قالت وكالة «بلومبرغ» الأميركية إن سيف الإسلام، نجل معمر القذافي، أصبح هذا الشهر الأحدث في طابور طويل من الليبييين الساعين للحصول على دعم موسكو، في الوقت الذي يزيد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دور روسيا في ليبيا
ومع غياب الولايات المتحدة، يرى الكرملين نافذة لكي يصبح الوسيط الرئيسي للسلطة في ليبيا، التائهة والمقسمة منذ إطاحة معمر القذافي ومقتله في العام 2011، على الأرجح ستتلقى روسيا دفعة في هدفها ذلك من خطط الولايات المتحدة الانسحاب من سورية، وفق التقرير.

ويُنظر إلى موسكو حتى الآن على أنها تدعم بكل ثقلها قائد الجيش الوطني خليفة حفتر، لكن دبلوماسيين أوروبيين يدرسان استراتيجية الكرملين قالا إن روسيا كانت تأسس في هدوء روابط مع كل الفصائل المتنافسة في ليبيا، بحسب تقرير لـ«بلومبرغ»، نشرته الخميس.

وجاء في التقرير، الذي أعده كل من هنري ماير وسامر الأطرش وستيبان كرافشينكو، أنه من شأن ذلك النهج أن يضع روسيا في موقع تستفيد فيه أكثر من أي قوى خارجية أخرى تدعم طرفًا بعينه في ليبيا.

وقال محمد الجارح، الشريك المؤسس لمركز آفاق ليبيا للدراسات والاستشارات، وهو مؤسسة بحثية مقرها في طرابلس، إنه في حين يواجه مسعى سيف الإسلام الاستيلاء على السلطة مشكلات كبيرة، فالبنسبة للروس «أفضل سيناريو لهم هو دعم شخص من النظام السابق، لأنهم يعرفون بعضهم جيدًا وأمضوا عقودًا في التعامل مع بعضهم البعض أثناء حكم القذافي».

وبالنسبة لبوتين، الذي سبق ودان بغضب الحملة العسكرية التي قادها حلف شمال الأطلسي لإطاحة القذافي واصفًا إياها بأنها «حملة صليبية»، قالت «بلومبرغ» إن استعادة روسيا لدورها كلاعب رئيسي في ليبيا بعد التدخل الناجح لبوتين في سورية قد يعزز ثقل دولته على حساب الولايات المتحدة، كما أنه يفتح الطريق أمام توقيع عقود إعادة إعمار تقدر بمليارات الدولارات، وحصة في أكبر موارد نفطية في أفريقا، وقاعدة بحرية محتملة على البحر المتوسط.

وقال ألكسندر دينكن، رئيس معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، وهو مجموعة بحثية تديرها الحكومة وتقدم المشورة للكرملين: «لقد فعل الغرب كل ما بوسعه لإغراق هذه البلد في الفوضى، والآن تثق كل أطراف الصراع في موسكو».

لعبة السلطة في ليبيا
قال دبلوماسيون إن روسيا غيرت استراتيجيتها بشأن ليبيا العام الماضي، مضيفين أنه «إلى جانب دعم حفتر، بذلت موسكو الكثير من الجهد في مراودة حكومة الوفاق الوطني المنافسة ومراكز القوى الأخرى، بما في ذلك منطقة مصراتة».

ورغم كون حفتر زائر مألوف لموسكو منذ العام 2016، فقد زار رئيس الملس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج ومسؤولون ليبيون كبار أيضًا العاصمة الروسية بانتظام، وفق تقرير «بلومبرغ».

ورأى معدو التقرير أن استراتيجية الكرملين يبدو أنها تؤتي ثمارها، مُرجعة ذلك إلى استئناف المحادثات بين روسيا وليبيا بشأن عقد بقيمة 2.5 مليار دولار لتشييد خط قطار سريع من بنغازي إلى سرت، التي كانت متوقفة منذ إطاحة القذافي، فضلًا عن أن شركات الأسلحة الروسية التي خسرت نحو أربعة مليار دولار في صفقات أسلحة مع ليبيا بدأت في جني الأموال كذلك، وأثناء هذا تشتري ليبيا مليون طن من القمح الروسي مقابل 700 مليون دولار.

