téléchargement (4)

ذكر الصحفي الإيطالي روكو بيلانتوني في مقال نشر أول أمس 3 نوفمبر 2015، بالمجلة الإيطالية بانوراما أنه على ضوء الاتهامات الأخيرة لإيطاليا من قبل طبرق باختراق سفنها البحرية المياه الإقليمية الليبية، والتخريب الذي حصل عقب ذلك في المقبرة الإيطالية، فضلا عن صعوبة التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ماتزال روما بعيدة عن تولي دور قيادي لاستعادة الاستقرار في البلاد

وأفاد أن تعاطي الأمم المتحدة مع الأزمة الليبية لم يسفر عن نتائج فعالة، ما يستوجب تغيير إستراتيجيتها، مضيفا إذا ما استمرت في نفس النهج، سيتفاقم الوضع في ليبيا وستكون له تداعيات خطيرة خصوصا على أوروبا

اتهامات 

 وأشار بيلانتوني إلى أن تبادل الاتهامات التي هزت يوم الأحد 1 نوفمبر الجاري، العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا وليبيا، ليست سوى فصل آخر من أزمة تجد أوروبا نفسها غير قادرة إلى حد الآن على إيجاد حل لها، من جانبه حاول وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني نزع فتيل التوتر، مؤكدا في يوم 2 نوفمبر الجاري، التزام بلاده بدعم عملية إعادة بناء المؤسسات الليبية، شرط أن توافق كل من طبرق وطرابلس على قبول اتفاقية السلام المقترحة من قبل الأمم المتحدة

وأفاد أن هذه ليست المرة الأولى التي تشير فيها ليبيا بأصابع الاتهام إلى الحكومة الإيطالية، فقد حدث ذلك في 25 سبتمبر الماضي، عندما شجبت الحكومة الإسلامية بطرابلس، مداهمة قامت بها قوات خاصة إيطالية للقضاء على مهرب كبير يدعى صلاح المسخوط، وجاءت الاتهامات هذه المرة من قبل حكومة طبرق المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، حيث تفيد بأن في الساعات الأولى من يوم السبت 31 أكتوبر، اخترقت سفن عسكرية إيطالية المياه الإقليمية الليبية

وأوضح أن تحذيرات قائد القوات الجوية التابعة لطبرق، صقر الجروشي ( “سنستخدم كل الوسائل لحماية سيادتنا“)، أعقبها نفي لوزارة الدفاع الإيطالية، موضحة أن المياه الإقليمية الليبية لم تدخلها لا الوحدات العسكرية التابعة لعملية البحر الآمنولا سفن البعثة الأوروبية لمكافحة مهربي المهاجرين، أونوفافور ميد“. 

وأضاف أيضا أن تكليف الجنرال الإيطالي باولو سيرا بملف إرساء الأمن والاستقرار في ليبيا، في حال إرسال بعثة عسكرية لحفظ السلام، ما تزال تتوقف أيضا على مصير اتفاق السلام، حيث ما تزال هناك العديد من الصعوبات تحول دون التوصل إليه، من جانب آخر ورغم انتهاء ولايته في 20 أكتوبر الماضي، وعدم توصله إلى تحقيق نتائج فعالة، مايزال دور الوسيط برنادينو ليون يحظى بدعم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون

إستراتيجية 

ولفت كاتب المقال إلى أنه على ضوء عملية اختطاف وزير التخطيط في حكومة طرابلس يوم 2 نوفمبر الجاري، من قبل ميليشيامسلحة، تبقى التساؤلات بشأن مواصلة المجتمع الدولي  التركيز على الأزمة في ليبيا، ضرورية جدا، لماذا أعطي تفويض مطلق لليون، وهو شخص يعتبر من قبل معظم أطراف المفاوضات جزءا من المشكلة وليس الحل؟ لماذا سمحت الأمم المتحدة بتمديد ولاية ليون على رأس البعثة ؟ وما هي أهداف المبعوث الألماني مارتن كوبلن الذي عينته الأمم المتحدة بدلا من ليون؟ وكيف تعتقد الأمم بنجاح تدخل عسكري في ليبيا، في ظل نفوذ قوي لقائد القوات المسلحة في طبرق خليفة حفتر، الذي يعارض تشكيل حكومة الوحدة الوطنية؟ .

وأوضح، إذا لم تقدم الأمم المتحدة إجابات فورية على هذه التساؤلات، يبدو من الصعب توقع حصول خطوات متقدمة أو تنازلات من قبل طبرق وطرابلس، فضلا عن المدن والمناطق الأخرى في البلاد (مصراتة وبنغازي والمناطق القبلية في الجنوب)، بعد أن تم استبعادها في الأشهر الأخيرة من المفاوضات، مشيرا إلى أن الخيار الوحيد لدى الأمم المتحدة لتحقيق نتائج إيجابية ، يبقى تغيير إستراتيجيتها وعدم الاستمرار في نفس النهج الذي اتبعه مبعوثها ليون، وإلا ستشهد أوروبا الانهيار النهائي لليبيا، وسيكون لذلك تداعيات خطيرة على مصالحها وأمنها

تعليقات