قال متحدث عسكري ليبي إن قوات شرق ليبيا ألقت القبض يوم الاثنين على متشدد إسلامي مصري بارز تسعى القاهرة منذ فترة طويلة للإيقاع به للاشتباه في تخطيطه لهجوم دام استهدف قوات الشرطة العام الماضي وهجمات كبيرة أخرى.

وأضاف العميد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أن عشماوي، وهو ضابط سابق بقوات الصاعقة بالجيش المصري، اُعتقل في درنة التي تقع على الطريق الساحلي على بعد 266 كيلومترا غربي الحدود مع مصر.

ويمثل القاء القبض على عشماوي ضربة للمتشددين الذين يقاتلون الجيش الوطني الليبي ويشنون هجمات في مصر عبر الحدود.

والجيش الوطني الليبي هو القوة المهيمنة في شرق ليبيا. وتحكم حكومة أخرى مدعومة من الأمم المتحدة غرب البلاد وتتنافس عدة جماعات مسلحة على السلطة والنفوذ في البلاد بعد سبع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.

ونشر الجيش الوطني الليبي صورة لعشماوي تظهر الدماء على وجهه. وأظهرت صورا أخرى عشماوي وهو يخضع لفحص طبي قبل أن توضع ضمادات على وجهه. وعرض أيضا صورة لبطاقة تعريف تابعة للجيش المصري يوصف فيها عشماوي بأنه رائد بالمعاش.

وقال الجيش الوطني الليبي في بيان “الإرهابي عشماوي قبض عليه في حي المغار في مدينة درنة وكان يرتدي حزاما ناسفا لكنه لم يستطع تفجيره”.

وأضاف أن من المحتمل تسليم عشماوي إلى مصر بعد أن تنتهي أجهزة الأمن الليبية من تحقيقاتها.

* تأكيد مصري

أكد مصدر عسكري مصري لرويترز إلقاء القبض على عشماوي في ليبيا، لكن لم يذكر مزيدا من التفاصيل.

وحكم على عشماوي غيابيا في مصر بالإعدام لإدانته بالتورط في هجمات بينها هجوم في 2014 أسفر عن مقتل 22 من قوات حرس الحدود قرب الحدود مع ليبيا.

وأعلن الجيش الوطني الليبي سيطرته على درنة في يونيو حزيران من متشددين إسلاميين وجماعات معارضة أخرى، لكن لا تزال تندلع مواجهات بشكل متقطع.

ولمصر علاقات وثيقة بالجيش الوطني الليبي، الذي يقوده خليفة حفتر، وشنت في السابق ضربات جوية على درنة، قائلة إنها كانت تستهدف متشددين متورطين في هجمات داخل مصر.

وقال الجيش الوطني الليبي إن قواته ألقت القبض أيضا على زوجة وأبناء متشدد بارز آخر وهو محمد رفاعي سرور، الذي تقول وسائل إعلام مصرية إنه يعرف أيضا باسم عمر رفاعي سرور.

وذكرت وسائل إعلام رسمية مصرية أن القوات الليبية قتلت سرور في يونيو حزيران.

وتقول السلطات المصرية إن عشماوي يتزعم جماعة أنصار الإسلام التي أعلنت مسؤوليتها عن كمين استهدف قوات الشرطة في منطقة صحراوية في أكتوبر تشرين الأول الماضي مما أسفر عن مقتل 16 من ضباط وجنود الشرطة.

ويقول المسؤولون أيضا إن الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤولة أيضا عن محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم عام 2013.

وبحسب مصادر بالمخابرات والأمن في مصر فإن جماعة عشماوي كثفت حملتها لتجنيد ضباط سابقين في السنوات القليلة الماضية، وتعتبرها السلطات أكثر خطورة من المتشددين الذين ينشطون في شبه جزيرة سيناء.

وكانت مدينة درنة خضعت لفترة وجيزة لسيطرة متشددين موالين لتنظيم الدولة الإسلامية قبل أن تطردهم جماعات محلية منافسة عام 2015.

وقبل انتقاله إلى درنة، كان العشماوي يعمل مع تنظيم أنصار بيت المقدس، وهو جماعة متشددة تنشط في شمال سيناء بمصر، لكنه انفصل عنها بعدما أعلنت الجماعة مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 وغيرت اسمها إلى ولاية سيناء.

وكثف متشددون هجماتهم في سيناء بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.

تعليقات