبعد هذه المرة أن تكون العمليات الاجرامية في القاهرة أو محافظات الدلتا”.
وكتب الباحث والمحلل السياسي د. طارق الكحلاوي “لنتذكر جيدا ودائما ان الخط الفاصل الجذري بين حداثة واصولية دينية هو خط وهمي. فرنسا هي احد الداعمين الرئيسيين الان للتحالف بين الرجعية الاستبدادية والرجعية السلفية المدخلية في ليبيا (حفتر والمداخلة من الورفلي الى الكانيات). ليس ذلك تحالفا مستجدا. بريطانيا كانت الداعم الرئيسي بالسلاح والعتاد والمال لـ”اخوان طاعة الله” (الوهابية المسلحة) التي قادها عبد العزيز بن سعود خلال الحرب العالمية الاولى للاطاحة بالشريف حسين الذي لم يقبل بمخرجات سايكس بيكو بعد توظيفه من قبل التحالف البريطاني-الفرنسي للاطاحة بالعثمانيين. ومثلما دعمت واشنطن “المجاهدين الافغان” ومن ثمة حلفائهم من العرب الافغان في الحرب السوفياتية -الافغانية (طبعا الاحتلال السوفياتي لافغانستان كان وحشيا ايضا). كل من يدعي وجود خط جذري فاصل لصراع حداثي-اصولي انما يغالط الناس.الصراعات يتم حسمها على اساس المصالح القومية والاقتصادية… تلك هي البوصلة الرئيسية لتحليل اي صراع”.
وأضاف المحلل السياسي بولبابة سالم “قوات حكومة الوفاق تدخل قاعدة الوطية الجوية مركز عمليات حفتر في الغرب الليبي ووقوع عشرات المرتزقة الاجانب في الأسر و منهم ضباط كبار. حفتر خان القذافي واليوم ينهار رغم دعم الامارات ونظام السيسي و فرنسا. دول الخليج أكثر من يشتري السلاح في العالم و يبدو انه مغشوش! هزمتهم البيرقدار التركية التي سيطرت على الأجواء الليبية”.
فيما كشفت وسائل إعلام عن اتصال هاتفي بين رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، مشيرة إلى أن الطرفين تناولا الأوضاع الأمنية المضطربة التي تعيشها ليبيا.
من جانب آخر، انتقد عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري محاولة بعض الأطراف التونسية الضغط على البرلمان لدفعه لاتخاذ موقف “مؤيد” للمعسكر الإماراتي في ليبيا، حيث دوّن على صفحته في موقع فيسبوك “عندما تهب عبير موسي (رئيسة الحزب الدستوري الحر) لنجدة خليفة حفتر باقتراح مشروع لائحة برلمانية فاعلم أن محور الإمارات في ليبيا يعاني صعوبات غير مسبوقة فرضت التعجيل ببعث رسائل له من تحت قبة باردو”.
وكانت كتلة الحزب الدستوري الحر أعلنت تقديم مشروع لائحة للبرلمان “تهدف إلى إعلان رفض البرلمان للتدخل الخارجي في الشقيقة ليبيا ومناهضته لتشكيل قاعدة لوجستية داخل التراب التونسي قصد تسهيل تنفيذ هذا التدخل”.
وتتضمن اللائحة المذكورة إعلان البرلمان “رفضه المطلق لأي تدخل خارجي في ليبيا من شأنه ضرب وحدة ترابها والمساس من سيادتها وزعزعة الأمن والسلم في المنطقة ومناهضته التامة لتمكين الأطراف التي تخطط للتدخل العسكري في هذا البلد الشقيق من التموقع بالتراب التونسي وتشكيل قاعدة لوجستية داخله تحت غطاء الاتفاقيات والمعاهدات الاقتصادية والاجتماعية والمالية قصد تسهيل تنفيذ سياستها التوسعية”.
وهو ما يتنقض مع موقف أغلب الأطراف السياسية التونسية، ومن بينها حركة النهضة التي أشادت بـ”مبادرات رئيس الدولة المتعلّقة بالسلم الدولي وتأكيد سيادته المتواصل على موقف تونس الثابت في الوقوف مع الشرعية في ليبيا”، معتبرة أن “الحل في الشقيقة ليبيا لا يكون إلاّ سياسياً وسلميّاً بما يضمن وحدة ترابها وشعبها ويبعد عنها شبح الحرب والتدخلات الأجنبية”.
تقرير أممي: مجموعة فاغنر الروسية نشرت زهاء 1200 فرد في ليبيا
الأمم المتحدة: أشار تقرير سري للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إلى أن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة نشرت زهاء 1200 فرد في ليبيا لتعزيز قوات خليفة حفتر الجنرال المتمركز في شرق ليبيا.
وجاء بالتقرير المؤلف من 57 صفحة والذي أعده مراقبو العقوبات المستقلون وقُدّم للجنة العقوبات الخاصة بليبيا والتابعة لمجلس الأمن الدولي إن الشركة الروسية المتعاقدة نشرت قوات في مهام عسكرية متخصصة تشمل فرق قناصة.
وشن حفتر حربا قبل عام للسيطرة على العاصمة طرابلس ومناطق أخرى بشمال غرب ليبيا. وليبيا مقسمة منذ عام 2014 بين مناطق تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس وشمال غرب البلاد وأخرى خاضعة لسيطرة قوات حفتر المتمركزة في بنغازي بشرق البلاد.
