أعلنت قوات حكومة «الوفاق الوطني»، المعترف بها دوليا، أمس الإثنين، أنها «استعادت السيطرة على الجزء الأكبر من مطار طرابلس الدولي».

وقال المتحدث الإعلامي باسم عملية «بركان الغضب»، مصطفى المجعي، للأناضول، إن «القوات تحركت، الإثنين، باتجاه مطار طرابلس الدولي من ثلاثة محاور، حيث تمكنت من استعادة السيطرة على الجزء الأكبر من المطار».
وأضاف أن القوات تعاملت مع مجموعة من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، (قائد قوات الجيش في الشرق الليبي) داخل المطار، و«هي تعتبر معزولة ومحاصرة بحكم سيطرة قواتنا على كل المناطق المحيطة بالمطار».

الأمم المتحدة ترد على ترامب: «الوفاق» هي الحكومة الشرعية

وأوضح المجعي أن «النجاح الأبرز لعملية التقدم يكمن في إبعاد شبح سقوط الصواريخ على الأحياء المدنية المكتظة بالسكان، حيث أصبحت الأحياء الآن في مأمن».
وأشار إلى أن الخطوة المقبلة لعملية «بركان الغضب»، بعد اكتمال طوق تأمين العاصمة طرابلس، هي «إكمال الطريق في اتجاه تمركزات (قوات) حفتر الرئيسية في المنطقة الغربية؛ سواء في غريان أو ترهونة».
ولفت إلى أن الطيران الحربي التابع لهم، وكذلك التابع لحفتر لم ينفذ أي ضربات جوية نتيجة لسوء الأحوال الجوية.
وكان وطيس المعارك في محاور القتال قد هدأ في جنوب العاصمة طرابلس، نهار أمس، لكن التوقعات تشير إلى احتمال عودة القتال ليلا. وأسفرت المعارك الطاحنة في الأيام العشرين الأخيرة عن تدمير الكثير من المباني وحرق سيارات مدنية، خاصة في ضاحية عين زارة جنوب طرابلس.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري إن القوات البرية تخوض معارك طاحنة في طرابلس، وخاصة في العزيزية والسواني، لكنه اعترف بأن القوات الموالية لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، سيطرت على مصرف ليبيا المركزي ومؤسسة الاستثمار الخارجي والنفط. وأضاف المسماري «ما زالت تفصلنا عشرة كيلومترات عن الوصول إلى مركز طرابلس». غير أن مواطنين من سكان طرابلس ذكروا في اتصالات هاتفية أن القوات المؤيدة لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، تمكنت من دفع القوات المقابلة لها إلى التراجع عن مواقعها في قطاعات من خط المواجهة الواقع في جنوب طرابلس، ووصفوا سير المعارك بكونه «كرا وفرا».
وظهر انفراج طفيف أمس مع إعلان مطار معيتيقة الدولي إصدار تعليمات بفتح المجال الجوي لمدة أربع وعشرين ساعة. غير أن الصفحة الرسمية للمطار على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لم تذكر هوية الجهة التي أصدرت التعليمات بفتح المجال الجوي، الذي أغلق تزامنا مع المواجهات التي تشهدها العاصمة طرابلس، بدافع إجراءات السلامة الجوية.
سياسيا ما زالت الجهود الرامية لاستصدار قرار حازم من مجلس الأمن بلا نتيجة حتى الآن بسبب الخلافات بين أعضاء المجلس. وأكد مدير مكتب الإعلام في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، جان العلم، في تصريحات صحافية أن «الانقسام في المجتمع الدولي ومجلس الأمن يحد من خيارات البعثة في إيجاد حل سريع لوقف الحرب» التي اندلعت في الرابع من الشهر الجاري في أعقاب الهجوم الذي شنته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على جنوب العاصمة طرابلس. وثمة انقسامات في القوى الغربية ودول الخليج بشأن هجوم حفتر على طرابلس، ما أضعف من إمكانات دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، خصوصا بعدما عارضت كل من الولايات المتحدة وروسيا الخميس الماضي إصدار قرار من مجلس الأمن، بناء على مشروع تقدمت به بريطانيا، يدعو إلى وقف إطلاق النار في ليبيا في ذلك التوقيت.
وقالت الأمم المتحدة، الإثنين، إن حكومة الوفاق الوطني «هي ما تعترف بها» في ليبيا، وذلك تعليقا على الاتصال الذي جرى قبل أيام بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واللواء المتقاعد خليفة حفتر، والذي يشن هجوما على العاصمة طرابلس.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجريك، أمس الإثنين، في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
دوجريك، كان يرد على أسئلة الصحافيين بشأن المحادثة الهاتفية التي أجراها ترامب مع حفتر، الذي أطلق قبل 3 أسابيع هجوما عسكريا على طرابلس، بينما كانت الأمم المتحدة تستعد لعقد مؤتمر جامع للحوار، منتصف الشهر الجاري.
وقال دوجريك: «حكومة الوفاق الوطني هي من تعترف بها الأمم المتحدة، والأمين العام ومبعوثه الخاص (غسان سلامة) مصممان على إنهاء هذه الأزمة ونحن نواصل دعوتنا بضرورة الوقف الفوري للقتال».
وكثفت تونس الجار الشرقي لليبيا أمس جهودها الدبلوماسية من أجل البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية. واجتمع وزير الخارجية خميس الجهيناوي مع سفير فرنسا في تونس أوليفيي بوافر دارفور، إلى جانب سفيرة فرنسا لدى ليبيا بياتريس لوفرابر دي هيلين، وبحث معهما تطورات الأوضاع في ليبيا، والجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في طرابلس. وقالت الخارجية التونسية إن الوزير الجهيناوي أكد حرص تونس على العودة إلى المسار السياسي الجاري تحت رعاية الأمم المتحدة، محذرا من مخاطر توسع نطاق الصراع الدائر حاليا خاصة في محيط العاصمة طرابلس واستدامته «ما يشكل خطرا حقيقيا على أمن ليبيا ودول الجوار، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا عموما» وفق ما قال.
كما اجتمع الجهيناوي أمس أيضا مع غسّان سلامة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، وبحثا سبل التنسيق على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، لإنهاء النزاع العسكري وإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا.
وطالب حكماء وأعيان المنطقة الغربية وطرابلس الكبرى والمنطقة الوسطى في ليبيا، أمس اللإثنين، قيادات مدينة ترهونة الليبية بسحب أبناء المدينة من ساحات القتال والعودة لحاضنة المنطقة الغربية وكف نزيف الدم بين الإخوة.
جاء ذلك في بيان أصدره الحكماء والأعيان بعد اجتماع عقد أمس في طرابلس لبحث مسألة مشاركة أبناء مدينة ترهونة في الحرب الدائرة جنوب طرابلس.

تعليقات