الطفل الليبي المصاب بالسرطان علاء شعبان حريبي على متن قارب الموت

 

لم يتحمّل محمد وأحمد شعبان حريبي تدهور الحالة الصحيّة لشقيقهم الأصغر علاء الذي يعاني من مرض سرطان الدم في #ليبيا، فقرروا ركوب #قوارب_الموت معا والإبحار نحو الضفة الأخرى من المتوسط، لإعطاء الأمل لأخيهم والبحث له عن الحياة داخل مستشفى أوروبي.

واتخذّ الأشقاء الثلاثة هذا القرار الصعب بعد فشل كل محاولات علاج علاء في ليبيا بسبب النقص في المعدّات والأدوية، فأبحروا مع كثير من الحب والأمل، مساء الجمعة الماضي من منطقة “القره بوللي” شرق العاصمة طرابلس في اتجاه إيطاليا على متن قارب مطاطي صغير ومتواضع، ومعهم حوالي 200 لتر من الوقود وقوارير مياه.

الطفل الليبي علاء شعبان حريبي

رحلة الشبان الثلاثة دامت 7 ساعات قضّوها بين الحياة والموت تحت رحمة أمواج البحر المتوسط، بعد أن تعطلّ محرّك زورقهم المطاطي، قبل أن يقف الحظ بجانبهم عندما اعترضتهم سفينة إنقاذ تابعة لإحدى المنظمات الإسبانية قبالة سواحل مدينة صقلية، أعادت لهم الأمل في الحياة مجدّدا والأمل في شفاء الطفل المريض مرة أخرى، حيث تمّ نقله إلى المستشفى للعلاج.

هذه القصة الإنسانية التي تداولتها الأحد وسائل الإعلام الإيطالية، أثارت موجة من التعاطف والتضامن في إيطاليا، حيث أثنى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على العمل الذي أقدم عليه الأشقاء الثلاثة من أجل إنقاذ أخيهم الصغير، لكنها شكلّت صدمة لليبيين كونها تختصر الوضع المأساوي الذي أصبحت عليه بلادهم بعد 7 سنوات من الثورة.

وحسب المعلومات التي تحصلت عليها العربية.نت، فإن الصبّي المريض الذي خاطر شقيقاه بحياتهما لأجله يدعى علاء شعبان حريبي، وهو يصارع مرض سرطان الدم منذ سنوات ويعيش ظروفا صعبة لا تسمح له بتغطية تكاليف علاجه رغم وعود بعض المسؤولين بالتدخل لمساعدته، الأمر الذي دفعه إلى الهجرة بطريقة غير شرعية بحثا عن الشفاء والحياة.

تعليقا على هذه القصة التي تمّ تداولها بشكل واسع بين الليبيين، اعتبر الناشط محمود الفرجاني، أنه في ظل الأوضاع الحالية بالبلاد، فإن “طريق الموت الذي سلكه هذا الطفل مع شقيقيه عبر البحر والنهاية السعيدة لرحلتهم، أفضل له من موت محقق كان يتربص به في كل لحظة ببلاده لو بقي فيها”.

أمّا الناشطة التي تطلق على نفسها “ريما الوردة” فقالت إنه” بقدر ما أعجبها الموقف الإنساني والشجاع الذي قدمه الإخوة لبعضهما البعض”، والذي تأمل أن يكون “درسا لكل المسؤولين والمواطنين الليبيين فإنه أشعرها بالحزن الشديد للواقع الأليم الذي أصبحت عليه البلاد والذي يدفع بالبعض للمغامرة بحياتهم بحثا عن الدواء”.

 

 

 

 

 

تعليقات