متظاهرون في الجزائر العاصمة يعبرون عن رفضهم للإنتخابات الرئاسية يوم 13 ديسمبر 2019 . وهي الانتخابات التي فاز بها عبد المجيد تبون أحد المرشحين المقربين من المؤسسة العسكرية.

 

موضوعات عربية متنوعة حفلت بها الصحف السويسرية الاسبوع المنقضي بداءًا بالتطوّرات الأخيرة في ليبيا بعد احتدام الاشتباكات على مقربة من طرابلس وإعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان استعداده لإرسال قواته إلى ليبيا، مرورا بوضع اللاجئين السوريين في لبنان، ومستجدات الوضع في الجزائر، وانتهاءًا برد مسؤول قطري على جملة الاتهامات الموجهة لبلاده ومنها التأثيرات التي تمارسها على المسلمين في أوروبا من خلال التمويلات التي تقدمها مؤسسة قطر الخيرية.

باول كروغر، مراسل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة تاغس أنتسايغر،رابط خارجي رأى أن السبب وراء إعلان قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر بدء ما سماه بالمعركة الحاسمة ضد طرابلس هو حصول حفتر على دعم شركة فاغنر (Group Wagner) الأمنية الروسية و التي يعتبر رئيسها صديقًا مقربًا للرئيس فلاديمير بوتين.

وأوضحت الصحيفة أن “الجنرال خليفة حفتر قد بدأ بالفعل التقدم نحو طرابلس في شهر أبريل الماضي، لكنه لم يحرز أي تقدم منذ شهور ضد الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا برئاسة رئيس الوزراء فايز السراج .

ووفقًا لوكالات الاستخبارات الغربية، يتمركز 1400 عسكري من الشركة الأمنية المرتبطة بالمخابرات العسكرية الروسية في ليبيا. وهم مدربون تدريباً جيداً ولديهم أنظمة أسلحة حديثة، سلمتها دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر إلى جيش اللواء حفتر”.

وأوضح المراسل أن “موازين القوة العسكرية تبدو الآن في صف الجنرال خليفة حفتر، الذي دعمته الإمارات بنظام الدفاع الجوي الروسي الحديث بانتسير والذي يمنح بدوره حفتر التفوق الجوي وهي ميزة عسكرية حاسمة”.

في ظل هذه الحقائق، يدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحكومة المعترف بها دوليًا وهدد بإرسال قوات تركية إلى ليبيا. وقال أردوغان إنه إذا طلب رئيس الوزراء فايز السراج ذلك، فستدرس تركيا هذا الطلب. لكن هذا التعاون ينطوي على خطر نشوب حرب إقليمية. فمن غير المرجح أن تقبل مصر بوجود عسكري تركي في الدولة المجاورة ولا الإمارات أكبر داعم لحفتر.

دخول أنقرة على خط المواجهة بشكل مباشر يأتي بعد تحول ليبيا إلى مسرح لحرب بالوكالة، حيث تحظى حكومة طرابلس بدعم تركيا وقطر الداعمتان جماعة الإخوان المسلمين، في حين يتلقى حفتر الدعم من الإمارات ومصر، وكذلك من المملكة العربية السعودية. في الوقت نفسه تسعى روسيا لملء الفراغ القائم في ليبيا، وإن كانت تنفي رسميًا وجود شركات عسكرية خاصة وتوظيفها”.

ونوه المراسل إلى احتمال تكرار السيناريو السوري في ليبيا “أردوغان أعلن عن خطط للتشاور مع بوتين حول دعم روسيا لحفتر. يرى بعض الدبلوماسيين الغربيين أن المفاوضات تشبه صيغة أستانا بشأن سوريا – التي بقيت فيها الدول الغربية بعيدة عن مراكز القرار – في حين أن بوتين وأردوغان أوجدا حقائق على الأرض مع إيران”.

