اقتحمت مجموعة من الشباب مقرّ هيئة صياغة الدستور الليبي في البيضاء (شرق) بعد وقت قصير من مصادقة أعضاء الهيئة على مسودة الدستور التي ستُطرح في استفتاء شعبي. وقام الشباب بالاعتداء بالضرب على بعض أعضاء الهيئة قبل انسحابهم من المقر، وذلك احتجاجاً على بعض بنود المسودة التي لا تلحظ نظام حكم فيديرالي وتحول دون ترشح العسكريين إلى الرئاسة. وتردد أن بعض المحتجين هم من دعاة الفيديرالية وبعضهم الآخر موالٍ لقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر.

وصوّت 43 عضواً من أصل 44 في هيئة الدستور الليبي المنتخبة على مشروع الدستور الجديد، مختتمين 3 سنوات من العمل، على رغم أنه كان مقرراً أن تنهي عملها بعد 120 يوماً، لكن الانقسام السياسي والصراع المسلح الذي تشهده البلاد أثّرا بشكل كبير على عملها، وخلّف انقسامات بين أعضائها، قبل تشكيل لجنة توافقية لوضع مسودة دستور توافقي.
وأفاد مصدر مأذون بأن الهيئة انتهت تماماً من مسودة الدستور الليبي الجديد، مشيراً إلى أن المجتمعين رفضوا طلباً من مبعوث حكومة عبد الله الثني (شرق) بعدم التصويت على المسودة.
على الصعيد الميداني، ذكر ناطق باسم القوات الجوية في الجيش الوطني الذي يقوده حفتر أول من أمس، أن طائرة مقاتلة تابعة للجيش أسقطت بصاروخ أثناء تحليقها فوق منطقة الظهر الحمر في مدينة درنة، وأنه جرى احتجاز طاقمها المكون من فردين.
وتخضع مدينة درنة الساحلية الواقعة على بعد 348 كيلومتراً شرق بنغازي، لسيطرة تحالف من المتشددين الإسلاميين والثوار السابقين باسم «مجلس شورى مجاهدي درنة». وتحاصر قوات حفتر المدينة منذ 3 سنوات وتشن عليها من وقت لآخر ضربات جوية.
وقال الناطق باسم قاعدة بنينا الجوية ناصر الحاسي، إن طائرة مقاتلة من طراز إم آي جي-21 أُسقطت بصاروخ بعدما نفذت ضربة جوية استهدفت المتشددين.
إلى ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة في حوار أجراه معه راديو الأمم المتحدة عقب لقائه الأول مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه لا يستطيع القيام بشيء إذا كان الليبيون أنفسهم لا يريدون أن يكونوا جزءاً منه، مضيفاً أنه إلى جانبهم وفي خدمتهم ولكنه ليس بديلاً منهم.
وذكر سلامة أنه سيمضي بعض الوقت في نيويورك للقاء الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة بما في ذلك الدول الأعضاء والدول المجاورة لليبيا والوقوف على بينة من وجهات نظرها وآرائها المختلفة. وأضاف أنه من المتوقع أن يسافر إلى طرابلس في الأسبوع الأول من شهر آب المقبل.

تعليقات