وأيضًا، تتطور اهتمامات روسيا في قطاع الطاقة، إذ أجرى مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط زيارة إلى موسكو في أكتوبر الماضي لإجراء محادثات مع شركتي «غازبروم» و«تات نفط» الروسيتين لإعادة إطلاق مشاريع ليبية تعود إلى حقبة القذافي، وفضلًا عن هذا، فقد وافقت شركة «روسنفت» الروسية على الاستثمار في أعمال استكشاف وإنتاج في ليبيا وعلى شراء الخام.

وأشار التقرير إلى أن كل تلك الصفقات أُبرمت حصريًا مع المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، رغم الروابط التي تجمع موسكو بحفتر، لأن المؤسسة وحدها هي المنوطة بإبرام الاتفاقات مع الجهات الأجنبية. ونقلت عن صنع الله قوله، في تصريح خاص: «يظهر الدعم الذي أبدته القيادة السياسية والتجارية الروسية للمؤسسة الوطنية للنفط قوة الإمكانات المتاحة لنا في المستقبل».

وقال إنه في الوقت الذي تزيد فيه روسيا من انخراطها، يخاطر انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الساحة الدولية، ومؤخرًا من سورية، بترك الولايات المتحدة بلا هدف، مشيرة إلى أن انخراط روسيا في ليبيا يعود إلى العام 1969 عندما تولى القذافي السلطة إثر انقلاب عسكري أطاح الملك إدريس ملك المملكة الليبية.

وزود الاتحاد السوفيتي وخليفته روسيا نظام القذافي بالأسلحة، لكن بعد إطاحته انقسمت ليبيا إلى فصائل متناحرة في ظل حكومة مركزية غير قادرة على السيطرة حتى على العاصمة.

وأثناء القتال الذي دار في ليبيا، ألقي القبض على سيف الإسلام (46 عامًا) وأُحيل إلى المحاكمة، لكن لاحقًا في منتصف العام 2017 أطلق سراحه المسلحون الذين أطاحوا والده وقتلوه في السابق.

وبعد إطلاقه، بدأ ممثلون روس الاتصال بسيف الإسلام الوريث الذي ظهر لمرة واحده بعد إطلاقه، وتحدثوا عبر الفيديو، حيث تحدث هو من مكان لم يُكشف عنه، وفقًا لشخص في موسكو على دراية بسياسة روسيا إزاء ليبيا.

ولاحقًا، القتى ممثل لسيف الإسلام نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أوائل شهر ديسمبر، لتسليم بوغدانوف خطابًا نيابة عن نجل القذافي يقدم فيه التحية لبوتين والحكومة الروسية، ويوضح فيه رؤية السياسية لليبيا ويطلب الدعم السياسية، بحسب تقرير «بلومبرغ».

لكنه أضاف أن زيارة مبعوث سيف الإسلام تلك لمن تكن الأولى، ونقلت عن الشخص المطلع قوله إن «نجل القذافي يتطلع إلى روسيا للحصول على المساعدة المالية والوساطة مع مراكز القوى الليبية الأخرى لدعم مسعاه لكي يصبح رئيسًا».

وبإمكان سيف الإسلام خوض الانتخابات التي ترغب الأمم المتحدة في تنظيمها العام المقبل في إطار خطتها الأخيرة لتوحيد البلد، حتى رغم أنه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامات تعود إلى العام 2011 بما في ذلك تهمتان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ولدى حفتر أيضًا طموحاته الخاصة في تولي الرئاسة كما هو الحال بالنسبة لسياسيين ليبيين آخرين، لكن روسيا لم تستقر بعد على من هوية من ستدعمه كمرشح للرئاسة، وفقًا للشخص المطلع.

ورأى الجارح، الشريك المؤسس لمركز آفاق ليبيا للدراسات والاستشارات، أنه في ظل القيود القانونية، ومع سعي المدعين في طرابلس أيضًا لاعتقاله «فمن الصعب تصور كيف يمكن للإسلام العودة ما لم يجر حل تلك المسألة عبر عملية مصالحة وطنية أوسع نطاقًا»، مضيفًا أنه رغم ذلك يبقي الروس «على كل خياراتهم».

وقالت الخبيرة في الشرق الأوسط لدى «نادي فالداي» وهو مؤسسة بحثية مقرها موسكو تحظى بدعم الكرملين: «مع كون حفتر في الخامسة والسعبين من عمره وفي حالة صحية سيئة، قد يفوز نجل القذافي بالدعم الروسي إذ كان هناك إجماع بين الليبيين».

