عادت الحياة تدريجيا إلى وضعها الطبيعي في مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، بعد أربعة أيام من استعادتها من القوات التابعة للقائد العسكري للمنطقة الشرقية خليفة حفتر. كما استأنف عميد المجلس البلدي المنتخب يوسف بديري العمل من مكتبه. ونفى أمس في بيان صحافي ما تداولته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تصفية أسرى تابعين لقوات حفتر.

وأكد بديري في البيان أن «كل الجرحى يتلقون العلاج بنفس الدرجة من الاهتمام»، مؤكدا أن هذه الأمور «مُثبتة وموثقة بالصور».
وكانت بعض مواقع التواصل زعمت أن مقاتلين تابعين لقوات حفتر أسروا في معركة غريان الأربعاء الماضي، وتمت تصفيتهم بعد سيطرة قوات الوفاق على المدينة. ولوحظ أن السفير الألماني لدى ليبيا رحب بـ«عودة المجلس البلدي المنتخب في غريان إلى عمله العادي».

المجلس البلدي ينفي تصفية أسرى تابعين للجنرال

في الجهة المقابلة أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ«القيادة العامة» (قوات حفتر) أن عناصرها باتت جاهزة لشن هجوم مضاد على غريان لبسط نفوذها عليها مجددا. وأضافت الشعبة أن هذا القرار اتُخذ بعد ترتيب صفوف القوات وتوجيه عناصر من قوات الصاعقة إلى المدينة لمساندة القوات التي سبقتها. وكانت غريان مقر قيادة قوات حفتر في إطار الهجوم الذي شنه على طرابلس في الرابع من أبريل/ نيسان الماضي.
من جهة أخرى حذرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا «من مغبة الاستمرار في تصاعد خطاب التحريض على الكراهية والعنف والاقتتال والانتقام والتخوين ما قد يدفع في اتجاه وقوع أعمال انتقامية من أطراف النزاع المسلح، والذي من شأنه أن يفاقم من حجم الجرائم والانتهاكات وتردي حالة حقوق الإنسان وقيم العدالة في ليبيا». وأعربت اللجنة في بيان أصدرته أمس عن «قلقها البالغ حيال تصاعد خطاب التحريض على الكراهية والعنف والاقتتال والانتقام والتخوين عبر بعض وسائل الإعلام الليبية و منصات التواصل الاجتماعي ، مما يسهم في وقوع أعمال انتقامية وانتهاكات وممارسات لا إنسانية نتيجة الخطاب الخطر الذي يغذي روح الانتقام والأحقاد والعنف والعنف المضاد».
وحضت اللجنة «جميع وسائل الإعلام والمدونين في منصات التواصل الاجتماعي، على العمل على مناهضة خطاب الكراهية والتحريض على العنف والانتقام والتخوين»، مُحذرة من أن «التحشيد والتجييش الإعلاميين يتسببان في تداعيات ضحاياها الليبيون في كل ربوع الوطن، ما يُعرقل جهود المصالحة الوطنية وإحلال السلام واستعادة الاستقرار في ليبيا «.
وعلى الصعيد السياسي ينهي رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، اليوم زيارة إلى إيطاليا، بعدما زارها الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة حاملا أفكارا تتعلق باستئناف مسار الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين.
وأفاد مصدر ليبي أن المشري درس أيضا مع السفير الليبي لدى إيطاليا، عمر الترهوني، إجراءات علاج جرحى اشتباكات طرابلس في المستشفيات والمراكز الطبية الإيطالية، وسبل حل المشاكل التي تعيقها، وفق بيان على صفحة المجلس الأعلى للدولة في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». ويُعالج جرحى الاشتباكات حاليا في تونس والأردن وتركيا.

تعليقات