يتبوأ التعليم العالي موقعا مركزيا في إعادة بناء ليبيا وإطلاق مشاريع التنمية بوصفه منبع القوى البشرية وخزان الكفاءات التي سيُعوَلُ عليها في إعادة الإعمار وتحديث البلد. وسعيا لفهم خصائص الواقع الراهن والتفكير في مستقبل الجامعة في ليبيا والتحديات التي تواجهها، أقام “المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا”، بالتعاون مع مؤسسة هانس زايدل الألمانية، مؤتمرا علميا في تونس، يومي الجمعة والسبت 14 و15 أبريل 2017 حول موضوع “الجامعات الليبية: التحديات والآفاق”. وشارك في المؤتمر أكثر من 25 باحثا وأستاذا في الجامعات الليبية والتونسية، بحضور رئيس جامعة طرابلس الدكتور المدني أبو القاسم دخيل.

ومن أبرز القضايا التي تناولها المؤتمر بالدرس غياب الفلسفة والأهداف الواضحة لنظام التعليم الجامعي، والتوسع غير المدروس في انشاء الجامعات وتدخل القبلية والجهوية في ظل غياب القانون، وتزايد أعداد الطلاب المنتسبين للكليات بدرجات تفوق الإمكانات الاستيعابية بأضعاف، إلى جانب قلة المباني التعليمية والإدارية وعدم مطابقتها للمعايير المطلوبة، بالاضافة لضعف بعض عناصر الهيئة التدريسية والعناصر المساعدة من حيث الكفاءة والأداء.
كما تتمثل إحدى الصعوبات الكبرى في وجود وزارتين للتعليم إحداهما في المنطقة الشرقية والأخرى في المنطقة الغربية، مما سبب صعوبات كبيرة على أكثر من صعيد، وخاصة تمويل التعليم العالي، زيادة على عدم استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في الجامعات.

ونظرا لضيق المجال نشرت “شؤون ليبية” في هذا العدد بعض الأوراق البحثية المهمة التي عُرضت ونوقشت خلال المؤتمر، بعدما كانت نشرنت في العدد السابق البيان الختامي للمؤتمر والتوصيات.

تعليقات