في لقاء بُث مساء الأربعاء عبر قناة الجزيرة وشابه الكثير من التوتر وما إعتبره ضيفها غمزاً ولمزاً وتشويها للحقائق ، أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة رغبة 83 % من الليبيين في إجراء الإنتخابات للخلاص من الوضع الحالي وذلك وفقاً لآخر إستطلاع رأي أجرته بعثته وعدد من السفارات والمنظمات العاملة في ليبيا قائلاً بأن الطبقة السياسية التي إتهمها بالفساد الكبير ترفض هذه الإنتخابات بينما يطالب بها الشعب معلناً بان النظام الحالي القائم في البلاد منذ ثمان سنوات فاشل وريعي وقائم على النهب والسلب والفساد .

خلال اللقاء الذي تابعته المرصد ، غمز مذيع الجزيرة جلال شهدا لسلامة بأنه ينفذ أجندة فرنسية ثم لمز بأن الإنتخابات رغبة فرنسا فقط ، لكن سلامة أكد وبإنفعال شديد بأنها رغبة ليبية يُصر على تنفيذها على أن يختار لها الليبيون قاعدتها الدستورية وموعدها من خلال المؤتمر الجامع فيما تكمن مهمته في حشد الدعم الدولي لها من خلال مجلس الأمن مؤكداً بأن هناك فرق بين 83% من الليبيين يطالبون بالإنتخابات رغم عيشهم على مرتباتهم الضعيفة وبين الطبقة السياسة الحاكمة التي تجمع الملايين كل يوم من خلال الفساد .

في اللقاء ذاته ألمح مذيع الجزيرة لسلامة بإرتباطه بدولة الإمارات وتلقيه دعماً مالياً منها لمنظمة الفنون والثقافة العربية وفقاً لمقال كتبه شخص ليبي يرأس منظمة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين ، نفى سلامة الإتهام بشدة معلناً بأنه أوقف نشاطات منظمته منذ توليه مهامه كمبعوث أممي إلى ليبيا وبأنه لم يسبق له أصلاً تلقي أي دعم لها من أي دولة عربية متوعداً كاتب المقال بالملاحقة القضائية فور تفرغه من عمله الأممي .

لاحظ متابعو للقاء بأن المذيع ضل يكرر وجهة نظر قناة الجزيرة وخطها التحريري القطري المعروف والمنحاز إلى الإسلام السياسي وكأنها وجهة نظر الشعب الليبي بأكمله في محاولة لإظهار المبعوث في مظهر المنحاز ، منها إتهام أقرب إلى السذاجة من وجهة النظر مفاده أن ” بعثة الأمم المتحدة تسعى لتمكين حفتر كحاكم عسكري موازٍ للحاكم المدني ” . رد سلامة مطالباً المذيع بعدم التحدث باسم الليبيين قطعاً لأنه يعيش بينهم ويعرف ماذا يقولون داعياً إياه لزيارة طرابلس والتوقف عن التعميم .

مجدداً عاد المذيع إلى الغمز واللمز لسلامة بأنه ينفذ مشروعاً فرنسي جعله مكروهاً لدى الإيطاليين ، إنفعل سلامة مجدداً واصفاً كلام المذيع بـ ” الفارغ ” وبأنه يندرج ضمن حملة هدفها عدم وصول ليبيا لحل سياسي بل ذهب إلى أبعد من ذلك : ” حملات التشويش هذه أنا أعلم من يقف خلفها ، هؤلاء أطلقوا حملاتهم ضدي قبل حتى أن أصل إلى هذا البلد ” .

عن الوضع السياسي ، علق سلامة آماله على الملتقى الجامع رافضاً الحديث عن سيناريو فشله مؤكداً وجود عدة مقترحات لديه سيطرحها على الليبيين فيه من بينها إيجاد قاعدة دستورية للإنتخابات في ظل المعضلة والإنسداد الذي تواجهه مسودة مشروع الدستور محذراً بأن طرح الإستفتاء عليها بالقوة سيؤدي إلى تقسيم البلاد لاسيما مع وجود معارضين لها في الغرب والشرق كما أكد بأن التحجج بإنتشار السلاح لتعطيل الإنتخابات والعملية السياسية امر غير منطقي وقال : ” إذا إنتظرنا حتى يتم جمع السلاح فكل شيئ سيتوقف وما علي القيام به في هذه الحالة هو إغلاق مكاتب بعثتي ومغادرة ليبيا ” .

وبالسؤال عن كيفية عقد الملتقى الجامع وعن ما إذا كان سيكون بديلاً عن الأجسام القائمة وضرورة إرسال رسائل طمأنة حوله ، أكد سلامة بأنه لا يريد طمأنة الفئة السياسية الحاكمة في البلاد لأنها طبقة ذات مستوى عالي من الفساد الذي يندى له الجبين والتقاتل على الكعكة ولا تهتم بمواطنيها الفقراء التعساء في بلد غني وأضاف لـ المذيع :

” لا يمكن لك تقدير حجم النهب الحاصل في ليبيا وسرقة الأموال العامة في هذا البلد ، لدي أمثلة سأذكرها يوماً ما ، أنا أدعوا هذه الفئة الحاكمة إلى الإستماع لمواطنيها والكف عن التمسك بكراسيهم وكأنها أنزلت لهم من السماء وأدعوهم لشفافية مالية أكثر معهم ، الكثيرون ينمسكون بمناصبهم لأنهم يجنون الثروة وياليتهم يعيدون إستثمارها في ليبيا بل يفعلون كذلك في الخارج أو يقومون بغسلها ” .

أكد سلامة بأن النظام الحاكم حالياً في البلاد يغرق في الفساد والنهب والسلب وبأن المليشيات كانت تستفيد من فارق سعر صرف الدولار في السوق الموازي ما أدى لإنهيار قيمة الدينار ما دفعه للدفع تجاه تغيير سعر الصرف الرسمي أولاً ودعم وزارة الداخلية في مواجهة هذه المليشيات مؤكداً وجود صراع محموم في البلاد على الموارد والثروة بعكس طبيعة الصراعات في سوريا واليمن ، وقال : ” ليبيا دولة غنية ولكن لحظها العاثر لم تستفد من ثرواتها ، هناك أمر غير طبيعي وهو أن كل يوم يشهد ولادة مليونير جديد في ليبيا بينما الطبقة المتوسطة تتقلص كل يوم ” .

وإعتبر المبعوث الأممي بأن إنعدام وجود دولة وطنية قادرة في ليبيا يعني إستمرار النهب والفاسد على كثرة الموارد رافضاً أن يعمل على إدارة صراع المال مادام موجوداً في منصبه بل على قيام دولة عادلة قادرة على توزيع ثرواتها على مواطنيها وإدارتها بشكل عادل وبالعودة إلى المؤتمر الجامع قال سلامة بأنه لن يكون جسماً سياسياً جديداً بل منصة ليعبر من خلالها الليبيين على رغباتهم بما في ذلك طريقة الإنتخابات التي أكد بأن الليبيون قادرون على حمايتها كما تمكنوا من حماية الإنتخابات الثلاثة السابقة .

تعليقات