تركزت المعارك التي اندلعت بعد ظهر أمس الجمعة على تخوم العاصمة طرابلس، في محلتي خلة الفرجان وعين زارة ومنطقة السبعة ومحور وادي الربيع (جنوب). وقال سكان من الضاحية الجنوبية في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» إن أسلحة ثقيلة من بينها صواريخ «غراد»، استخدمت في المعارك بين قوات القائد العسكري للمنطقة الشرقية خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق المُعترف بها دوليا، برئاسة فايز السراج. لكن لم يتسن معرفة ما إذا كان هناك ضحايا في تلك الاشتباكات. وأفاد سكان من منطقة الخلة أن الطيران الحربي حلق بكثافة أمس فوق مواقع الاشتباكات، وأنهم كانوا يسمعون أصوات القصف، من دون تحديد مواقع الاشتباكات ولا هوية الطائرات. لكن المعارك العنيفة في الضاحية الجنوبية لطرابلس لم تمنع استمرار المساعي الدولية لوقف الحرب وإيجاد مخرج سلمي من الأزمة.

باريس وروما تحضان على «الوقف الفوري لإطلاق النار»

في هذا السياق حضت فرنسا طرفي الصراع على «تنفيذ تعهداتهما التي توصلا إليها في مؤتمرات باريس وباليرمو وأبو ظبي». وأوضحت مصادر فرنسية أن «حكومة السراج تفتح قنوات الحوار مع جميع الأطراف، ولذا فإن باريس تحضھا على استئناف المفاوضات وقبول الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار». وأكدت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون يعتزم استقبال اللواء حفتر الأسبوع المقبل في قصر الإيليزيه. وكان ماكرون استقبل رئيس حكومة الوفاق السراج في الثامن من الشهر الجاري. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في تصريحات أدلى بها أمس أن ماكرون يرغب بالاجتماع مع حفتر «من أجل معاودة إطلاق المسار السياسي والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار».

وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر أعلن في الرابع من أبريل/ نيسان إطلاق عملية عسكرية لـ«تحرير طرابلس»، ما أدى إلى اندلاع معارك حول العاصمة بين القوات الموالية لحفتر والقوات المؤيدة لحكومة الوفاق الوطني. وخلفت المعارك 454 قتيلا و2154 جريحا من الجانبين.
في الاتجاه نفسه، أكد رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي أمس بعد يوم واحد من استقباله حفتر في روما الخميس، أنه «يعمل من أجل وقف إطلاق النار» في ليبيا. وقال كونتي، أمام منتدى مدينة أريتسو (إقليم توسكانا) عن السلام والحد من النزاعات المسلحة «بالأمس استقبلت الجنرال حفتر في قصر كيجي (مقر رئاسة الوزراء)، وأكدت له أيضًا أنه لا يمكننا العمل مع خيار عسكري، فالعنف لا يولد إلا العنف»، حسب ما نقلت وكالة «آكي» الإيطالية عن كونتي.
وكانت الحكومة الإيطالية أصدرت مذكرة عقب لقاء كونتي وحفتر، أكدت فيها أن اللقاء «يندرج في إطار الاجتماعات العديدة (لرئيس الحكومة) مع ممثلي الأطراف الليبية، باعتبارهم الشركاء الرئيسيين، والأمم المتحدة، لمواجهة التدهور الميداني الباعث على القلق». وأشارت المذكرة إلى أن «الرئيس كونتي أكد مجدداً ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن لتفادي وقوع أزمة إنسانية».
على صعيد متصل تمكن أمس جهاز حرس السواحل وأمن الموانئ التابع للبحرية الليبية، من إنقاذ 61 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل مدينة طرابلس. وأوضح الجهاز في بيان له أن «دورية خفر سواحل نجحت في إنقاذ 61 مهاجرا غير شرعي كانوا على متن قارب مطاطي على مسافة 30 ميلا بحريا شمال مدينة طرابلس». وعقب إنزالهم في قاعدة طرابلس البحرية قدمت لهم المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين المساعدات الطبية والغذائية، وتم نقلهم إلى مركز إيواء في مدينة تاجوراء. وكانت المفوضية أعلنت قبل يومين أن قرابة ألف مهاجر حاولوا عبور سواحل ليبيا صوب الشواطئ الأوروبية الأسبوع الماضي. وعبرت عن بالغ قلقها إزاء سلامة حوالى 3300 لاجئ ومهاجر من القابعين في مراكز الاحتجاز في ظروف غير إنسانية.

تعليقات