أشار مراسل اليومية الفرنسية “لوموند” من تونس فريديريك بوبان في تقرير نشر الخميس 07 يناير الجاري، إلى أنه في الوقت الذي ما تزال فيه عملية السلام في ليبيا برعاية الأمم المتحدة تكافح من أجل التحقيق، استغل تنظيم “الدولة” الانقسام السياسي الحاصل في البلاد ليشن هجوما يومي الاثنين والثلاثاء، من أجل السيطرة على الهلال النفطي، أين توجد أهم الموانئ ومحطات النفط الرئيسية في البلاد.
وأضاف المراسل أن خمسة خزانات للنفط في رأس لانوف والسدرة ما تزال تشتعل إلى حد كتابة هذه الأسطر، وهما من أكبر الموانئ النفطية في ليبيا، وقد تراجعت كمية البترول المصدرة منهما بسبب المعارك المسلحة، خاصة وأنهما يؤمنان ما بين 35% و 40% من النفط الخام المصدر من ليبيا.
تهديدات
وأوضح أن في الوقت الذي تتواصل فيه سحب الدخان الكثيفة لتلقي بظلامها على سماء مينائي السدرة وراس لانوف، وقع تنفيذ هجوم إرهابي على مركز لتدريب قوات خفر السواحل الليبية في مدينة زليتن مخلفا مقتل أكثر من 40 شخصا وجرح العشرات.
وقال إنه ولئن لم يعلن بعد تنظيم “الدولة” مسؤوليته عن ذلك الهجوم الإرهابي، إلا أن ما وقع في مدينة زليتن يحمل بصماته، واعتبر أن الضربات التي ينفذها التنظيم غرب مدينة مصراتة من شأنه أن يعرقل تقدمه نحو العاصمة طرابلس، ولكنه لا ينفي تنامي الخطر الكبير والتهديدات الجدية للتنظيم.
وأكد أنه ولئن تم صد هجمات عناصر تنظيم “الدولة” بالموانئ النفطية في راس لانوف والسدرة، إلا أن هذا التنظيم تمكن من السيطرة على مدينة بني جواد الواقعة على بعد 25 كيلومترا عن النوفلية التي يسيطر عليها.
طموحات
وبيَن أن تنامي نفوذ التنظيم وتوسع رقعة المناطق التي تمكن من السيطرة عليها وبسط نفوذه عليها، خاصة بعد سيطرته على مدينة سرت وعلى محيط حوالي 250 كلم، يجعل الأمر خطيرا، لأن بإمكان هذا التنظيم أن يشكل اليوم خطرا جديا على ليبيا، وعلى باقي الدول المجاورة.
وأضاف أن الهجمات العسكرية التي ما فتئ ينفذها تنظيم “داعش“، أصبحت تثير القلق الدولي بشأن طموحات هذا التنظيم، المنتظر أن يتراجع نفوذه، خاصة بعد الضربات الجوية العسكرية التي تلقاها في كل من سوريا والعراق.