كشف موقع «ذا إنترسبت» الأميركي وثائق تُظهر امتلاك الولايات المتحدة شبكة واسعة النطاق من القواعد العسكرية في أفريقيا بما في ذلك ثلاثة مواقع عسكرية في ليبيا لم يجر كشفها مسبقًا.وجاء في تقرير للموقع الأميركي نشره السبت، أن هناك 34 موقعًا عسكريًّا لقوات «أفريكوم» في أفريقيا، منها 14 قاعدة أمامية للعمليات، و20 موقع احتياط، بالإضافة إلى موقع للأمن التعاوني. وأكد التقرير استمرار الضربات الجوية الأميركية في ليبيا في عهد ترامب، مشيرا إلى أن آخر تلك الضربات ما حدث قرب العوينات في 29 نوفمبر الماضي.يأتي ذلك بالرغم مما يردده الجيش الأميركي، أن لديه «موطئ قدم محدودًا» في أفريقيا، فضلًا عن تقارير تتحدث عن انسحاب محتمل لقوات العمليات الخاصة الأميركية من أفريقيا، وإغلاق مواقع عسكرية تابعة لها في القارة بعد استهداف دورية في النيجر في العام 2017، وتركيز واشنطن المتزايد على منافسيها مثل الصين ورورسيا.

يأتي ذلك بالرغم مما يردده الجيش الأميركي، أن لديه «موطئ قدم محدودًا» في أفريقيا، فضلًا عن تقارير تتحدث عن انسحاب محتمل لقوات العمليات الخاصة الأميركية من أفريقيا، وإغلاق مواقع عسكرية تابعة لها في القارة بعد استهداف دورية في النيجر في العام 2017، وتركيز واشنطن المتزايد على منافسيها مثل الصين ورورسيا.
شبكة واسعة
وكشف «ذا إنترسبت» الأميركي وثائق حصل عليها من القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) تظهر امتلاك الجيش الأميركي شبكة واسعة من القواعد العسكرية في مواقع غير معروفة في أفريقيا مثل ليبيا، والنيجر والصومال.

ونقل «ذا إنترسبت» عن إفادة قدمها بيتر تيل المستشار العلمي لـ«أفريكوم»هذا العام جاء فيها أن المجموعة الثابتة من القواعد التي يمتلكها الجيش تتضمن 34 موقعًا منتشرة في أنحاء القارة، مع تركيز مرتفع في شمال وغرب، فضلًا عن «القرن الأفريقي».

وقال الموقع إن تلك المناطق شهدت في السنوات الأخيرة على نحو ليس مفاجئاً عديد الهجمات التي نفذتها طائرات دون طيار أميركية ومداهمات محدودة لعناصر الصاعقة.

ولفت إلى أن ليبيا على سبيل المثال، التي هي موقع لمهمات تنفذها الطائرات دون طيار وعناصر الصاعقة رغم قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي إنه لا يرى دورًا للجيش الأميركي فيها، هي موطن ثلاث قواعد لم يجرِ كشفها مسبقًا.

وذكر الموقع الأميركي أن وثائق «أفريكوم» تضم خريطة بشبكة القواعد العسكرية الخاصة بقيادة «أفريكوم»، تتضمن «القواعد الأمامية للعمليات» المعروفة باسم (إف أو إس) و«مواقع الأمن التعاوني» المعروفة باسم (سي إس إل)، فضلًا عن العديد التي لا تضم وجودًا عسكريًّا مكثفًا والمعروفة باسم «مواقع الاحتياط».

وأضاف أن الخريطة التي تأتي ضمن إفادة المستشار العلمي تيل تذكر بالتفصيل أماكن 14 قاعدة أمامية للعمليات وموقعًا للأمن التعاوني، إضافة إلى 20 من مواقع الاحتياط، مشيرًا إلى أن تلك الخريطة «تمثل أحدث وأشمل شهادة متاحة تشير إلى المناطق في القارة التي تهم القيادة الأفريقية».

