عاشت الكرة الليبية حرب أعصاب مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) طوال الأشهر الماضية في عدة مواقف وأزمات لم تنجح خلالها الإدارة الليبية في نيل أبسط حقوقها قبل أن ينجح المهاجم الدولي أكرم الزوي في تنفيذ رغبته بمواصلة اللعب وممارسة الظهور داخل المستطيل الأخضر عبر الانضمام إلى فريقه الجديد «زيرفاني» أحد أندية إقليم كوردستان العراق بعد أن وقع عقدا لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية شهر أبريل المقبل.

وجاءت مساعي الزوي للاحتراف موقتا في العراق وتحديدا في الدوري الكردستاني كونه لا يقع تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لينجح الزوي في تنفيذ مخططه بعيدا عن سلطة الاتحاد الدولي الذي سعى بعقوباته لإيقاف اللاعب عن الممارسة لفترة غير قصيرة.

يأتي هذا بهدف الهروب من العقوبات الدولية المفروضة على الزوي مؤخرا مع ناديه الفيصلي الأردني بالحرمان من اللعب تحت مظلة «فيفا» حتى أغسطس المقبل، الأمر الذي يتيحه الدوري الكردستاني بهدف الحفاظ على لياقته الفنية والبدنية بعد فشل محاولات تنسيق إدارة نادي الفيصلي الأردني مع اتحاد الكرة حول الاستئناف المقدم إلى «فيفا» حول قرار تعميم عقوبات لاعبي وإداريي النادي الفيصلي على المستوى المحلي والقاري والدولي، واعتمد «فيفا» عقوبات الاتحاد العربي على لاعبي وإداريي الفيصلي الأردني، بعد واقعة الاعتداء على الحكم المصري إبراهيم نور الدين خلال البطولة العربية الأخيرة بالقاهرة، ليتم تعميمها على كافة المباريات المحلية والدولية.

صراع «فيفا» لم ينته وتعددت المواقف والأزمات دون أن تنصف المؤسسة الكبرى في أي موقف الكرة الليبية أخرها توجيه إنذار شديد اللهجة فيما يخص دفع مستحقات المدرب السابق الإسباني خافيير كلمنتي

واعتدى لاعبو الفيصلي على نور الدين، عقب خسارة نهائي البطولة العربية أمام الترجي التونسي، الذي خسره الفريق الأردني (3-2) واعتمد «فيفا» إيقاف خمسة لاعبين من الفريق لمدة عام كامل بدءا من 15 أغسطس الماضي، حتى 14 أغسطس من العام الحالي، من بينهم أكرم الزوي.

صراع «فيفا» لم ينته وتعددت المواقف والأزمات دون أن تنصف المؤسسة الكبرى في أي موقف الكرة الليبية أخرها توجيه إنذار شديد اللهجة فيما يخص دفع مستحقات المدرب السابق الإسباني خافيير كلمنتي، والمتمثل في مبلغ مليون وخمسمئة ألف يورو وبشكل عاجل وقبل 22 يناير الماضي، وفي حالة عدم السداد ستحال القضية إلى لجنة الانضباط بـ«فيفا»، التي كانت ستعقد اجتماعها في 31 يناير الجاري، وستتخذ إجراءات تأديبية ضد الاتحاد الليبي لكرة القدم، تتمثل في الغرامات والإيقاف عن المشاركة في المنافسات الدولية.

وتفجرت قضية كلمنتي منذ عهد الاتحاد السابق الذي ترأسه أنور الطشاني، الذي وقع في خطأ إداري بعدم إشعار المدرب رسميا بفسخ العقد وقبل شهرين من انتهائه، وفقا لنصوص العقد، ليطالب اتحاد الكرة الحالي برئاسة جمال الجعفري جميع المسؤولين بإنقاذ المنتخبات والأندية الليبية من التجميد والإيقاف والغرامات دون أن يراعى الفيفا الأزمة السياسية والاقتصادية الراهنة داخل البلاد لتهز الصدمة أركان قلعة اتحاد الكرة بعد صدور حكم من محكمة «فيفا» يلزم الاتحاد الليبي بدفع المستحقات المالية المتأخرة للمدربين السابقين للمنتخب الوطني لكرة القدم خافير كلمنتي وماركوس باكيتا اللذين تقدما بشكوى للاتحاد الدولي بسبب تجاهل صرف باقي عقودهما لتصبح كرة القدم الليبية مهددة بعقوبات دولية قاسية قد تصل إلى تعليق عضوية الاتحاد وتجميد المشاركات الليبية دوليا وإقليميا في حال عدم وضع حل للأزمة.

