قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الليبية طارق الخراز، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، الاثنين، إن ليبيا لديها دول جوار تعاني من الإرهاب، وأن الجنوب الليبي يعاني من خطر تدفق عناصر تنظيم “بوكو حرام” الإرهابي، إذا لم تستقر ليبيا، فلن تستقر دول الجوار، وأعرب عن استهجانه من نهج دول العالم التي تنظر إلى المشكلة بأنها سياسية، وليست أمنية.

سبوتنيك: ما تعليقكم على أن ليبيا أصبحت خطراً على نفسها وعلى دول الجوار، وما هو نوعية الخطر الذي يتحدثون عنه؟

الخراز: الخطر الذي تحدث عنه الدكتور عاشور شوايل وأعلنه “داعش” صراحة، هو السيطرة الكاملة  على الوسط الليبي وبعض المناطق في الجنوب وبعض المعارك في شرق وغرب ليبيا… هو وجّه رسالة لليبيين وللعالم الخارجي، بأن ينظروا إلى ليبيا بحزم والوقوف يد واحدة، خاصة أن ليبيا الآن لديها دول جوار تعاني من الإرهاب سواء كانت مصر أو تونس أو الجزائر.

والجنوب الليبي أيضا يعاني من خطر تدفق عناصر “بوكو حرام” الإرهابي، فكل هذا يصب في خانة واحدة، أن ليبيا إن لم تستقر، ولن تستقر دول الجوار الليبي… و“داعش” توعّد الاتحاد الأوروبي، عقب ذبح أقباط مصريين في جانفي 2015… وتنفيذ عملية باريس ولا زال يتوعد… فالعالم ينظر إلى أن المشكلة في ليبيا سياسية وليست أمنية، لكن العكس هو الصحيح.

سبوتنيك: ما هي نوعية الأخطار التي يشكلها تنظيم “داعش” الإرهابي على الدول العربية والغربية، وتحديداً أوروبا؟

الخراز: طبعا على الصعيد العربي تنظيم “داعش” يعمل على تفتيت الأمة العربية والاتحاد العربي بشكل كامل… الآن رأينا مصر تتخذ إجراءات أمنية صارمة بحق الليبيين، وكذلك تونس وبعض دول الجوار.. وهذه من أهداف وطموح التنظيم الإرهابي، فهو يهدف لتفتيت الرابط الاجتماعي المكون بين الليبيين ودول الجوار.

فتنظيم “داعش” أعلن من مدينة سرت تبنيه عمليات القتل والإرهاب التي كانت في سرت، وقام بتوزيع الحلوى في الشوارع… وكان هناك سعادة من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي في المدينة… ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي من العالم الخارجي، حتى الآن.

سبوتنيك: الحديث يدور بأن سرت أصبحت عاصمة لدولة الدواعش في ليبيا… فما حقيقة ما يجري في المدينة وما طبيعة الأوضاع هناك؟

الخراز: مدينة سرت خارج إطار الشرطة والسلطة التشريعية، سواء كان البرلمان أو الحكومة… فالقيادة العامة للجيش الليبي أعلنت أن مدينة سرت خارج السيطرة لتدفق المقاتلين العرب والأجانب للمدينة… ووجه مندوب ليبيا في الأمم المتحدة تحذيرات وكلمات للعالم والمسؤولين أعربوا فيها عن أسفهم من خطر تدفق تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي أعلن منذ يوم أن سرت عاصمة لتنظيم الدولة، عقب التدخل الروسي في سوريا والعراق… وللأسف هناك معلومات مؤكدة عن وصول أعداد من مقاتلين كانوا في العراق وجاؤوا إلى سرت، عبر المتوسط، من الحدود التركية.

سبوتنيك: من هو المستفيد من ظهور التنظيم الإرهابي في العديد من الدول العربية؟

الخراز: المستفيد بالدرجة الأولى هم أعداء الأمة الإسلامية والعربية فهم يريدون تمزيق الأمة العربية… فالعمليات الإرهابية والقتل كانت خارج دائرة الأمة العربية… قبل 10 سنوات خرج تنظيم “القاعدة“، ومن ثم “داعش” بحرفية أكثر في القتل والتمزيق ومخالفة للشريعة الإسلامية… اليهود والنصارى المتشددون هم من يبثون صورة سيئة عن المسلمين والإسلام في أوروبا، ويرسمون صور مشينة للنبي محمد… وكذلك تنظيم “داعش” جاء بفكر متطرف ليرد على الانتهاكات بحق المسلمين بتطرف أشد من ذلك.

تعليقات