بدأت ظاهـــرة الانتــحار تغزو المجتـــمع الليـــــبي بشكل غير مسبوق يفاقم الأزمة التي تمر بها البلاد، وظهرت في مناطق عدة إلا أن مدينة البيـــضاء شهدت العـــدد الأكبر من عمليات الإنتــخار التي وصـــلت إلى 12 حالة خلال أسبوعين.

استيقظت مدينـــة البيضاء الليـبية ( شرق ) الأحد الماضي على فاجعة انتحار طفلة لم يتجاوز عمرها تسعة أعوام،وقال مصـــدر طـــبي مـــن قسم الإحصاء و التوثيق بمستشفى البيضاء إن الطفلة قامت بشنق نفسها مع تناول كمية من الأدوية.

وللوقوف عند حقيقة الظاهرة، دعا رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب طلال الميهوب كلا من وكيل وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة عادل عبدالعزيز ووزير العدل المكلف، لموافاته بالتحقيقات في حوادث ظاهرة الانتحار،وإلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمكافحة الأسباب، حيث أكد أن ذلك يعتبر عبثاً بالأمن القومي وإرهاباً بصورة جديدة.

في الأثناء، قال مدير إدارة الإعلام والتوثيق بوزارة الصحة في الحـــكومة المؤقتة معتز الطـــرابلسي «إن أهالي الحالات التي انتــــحرت أو الـــتي نجت من محــــاولة الانتـــحار لا تتعاون ولا تريد الحديث عن تفاصيل حالات أبنائهم أو عن الظروف التي عاشها أبناؤهم مؤخرًا». مشيرا إلى أن أعمار الطلبة الذين اقدموا على الانتحار تتراوح بين 12 و19 عامًا، إضافة إلى انتحار امرأتين إحداهما موظفة تبلغ من العمر 25 عامًا، والثانية عمرها 45 عامًا.

دراسات اجتماعية

الى ذلك، ، ترأست عضـــو مجـــــلس النواب سلطنة المسماري اجتماعاً بخــــصوص مشكلة الانتحار التي ظهرت مؤخراً في مدينة البيضاء بدعوة وتنظيم من رئيسة جمعية المرشد للدعم النفسي والاجتماعي انتصار البرعصي،حيث ناقش الاجتماع الأسباب التي أدت إلى ظـــهور مشكلة الانتحار في مدينة البيضاء كما بحث سبل وكيفية مواجهتها، حيث تم الاتــــفاق على تكوين فريق عمل من خبراء في علـــم النفس والاجتماع والأوقاف والجهات الأمنية ومركز الدراسات والبحوث الاجتماعية لإجراء دراسة متكاملة عن الضحايا لمعرفة ظروفهم الاجتماعية والنفسية من خلال مقابلة ذويهم.

اتهامات

إلى ذلك، حــــذرت وزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة من أن «لعبة تشارلي»، التي انتشرت مؤخرًا وتداولها الشباب والفتيات كثيرًا وراء انتشار حالات الانتــحار، مضــــيفةً أن أصل اللعبة ينسب لـ «شيطان مكسيكي كما تروي الأساطير يتم استحضاره داخل هذه اللعبة بما يدخل في نطاق الشركيات التي ينهى عنها ديننا الحنيف»، فيما اعتبرت هذا الأمر بمثابة خطر يواجه الأمن القومي الليبي.

رقابة

قال الأكاديمي الليبي وأستاذ علم النفس، الدكتور سعد مناع، إن كميات هائلة من الأدوية تتداول في السوق الليبي، ودون رقابة طبية، وبعض هذه الأدوية قد يكون حبوباً تسبب حالة من الوسواس القهري، وهو أحد العوامل التي تؤدي بصاحبها للانتحار،وأضاف إن هذه الحبوب تباع بأسعار رخيصة، ولذا فهي متاحة أمام أكبر شريحة من المجتمع، وبعضها تمنح متناولها في المرحلة الأولى حالة من الراحة والابتهاج، إلا أنها سرعان ما تتغير لتؤثر بشكل سلبى على مستوى الصحة النفسية للإنسان.

تعليقات