وعلى صعيد جهود توحيد الأطراف الليبية، زار عارف علي النايض، وهو سياسي ليبيا ينظر له على أنه مقرب من حفتر، موسكو مرتين منذ سبتمبر الماضي لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار.

وقال النايض، الذي وصفته «بلومبرغ» بـ«الآمِل»، إن هدف الزيارات كان «تشجيع الروس على لعب دور فعال (في ليبيا)»، وأضاف متحدثًا من لندن: «أشعر حقًا أننا عند في طريق مسدود في العملية السياسية. أعتقد أن بإمكاني أن أصبح توحد الأطراف».

وفي الشرق حيث يفرض الجيش الوطني بقيادة حفتر سيطرته على المنطقة، قال مسؤولان غربيان إن عناصر من الجيش الروسي يقدمون التدريب وخدمة صيانة الأسلحة، بينما توجد مؤشرات على أن أفرادًا من القوات الخاصة الروسية نقلوا إلى المنطقة وشاركوا في عمليات هناك، وفق تقرير «بلومبرغ».

ونقل التقرير عن رجل الأعمال الروسي الذي يحظى بصلات في ليبيا، قسطنطين مالوفيف، إنه في إطار التنافس على مستقبل ليبيا «فإن روسيا لديها ميزة واحدة رئيسية هي حفتر».
لكن التقرير قال إن روسيا ما زالت تواجه عقبات كبيرة في التعامل مع الفصائل الليبية المسلحة التي تعجز عن الاتفاق على كيفية تقاسم السلطة، مضيفًا أن المشهد يشوشه أكثر اللاعبون الخارجيون الآخرون، إذ كانت إيطاليا وقطر تراهن على طرابلس، في حين أن المملكة المتحدة ومصر وفرنسا تنحاز إلى حفتر.

واختتم تقرير «بلومبرغ» بقول الخبير في الشرق الأوسط وشمال أفريقا لدى مؤسسة «إنيرجي أسبكتس»، ريكاردو فابياني، إن روسيا تضمن الاستفادة «بغض النظر عن المنتصر في الصراع أو التوصل لاتفاق سلام» عن طريق التحوط في رهانتاها والحفاظ على كل قنوات التواصل مع كل الأطراف مفتوحة، مضيفًا: «لا يستطيع أي طرف في ليبيا تحمل تبعات معاداة او رقض الحديث مع روسيا».

ومع غياب الولايات المتحدة، يرى الكرملين نافذة لكي يصبح الوسيط الرئيسي للسلطة في ليبيا، التائهة والمقسمة منذ إطاحة معمر القذافي ومقتله في العام 2011، على الأرجح ستتلقى روسيا دفعة في هدفها ذلك من خطط الولايات المتحدة الانسحاب من سورية، وفق التقرير.

ويُنظر إلى موسكو حتى الآن على أنها تدعم بكل ثقلها قائد الجيش الوطني خليفة حفتر، لكن دبلوماسيين أوروبيين يدرسان استراتيجية الكرملين قالا إن روسيا كانت تأسس في هدوء روابط مع كل الفصائل المتنافسة في ليبيا، بحسب تقرير لـ«بلومبرغ»، نشرته الخميس.

وجاء في التقرير، الذي أعده كل من هنري ماير وسامر الأطرش وستيبان كرافشينكو، أنه من شأن ذلك النهج أن يضع روسيا في موقع تستفيد فيه أكثر من أي قوى خارجية أخرى تدعم طرفًا بعينه في ليبيا.

وقال محمد الجارح، الشريك المؤسس لمركز آفاق ليبيا للدراسات والاستشارات، وهو مؤسسة بحثية مقرها في طرابلس، إنه في حين يواجه مسعى سيف الإسلام الاستيلاء على السلطة مشكلات كبيرة، فالبنسبة للروس «أفضل سيناريو لهم هو دعم شخص من النظام السابق، لأنهم يعرفون بعضهم جيدًا وأمضوا عقودًا في التعامل مع بعضهم البعض أثناء حكم القذافي».

وبالنسبة لبوتين، الذي سبق ودان بغضب الحملة العسكرية التي قادها حلف شمال الأطلسي لإطاحة القذافي واصفًا إياها بأنها «حملة صليبية»، قالت «بلومبرغ» إن استعادة روسيا لدورها كلاعب رئيسي في ليبيا بعد التدخل الناجح لبوتين في سورية قد يعزز ثقل دولته على حساب الولايات المتحدة، كما أنه يفتح الطريق أمام توقيع عقود إعادة إعمار تقدر بمليارات الدولارات، وحصة في أكبر موارد نفطية في أفريقا، وقاعدة بحرية محتملة على البحر المتوسط.