ويحظى حفتر بمساعدة الإمارات ومصر وروسيا، في حين تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني. وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حظر سلاح على ليبيا في عام 2011 في خضم انتفاضة أطاحت بمعمر القذافي الذي حكم البلاد لفترة طويلة.
وقال مراقبو العقوبات إنه على الرغم من أنهم لا يستطيعون التحقق بشكل مستقل من حجم انتشار عناصر فاغنر في ليبيا إلا أنه “بناء على ما هو متاح من مصادر ومشاهدات محدودة يشير إلى أن أقصى عدد للأفراد العسكريين غير النظاميين المنتشرين لا يزيد عن 800 إلى 1200”.
وقال مراقبو العقوبات “نشر هؤلاء الأفراد كان بمثابة قوة فعالة مضاعفة (لقوات حفتر)”.
وعندما سئل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يناير/ كانون الثاني عما إذا كانت مجموعة فاغنر تقاتل في ليبيا قال إنه إذا كان هناك روس في ليبيا فإنهم لا يمثلون الدولة الروسية ولا يحصلون على رواتب من الدولة.
ليبيا.. السراج يرحب بجميع المبادرات السياسية لحل الأزمة
رحب رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية، فائز السراج، الثلاثاء، بجميع المبادرات السياسية الداعية إلى حل سلمي للأزمة، “بعيدا عن الاقتتال وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح”.
وقال السراج، في بيان نشره مكتبه الإعلامي عبر “فيسبوك”، إنه يرحب “بجميع المبادرات السياسية التي تدعو إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة الراهنة، بعيداً عن الاقتتال وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح وحقناً للدماء”.
وأكد على “ضرورة توحيد الصفوف لدحر المعتدي (الجنرال الانقلابي خليفة حفتر)، وتبديد حلمه في الاستيلاء على الحكم بقوة السلاح، وتكثيف الجهود للمساهمة مع أبناء الوطن في بناء الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة”.
ودعا السراج جميع الأطراف والقوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الانقسام، والإسراع في استئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة.
تصريح لرئيس المجلس الرئاسي بخصوص المبادرات السياسية لحل الأزمة الراهنة
يرحب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني…
المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني
ولفت إلى أن الدعوة تأتي “من أجل الاستعداد للمرحلة القادمة والتوافق على خارطة طريق شاملة ومسار سياسي يجمع كل الليبيين، سواء كان ذلك بتعديل الاتفاق السياسي وتشكيل مجلس رئاسي من رئيس ونائبين ورئيس حكومة منفصل، أو بالتوافق على مسار دستوري وانتخابات عامة في أقرب الآجال”.
ووفق السراج، فإن الدعوة تأتي أيضا “في وقت تزداد فيه مؤسسات الدولة انقساما، وتنفرد فيه بعض شخوص هذه المؤسسات بالقرارات المصيرية للبلد وتتجاوز دورها واختصاصاتها، مما زاد من معاناة المواطنين الاقتصادية والمالية، التي تفاقمت مؤخراً بسبب انتشار جائحة كورونا واستمرار العدوان على العاصمة والمدن الليبية الأخرى”.
وقبل أسبوع، أعلن حفتر إسقاط “اتفاق الصخيرات” السياسي، وتنصيب نفسه حاكما للبلاد، دون استناد إلى أي شرعية معترف بها داخليا أو دوليا، ما أثار استنكارا داخليا وأمميا ودوليا واسعا.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2015، وقعت الأطراف الليبية اتفاقا سياسيا في مدينة الصخيرات المغربية، أنتج تشكيل مجلس رئاسي يقود حكومة الوفاق، إضافة إلى التمديد لمجلس النواب، وإنشاء مجلس أعلى للدولة، لكن حفتر سعى طوال سنوات إلى تعطيله وإسقاطه.
وتنازع مليشيات حفتر حكومة الوفاق على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، وتواصل هجوما متعثرا بدأته في 4 أبريل/ نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة، تكبدت خلاله هزائم ساحقة.
المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا
تعريف:
تأسس المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا في جوان - يونيو 2015 في تونس، وهو أول مركز من نوعه يعمل بكل استقلالية من أجل تعميق المعرفة بليبيا في جميع المجالات والقطاعات، ويرفد بالمادة العلمية جهود المجتمع المدني في ليبيا لإقامة الحكم الرشيد، المبني على التعددية والتداول السلمي واحترام حقوق الإنسان . مؤسس المركز: الإعلامي والباحث التونسي رشيد خشانة يقوم المركز بنشر مقالات وأوراق بحثية بالعربية والأنكليزية والفرنسية، ويُقيم مؤتمرات وندوات علمية، وباكورة نشاطاته ندوة حول "إسهام المجتمع المدني في إعادة الاستقرار والانتقال الديمقراطي بليبيا" يومي 5 و6 أكتوبر 2015 بتونس العاصمة.
موقع "ليبيا الجديدة"
موقع إخباري وتحليلي يبث الأخبار السريعة والتقارير السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية عن ليبيا، ديدنُه حق المواطن في الإعلام، ورائدُه التحري والدقة، وضالتُه الحقيقة، وأفقهُ المغرب العربي الكبير. يتبنى الموقع أهداف ثورة 17 فبراير ومبادئها السامية ويسعى للمساهمة في بناء ليبيا الجديدة القائمة على الديمقراطية واحترام حقوق الانسان والحكم الرشيد.