الأزمة لم تنته إلا بتدخل الدولة الليبية عن طريق مصرف ليبيا المركزي بالتعاون مع هيئة الشباب والرياضة وجمعت الأموال لتسديد مستحقات كلمنتي دون أي تعاون من الفيفا

الأزمة لم تنته إلا بتدخل الدولة الليبية عن طريق مصرف ليبيا المركزي بالتعاون مع هيئة الشباب والرياضة وجمعت الأموال لتسديد مستحقات كلمنتي دون أي تعاون من الفيفا الذي اكتفى فقط بالتهديد وكاد يعصف بأحلام المنتخب الوطني وقت مشاركته في بطولة الأمم الأفريقية للاعبين المحليين (الشان) بالمغرب وكذلك قبل أيام من مشاركة فريق التحدي في دوري أبطال أفريقيا والاتحاد في «الكونفيدرالية».

أيضا من بين أزمات الكرة الليبية مع الفيفا أنها لم تتدخل في كبرى المشاكل وتعيد إلى البلاد أبسط حقوقها في اللعب على ارضها ووسط جماهيرها بل ساندت الاتحاد الافريقي (كاف) في موقفه رغم اعتراض رئيس الاخير الجديد المدغشقري أحمد أحمد على القرار الذي سبق وان اتخذه سلفه الكاميروني عيسي حياتو إلا أن أحمد أحمد عارض بشدة فور توليه المسؤولية بل ووعد بزيارة ليبيا لكنها تأخرت لاسباب غير أمنية ومازالت المحاولات جارية لعودة المنتخبات والأندية الليبية في اللعب على أرضها خصوصا أن بلادا أخرى تمارس هذا الحق وسط صعوبات وأوضاع أمنية أسوء مما تعيشه ليبيا.

وأخيرا.. لم تقف الفيفا بجانب الحق الأصيل لمنتخب ليبيا في أزمته بتصفيات المجموعة الأولى الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم المقبل بروسيا 2018 بعدما طالب العديد من الشخصيات الإعلامية الرياضية اتحاد الكرة بضرورة تقديم طعن عاجل إلى المحكمة الرياضية الدولية حول مباراة ليبيا وتونس ضمن الجولة الثانية من التصفيات وانتهت بفوز تونس بهدف وسط قرارات ظالمة من قبل حكم المباراة الكيني دافيس أموبني أوغنشي، مما تسبب في إيقاف الفيفا له عن ظلمه البين لمدة ثلاثة أشهر كاملة.

وتبين أن الحكم الكيني متزوج من سيدة تونسية، ومقيم أغلب الأحيان في تونس، وهو ما يخالف اللوائح وزاد الكيل بمكالين مداه عندما قرر الفيفا إعادة مباراة السنغال وجنوب افريقيا، التي أقيمت في الثاني عشر من نوفمبر العام 2016 في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم المقبل، وذلك بعد تأييد العقوبة الموقعة على الحكم الذي أدارها، الغاني جوزيف أودارتي لامتي، بالإبعاد مدى الحياة، بينما لم يتخذ نفس الموقف مع الحكم الكيني وتلخص الأمر في استبعاده ثلاثة اشهر عن العمل بعد خسارة ليبيا بهدف مع إلغاء هدف أخر صحيح لأنيس سلتو وكذلك عدم منح ضربة جزاء صحيحة للاعب أحمد بن علي بالمقابل تم منح ضربة جزاء صحيحة لتونس، وبطاقة حمراء لعلي سلامة لتمر القضية دون إعادة الحق لاصحابة وتمر المباريات وتتأهل تونس عن المجموعة إلى روسيا.

تعليقات