توزيع القواعد
وقال الأستاذ المساعد في الجغرافيا بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والخبير في الوجود العسكري الأميركي في أفريقيا، آدم موور، «إن توزيع القواعد يرجح أن الجيش الأميركي منظم في محيط ثلاث مناطق لمكافحة الإرهاب في أفريقيا هي: القرن الأفريقي – والصومال وجيبوتي وكينيا وليبيا والساحل- والكاميرون وتشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو».

أظهرت الخريطة المُضمنَّة في وثائق «أفريكوم» تجمعًا من ثلاثة مواقع احتياط مجهولة الاسم لم يعلن عنها مسبقًا بالقرب من الساحل الليبي.

وشنت مقاتلات دون طيار أميركية 550 ضربة جوية ضد مسلحي تنظيمي «القاعدة» و«داعش» منذ العام 2011، ونُفَّذت 300 من تلك الضربات على مدار أربعة أشهر فقط في العام 2016، وفقًا لما نقله موقع «ذا إنترسبت» عن مسؤولين أميركيين.

وذكر تقرير الموقع أن الضربات الجوية الأميركية في ليبيا استمرت في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب، إذ جرى إعلان آخرها في 29 نوفمبر الماضي بالقرب من العوينات.

غير أن مخطط انتشار «أفريكوم» في العام 2015 لم يدرج أي قواعد تابعة للقيادة في تلك المنطقة سوى واحدة في ألويغ، وهي عبارة عن مطار في الصحراء الكبرى بالقرب من حدود ليبيا مع النيجر وتشاد والجزائر، وتقع على مسافة بعيدة من الجنوب من مواقع الاحتياط الثلاثة الحالية، وفق موقع «ذا إنترسبت».

وأظهرت خريطة «أفريكوم» كذلك وجود موقع عسكري في تونس جارة ليبيا، وهو على الأرجح قاعدة سيدي أحمد الجوية، وهي قاعدة إقليمية رئيسية للطائرات دون طيار الأميركية لعبت دورًا مهمًّا في الضربات الجوية التي نُفِّذت في ليبيا في السنوات الأخيرة.

وقال الخبير موور: «إن استمرار ادعاء الجيش الأميركي على نحو قابل للتصديق بأن له موطئ قدم محدودًا في أفريقيا أصبح أمرًا يزداد صعوبة»، مشيرًا إلى أن الجيش أسس في السنوات الخمس الماضية في جيبوتي ما قد تكون أكبر قاعدة للطائرات دون طيار في العالم.

تواجد صيني وفرنسي
وذكر موقع «ذا إنترسبت» أنه في حين زادت الصين وفرنسا وورسيا والإمارات من مشاركتها العسكرية في أفريقيا في السنوات الأخيرة ورغم امتلاك عدد من البلدان الآن قواعد في القارة، لا يقترب أي من هذه الدول من موطئ القدم واسع النطاق للولايات المتحدة في القارة.

وبعد أشهر من تقارير عن أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس تخفيضًا كبيراً في عدد قوات العمليات الخاصة في أفريقيا، يقول «البنتاغون» الآن إن أقل من 10% من القوات البالغ عددها 7200 التابعين لـ«أفريكوم» سيجري سحبهم على مدار عدة سنوات، وفق تقرير الموقع الأميركي.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في تصريحات إلى موقع «ذا إنترسبت»، إن عملية تخفيض عدد القوات في أفريقيا ستكون معتدلة وعلى عدة مراحل على مدار سنوات وليس من المتوقع إغلاق أي قواعد نتيجة لذلك التخفيض في عدد أفراد القوات.

وقال موور: «إن انتشار القواعد في الساحل وليبيا، والقرن الأفريقي يرجح أن مهمات مكافحة الإرهاب التابعة لأفريكوم في تلك المناطق من القارة ستستمر بالتأكيد». وأعلن «البنتاغون» شهر أكتوبر الماضي أن ست شركات تشارك في عقد محتمل لمدة خمس سنوات بقيمة 240 مليون دولار لإعداد الخدمات لمرافق القوات البحرية في أفريقيا، بدءًا من التوسع في مدرج الإقلاع في معسكر «ليمونير» في جيبوتي.

تعليقات