وقال ألكسندر دينكن، رئيس معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، وهو مجموعة بحثية تديرها الحكومة وتقدم المشورة للكرملين: «لقد فعل الغرب كل ما بوسعه لإغراق هذه البلد في الفوضى، والآن تثق كل أطراف الصراع في موسكو».

لعبة السلطة في ليبيا
قال دبلوماسيون إن روسيا غيرت استراتيجيتها بشأن ليبيا العام الماضي، مضيفين أنه «إلى جانب دعم حفتر، بذلت موسكو الكثير من الجهد في مراودة حكومة الوفاق الوطني المنافسة ومراكز القوى الأخرى، بما في ذلك منطقة مصراتة».

ورغم كون حفتر زائر مألوف لموسكو منذ العام 2016، فقد زار رئيس الملس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج ومسؤولون ليبيون كبار أيضًا العاصمة الروسية بانتظام، وفق تقرير «بلومبرغ».

ورأى معدو التقرير أن استراتيجية الكرملين يبدو أنها تؤتي ثمارها، مُرجعة ذلك إلى استئناف المحادثات بين روسيا وليبيا بشأن عقد بقيمة 2.5 مليار دولار لتشييد خط قطار سريع من بنغازي إلى سرت، التي كانت متوقفة منذ إطاحة القذافي، فضلًا عن أن شركات الأسلحة الروسية التي خسرت نحو أربعة مليار دولار في صفقات أسلحة مع ليبيا بدأت في جني الأموال كذلك، وأثناء هذا تشتري ليبيا مليون طن من القمح الروسي مقابل 700 مليون دولار.

وأيضًا، تتطور اهتمامات روسيا في قطاع الطاقة، إذ أجرى مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط زيارة إلى موسكو في أكتوبر الماضي لإجراء محادثات مع شركتي «غازبروم» و«تات نفط» الروسيتين لإعادة إطلاق مشاريع ليبية تعود إلى حقبة القذافي، وفضلًا عن هذا، فقد وافقت شركة «روسنفت» الروسية على الاستثمار في أعمال استكشاف وإنتاج في ليبيا وعلى شراء الخام.

وأشار التقرير إلى أن كل تلك الصفقات أُبرمت حصريًا مع المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، رغم الروابط التي تجمع موسكو بحفتر، لأن المؤسسة وحدها هي المنوطة بإبرام الاتفاقات مع الجهات الأجنبية. ونقلت عن صنع الله قوله، في تصريح خاص: «يظهر الدعم الذي أبدته القيادة السياسية والتجارية الروسية للمؤسسة الوطنية للنفط قوة الإمكانات المتاحة لنا في المستقبل».

وقال إنه في الوقت الذي تزيد فيه روسيا من انخراطها، يخاطر انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الساحة الدولية، ومؤخرًا من سورية، بترك الولايات المتحدة بلا هدف، مشيرة إلى أن انخراط روسيا في ليبيا يعود إلى العام 1969 عندما تولى القذافي السلطة إثر انقلاب عسكري أطاح الملك إدريس ملك المملكة الليبية.

وزود الاتحاد السوفيتي وخليفته روسيا نظام القذافي بالأسلحة، لكن بعد إطاحته انقسمت ليبيا إلى فصائل متناحرة في ظل حكومة مركزية غير قادرة على السيطرة حتى على العاصمة.

وأثناء القتال الذي دار في ليبيا، ألقي القبض على سيف الإسلام (46 عامًا) وأُحيل إلى المحاكمة، لكن لاحقًا في منتصف العام 2017 أطلق سراحه المسلحون الذين أطاحوا والده وقتلوه في السابق.

وبعد إطلاقه، بدأ ممثلون روس الاتصال بسيف الإسلام الوريث الذي ظهر لمرة واحده بعد إطلاقه، وتحدثوا عبر الفيديو، حيث تحدث هو من مكان لم يُكشف عنه، وفقًا لشخص في موسكو على دراية بسياسة روسيا إزاء ليبيا.

