تتجه أنظار الليبيين يومي 12 و13 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إلى فندق «فيلا ايجيا» الساحلي الكبير بمدينة باليرمو الإيطالية، مقر المؤتمر الدولي حول ليبيا، بمشاركة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، و المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أعلنت أنها ستكون حاضرة، فيما لم تتأكد بعد مشاركة رؤساء الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.. ويرى سياسيون أن المؤتمر الدولي يمثل «نافذة أمل» أخيرة للوصول إلى تسوية شاملة للأزمة الليبية، ومحطة حاسمة في تحديد ملفات جوهرية من ابرزها الإعلان النهائي عن توحيد المؤسسة العسكرية.

ثلاثة محاور أمام المؤتمر
وكشفت مصادر إيطالية، أن المؤتمر وضع ثلاثة محاور على جدول الأعمال وهي: مناقشة خطة جديدة لبسط الاستقرار والأمن في ليبيا، وسبل احتواء الأزمة الأمنية في العاصمة طرابلس..والمحور الثاني: إجراء انتخابات العام المقبل.. والمحور الثالث كيفية إنعاش الاقتصاد الليبي والدفع به.. وهي خطة سيتم عرضها يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ـ أي بعد خمسة أيام من انتهاء المؤتمر ـ أمام الأمم المتحدة.

وأوضحت المصادر لوسائل الإعلام الإيطالية، أن أعمال المؤتمر سوف تقسم إلى يومين: الأول للمداولات التي تجرى بين الأطراف الليبية المشاركة في المؤتمر، فيما يجمع اليوم الثاني كافة الأطراف الليبية والأجنبية.. ومن جانبه أكد مساعد وزيرة الدفاع الإيطالية، أنجيلو توفالو، أن الحكومة الإيطالية قررت تشجيع مداولات ومشاورات أوسع وأشمل من الحوار خلال المؤتمر، وأن بسط الاستقرار في ليبيا يعني جعل منطقة المتوسط وأوروبا أكثر أمنا، وأن اللقاء سيكون خطوة هامة على طريق حل الأزمة الليبية وبأوسع مشاركة ممكنة.

محاولة لتكرار الوساطة الفرنسية
وفي تصريحات للغد، أوضح السفير عبد الفتاح راغب، أن إيطاليا بدأت التحرك كفاعل دولي مهتم بالأزمة الليبية، نظرا للجوار الجغرافي القريب بين شاطئي المتوسط، وفي بداية شهر أغسطس/ آب الماضي، دعت أطرافًا ليبية وعربية ودولية إلى حضور مؤتمر باليرمو لحل الأزمة.. وقال السفير راغب، إن مصر تدعم الجهود الدولية والعربية لحل الأزمة الليبية، وهناك اتصالات ومشاورات مع إيطاليا في هذا الشأن، خاصة مع نشاط الدبلوماسية الإيطالية الواضح في محاولة لتكرار الوساطة الفرنسية لحل الأزمة الليبية، مع عقد مؤتمر جمع الأطراف الليبية الأربعة الرئيسية في العاصمة الفرنسية، باريس، خلال شهر مايو/ آيار الماضي، ولكن إيطاليا تتحرك من أجل ضمان مشاركة أطراف محلية لم تحضر مؤتمر باريس، خاصة ممثلين سياسيين وعسكريين عن مدينة مصراتة في غرب ليبيا.

وأضاف، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، من المتوقع ان يبني المؤتمر على الجهود المصرية لتوحيد الجيش الليبي، وربما يأتي الإعلان النهائي عن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مرتبطا بما سينتج من اجتماع أطراف الصراع في باليرمو.

مباحثات إيطالية مكثفة مع الأطراف الليبية
كانت الحكومة الإيطالية بدأت الإعداد لهذا المؤتمر بتحركات واتصالات مكثفة مع أطراف ليبية وإقليمية ودولية، لتهيئة المناخ لحوار ايجابي ينتهي بالتوافق على خطة إنقاذ ليبيا من حالة الفراغ الأمني والسياسي ..وعقد رئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبي كونتي، لقاءا يوم الجمعة الماضي، 26 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، ومع المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.. وعقد أيضا مباحثات مطولة مع قائد الجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، يوم الأحد الماضي 28 أكتوبر/ تشرين الأول ..وكان وزير الخارجية الإيطالي التقى المشير حفتر في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي في بنغازي، أثناء زيارته الأخيرة لليبيا.

كيفية إدارة الفترة الانتقالية
وكشفت وسائل الإعلام الإيطالية، نقلا عن مسؤولين بالخارجية الإيطالية، أن قادة دوليين كبارا بينهم المستشارة الألمانية ميركل ورئيس الحكومة الروسية مدفيديف سيشاركون في «مؤتمر باليرمو» بجزيرة صقلية، فيما لم تتأكد حتى الآن مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي سيجتمع بالرئيس بوتين في باريس يوم 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، لا يزال ينتظر تطور المواقف الأوروبية تجاه مؤتمر باليرمو، وأن تونس والجزائر والإمارات وقطر، قررت حضور المؤتمر الذي سيعكس التوجه نحو مرحلة مهمة لبسط الاستقرار وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في ليبيا.

وتبحث الأطراف الليبية «النافذة والفاعلة» مع الأطراف الدولية والإقليمية، كيفية إدارة الفترة الانتقالية ما بعد مؤتمر باليرمو إلى تاريخ تنظيم الانتخابات، وهل يجب فرض تشكيل مجلس رئاسي جديد.

مشاركة «حفتر» تدعم آمال التوصل إلى تسوية سياسية
ويؤكد وزير الخارجية الإيطالي، إنزو موافيرو، أن المؤتمر يهدف إلى إيجاد تسوية بين الجماعات المتناحرة في ليبيا، وسوف يشهد مشاركة أطراف رئيسية من داخل ليبيا وخارجها، وأن المستشارة الألمانية، أنغيلا مركل، ستكون من بين الزعماء الأجانب الذين سيحضرون الاجتماع، بينما تعهدت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا إرسال ممثلين رفيعي المستوى للمشاركة.. وقال «موافيرو» إن إيطاليا حريصة على وجه الخصوص على حضور المشير حفتر خوفاً من أن يقضي عدم حضوره على أي آمال للتوصل إلى تسوية سياسية في هذا البلد الغني بالنفط.

 

تعليقات