أكد موقع «ميديا بارت» الفرنسي الذي يتابع تطورات قضية تمويل ليبيا للحملة الانتخابية للرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، عام 2007، أن خط دفاع الأخير «بدا ينهار تدريجيا» وأن «حيثيات التحقيق المتوفرة بعد استجوابه لست مرات الأسبوع الماضي تكشف عن تناقضات عدة وهامة».

وقال الموقع الفرنسي الذي يتهمه الرئيس الأسبق بأنه يقوم بالتحريض ضده، إنه بات من الواضح أن ساركوزي «يواجه مشكلة» مع القضاء ومع الشرطة، مشيرا إلى أن المحققين أثاروا وجود وثائق تثبت أن رجل الأعمال اللبناني-الفرنسي زياد تقي الدين، الشاهد الرئيسي للقضية «لعب دورا في المفاوضات بين فرنسا وليبيا عندما كان ساركوزي وزيرا للداخلية ثم رئيسا للجمهورية».

وبحسب «ميديا بارت» فقد ثبت للمحققين تورط زياد تقي الدين في الحالة الليبية لصالح كلود غيان أمين عام الإليزيه تحت حقبة نيكولا ساركوزي، لافتا أنه رغم ما يحاول ساركوزي الإيحاء به من علامات صمود فإنه بدا يشكك في مصداقية عدد من المقربين منه وخاصة كلود غيان وبريس هورتيفو وزير الداخلية بين عامي 2009 و2011.

وقال ساركوزي للمحققين «إذا كان بريس هورتيفو يبدو شخصيا قادرا على تأكيد حضور زياد تقي الدين فهو قراره»، مضيفا أنه لم يكن على دراية بمرور الوقت وعدد المرات التي اجتمع فيها مع زياد تقي الدين، وأن كلود غيان سيشرح ذلك.

وذكر الموقع الفرنسي أن المحققين ردوا بأن هورتيفو وغيان تصرفا «في إطار واجباتهم» وأن «السلطة الحقيقية هي في يد ساركوزي»، وأن الرجلين أكدا أن ساركوزي «هو الذي طلب منهما ما حصل».

وقال «ميديا ​​بارت» إن تكبيل نيكولا ساركوزي يأتي «من شهادة عبدالله السنوسي، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية وصهر معمر القذافي، الذي اعترف بإرسال خمسة ملايين يورو لتمويل حملة ساركوزي في 2007، وهي المعلومات التي أكدها تقي الدين…»

وأقر الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أمام القضاة بأنه تناول في عام 2006 مع معمر القذافي الوضع القضائي لعبدالله السنوسي، مدعيا في نفس الوقت أنه لم يلتق به قط، بحسب «ميديا بارت».

وتطرق المحققون إلى «تحويل 2 مليون يورو … تم إرسالها في 21 نوفمبر 2006 من حساب للبنك الليبي الخارجي. الذي أشار إليه عبدالله السنوسي». فيما قال ساركوزي للمحققين إنه ليس لديه «ما يدلي به حول هذا الموضوع» عندما استجوبه المحققون حول الأموال التي تم تداولها خلال حملته الانتخابية، وهي المعلومات التي أكدها إريك وورث، وزير الميزانية آنذاك.

وقال مراقبون إن تشكيك ساركوزي أمام المحققين في صلابة موقف عدد من المقربين منه قد يفتح له أبوابا جديدة لن يكون بمقدوره إغلاقها في حال اعتراف المعنيين علنا أمام القضاة بتلقي تمويل ليبي وهو أمر محتمل.

تعليقات