ولاحقًا، القتى ممثل لسيف الإسلام نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أوائل شهر ديسمبر، لتسليم بوغدانوف خطابًا نيابة عن نجل القذافي يقدم فيه التحية لبوتين والحكومة الروسية، ويوضح فيه رؤية السياسية لليبيا ويطلب الدعم السياسية، بحسب تقرير «بلومبرغ».

لكنه أضاف أن زيارة مبعوث سيف الإسلام تلك لمن تكن الأولى، ونقلت عن الشخص المطلع قوله إن «نجل القذافي يتطلع إلى روسيا للحصول على المساعدة المالية والوساطة مع مراكز القوى الليبية الأخرى لدعم مسعاه لكي يصبح رئيسًا».

وبإمكان سيف الإسلام خوض الانتخابات التي ترغب الأمم المتحدة في تنظيمها العام المقبل في إطار خطتها الأخيرة لتوحيد البلد، حتى رغم أنه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامات تعود إلى العام 2011 بما في ذلك تهمتان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ولدى حفتر أيضًا طموحاته الخاصة في تولي الرئاسة كما هو الحال بالنسبة لسياسيين ليبيين آخرين، لكن روسيا لم تستقر بعد على من هوية من ستدعمه كمرشح للرئاسة، وفقًا للشخص المطلع.

ورأى الجارح، الشريك المؤسس لمركز آفاق ليبيا للدراسات والاستشارات، أنه في ظل القيود القانونية، ومع سعي المدعين في طرابلس أيضًا لاعتقاله «فمن الصعب تصور كيف يمكن للإسلام العودة ما لم يجر حل تلك المسألة عبر عملية مصالحة وطنية أوسع نطاقًا»، مضيفًا أنه رغم ذلك يبقي الروس «على كل خياراتهم».

وقالت الخبيرة في الشرق الأوسط لدى «نادي فالداي» وهو مؤسسة بحثية مقرها موسكو تحظى بدعم الكرملين: «مع كون حفتر في الخامسة والسعبين من عمره وفي حالة صحية سيئة، قد يفوز نجل القذافي بالدعم الروسي إذ كان هناك إجماع بين الليبيين».

وعلى صعيد جهود توحيد الأطراف الليبية، زار عارف علي النايض، وهو سياسي ليبيا ينظر له على أنه مقرب من حفتر، موسكو مرتين منذ سبتمبر الماضي لإجراء محادثات مع مسؤولين كبار.

وقال النايض، الذي وصفته «بلومبرغ» بـ«الآمِل»، إن هدف الزيارات كان «تشجيع الروس على لعب دور فعال (في ليبيا)»، وأضاف متحدثًا من لندن: «أشعر حقًا أننا عند في طريق مسدود في العملية السياسية. أعتقد أن بإمكاني أن أصبح توحد الأطراف».

وفي الشرق حيث يفرض الجيش الوطني بقيادة حفتر سيطرته على المنطقة، قال مسؤولان غربيان إن عناصر من الجيش الروسي يقدمون التدريب وخدمة صيانة الأسلحة، بينما توجد مؤشرات على أن أفرادًا من القوات الخاصة الروسية نقلوا إلى المنطقة وشاركوا في عمليات هناك، وفق تقرير «بلومبرغ».

ونقل التقرير عن رجل الأعمال الروسي الذي يحظى بصلات في ليبيا، قسطنطين مالوفيف، إنه في إطار التنافس على مستقبل ليبيا «فإن روسيا لديها ميزة واحدة رئيسية هي حفتر».
لكن التقرير قال إن روسيا ما زالت تواجه عقبات كبيرة في التعامل مع الفصائل الليبية المسلحة التي تعجز عن الاتفاق على كيفية تقاسم السلطة، مضيفًا أن المشهد يشوشه أكثر اللاعبون الخارجيون الآخرون، إذ كانت إيطاليا وقطر تراهن على طرابلس، في حين أن المملكة المتحدة ومصر وفرنسا تنحاز إلى حفتر.

واختتم تقرير «بلومبرغ» بقول الخبير في الشرق الأوسط وشمال أفريقا لدى مؤسسة «إنيرجي أسبكتس»، ريكاردو فابياني، إن روسيا تضمن الاستفادة «بغض النظر عن المنتصر في الصراع أو التوصل لاتفاق سلام» عن طريق التحوط في رهانتاها والحفاظ على كل قنوات التواصل مع كل الأطراف مفتوحة، مضيفًا: «لا يستطيع أي طرف في ليبيا تحمل تبعات معاداة او رقض الحديث مع روسيا».

تعليقات