قال مصدر دبلوماسي، إن روسيا وأميركا عارضتا نشر قرار في مجلس الأمن يطالب طرفي الاشتباكات في ليبيا بوقف إطلاق النار، فيما تواصل الدولتان التصدي لمشروع قرار بريطاني، بحسب وكالة «فرانس برس».

ولفت المصدر إلى أن «إعلانًا صدر عند اندلاع النزاع ولا يوجد إضافات مهمة يمكن إدراجها في ظل الاقتراح المقدم من بريطانيا منذ الاثنين بإصدار قرار».

وقال السفير الألماني كريستوف هويسغين إن «الهدف من الاجتماع المغلق الذي طلبت الرئاسة الألمانية للمجلس عقده، كان الاطلاع على ما آلت إليه الأوضاع الميدانية من مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة».

وأعرب المبعوث الأممي للبلدان الخمسة عشر الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عن «القلق الشديد» إزاء خطر احتدام المعارك في الأيام القليلة المقبلة، بحسب مصدر دبلوماسي.

وقال دبلوماسي آخر إن «القوات المسلحة تقترب من المناطق الآهلة بالسكان وثمة شهادات تفيد بوصول تعزيزات لدى الجانبين»، بحسب «فرانس برس».

كذلك طالب غسان سلامة باتخاذ مجلس الأمن الدولي موقفًا قويًا حيال الانتهاكات على حظر الأسلحة في الميدان الليبي، وفق مصادر عدة.

وأضاف المبعوث في تصريحات أوردها دبلوماسيون أن «الوضع الإنساني آخذ في التفاقم في المناطق المحيطة بطرابلس».

من جهته، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية «أن تصريحات طرابلس بدعم حفتر وتغطيته دبلوماسياً لا أساس لها على الإطلاق».

وأضاف المصدر أن «هذه التصريحات تثير الحزن»، مشيرًا الى التعاون الأمني بين باريس وطرابلس لتشكيل الحرس الرئاسي الخاص برئيس الوزراء.

وأكد: «ليس فرنسا من يعرقل (القرار البريطاني الذي يدعو لوقف إطلاق النار في الأمم المتحدة) بل العكس تماما».

وفي الوقت الذي فيه بعض أعضاء مجلس الأمن في يتبنى القرار البريطاني الأسبوع المقبل، يرفض آخرون هذه الفكرة، حيث قال سفير الكويت في الأمم المتحدة منصور العتيبي إن «القرار تجري مناقشته»، وأكد سفير جنوب إفريقيا جيري ماتيوز ماتجيلا «نريد وقفًا لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن».

ونقلت «فرانس برس» عن مصدر دبلوماسي قوله إن الواقع هو «المنطق عسكري» حاليًا، لافتًا إلى أنّ «المشير خليفة حفتر في منطق الذهاب إلى الآخر».

وتابع أن «حكومة الوفاق الوطني ترى أنها تعرضت للخيانة، ولا تريد شيئًا آخر سوى عودة قوات حفتر إلى خط البداية وهذا أمر غير واقعي حاليًا»، في الوقت الذي ذهب فيه إلى أن «الجانبين يسعيان إلى التسلح مجددًا بما في ذلك الحصول على أسلحة ثقيلة»، على حد قوله.

وذكر تقرير الوكالة أنّ الولايات المتحدة وروسيا يعارضان تبني القرار البريطاني حاليًا، بدون أن تعطيا أي تفسيرات لموقفيهما، وقال ممثل روسيا «لسنا مستعدين لذلك»، بينما أكد ممثل الولايات المتحدة «لا نريد السير قدمًا حاليا».

واعتبرت الوكالة الفرنسية أن معارضة روسيا متوقعة لكن الموقف الأميركي يثير تساؤلات. وأضاف «لم نبلغ بعد مرحلة التصعيد بل نحن في ما يشبه (الحرب الزائفة) مع جبهات مستقرة»، معبرًا عن مخاوفه من أن يسود «منطق اشتعال المنطقة مع تدويل النزاع».

 

 

تعليقات