“تركيا وسياسة المواجهة المفتوحة مع الحلفاء والجيران ”
صحيفة نويه تسورخر تسايتونغرابط خارجي تناولت دلالات وتداعيات توقيع اتفاقيتين بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً حول التعاون الأمني وأخرى في المجال البحري. المذكرة الأولى تتعلق بترسيم الحدود الملاحية في البحر المتوسط والثانية بإرسال قوات تركية إلى ليبيا إذا طلبت حكومة الوفاق الوطني دعما عسكريا.

فولكر بابست، مراسل الصحيفة في اسطنبول رأى أن السياسة الخارجية التركية في طريقها للتصادم مع حلفائها التقليديين في قبرص وليبيا وسوريا والولايات المتحدة. فقبالة السواحل القبرصية، تنقب السفن التركية عن الغاز رغم معارضة دولة الجوار. وفي نهاية شهر نوفمبر 2019، أبرمت تركيا اتفاقية مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا والتي تحدد المناطق الاقتصادية للبلدين وتتجاهل إلى حد كبير مصالح اليونان. أثينا قامت بدورها في وقت لاحق بطرد السفير الليبي واحتج الاتحاد الأوروبي بشكل حاد. لكن أنقرة تتبع سياسة واضحة لتعزيز الدعم العسكري لطرابلس وإتاحة الفرصة لنشر القوات التركية للتدخل في الحرب الأهلية الليبية.

كم اهتزت العلاقة الطويلة الأمد مع الحلف الأطلسي وخاصة مع الولايات المتحدة جراء الهجوم العسكري التركي في سوريا. وهناك مؤشرات على وجود توتر بين الطرفين، حيث تحدث الرئيس أردوغان مرة أخرى يوم الأحد عن إمكانية حرمان الولايات المتحدة من حقها في استخدام قاعدة إنجرليك الجوية في الأراضي التركية. في المقابل واشنطن ستتخذ القرار بشأن فرض عقوبات على أنقرة بعد شراء نظام الأسلحة الروسي س -400.

وأوضح المراسل “على الرغم من أن جميع الأزمات الحالية لها ديناميكية خاصة بها، إلا أنها توضح الخطوط العريضة للسياسة الخارجية التركية في ظل رجب طيب أردوغان، الذي يرى تركيا كقوة إقليمية تتمتع بالحكم الذاتي وتدافع عن مصالحها الاستراتيجية في مواجهة مع الحلفاء التقليديين”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحرك التركي الأخير في ليبيا قد يضع العلاقات التركية الروسية أيضاً على المحك، حيث تدعم موسكو قائد الميلشيات المتمردة خليفة حفتر. وفي هذا الصدد يقول سنان أولجن ، رئيس مركز إيدام للأبحاث في إسطنبول: “من الخطأ الاعتقاد بأن أنقرة ملتزمة تمامًا بموسكو، هدف تركيا المعلن هو الاستقلال الاستراتيجي، لكن السؤال المطروح هو مدى واقعية هذا المطلب مقارنة بالقوة الحقيقية لتركيا”.

وأضاف “تركيا عزلت نفسها عن جيرانها في شرق البحر المتوسط إلى حد كبير من خلال إعادة توجيه سياستها الخارجية التي شكلها الإسلام السياسي. ففي مصر دعمت أنقرة جماعة الإخوان المسلمين وانتقدت إسرائيل بشدة. وتشكل هاتان الدولتان الشريكتان السابقتان اليوم تحالفًا مع اليونان وقبرص وكل هذه الدول موحدة إلى حد كبير في التصدي للمطالب التركية في المنطقة الغنية بالطاقة”.

وختم المراسل: تركيا ليست معنية فقط باكتشافات الغاز، الاتفاقية مع ليبيا عبارة عن ورقة مساومة في الصراع على الطاقة حول شرق البحر المتوسط. سياسة أنقرة في طرح أقصى المطالب ورفع الضغط على جميع الجبهات الممكنة هي استراتيجية تركية مجربة. والتهديدات المتكررة لأوروبا بفتح الحدود الغربية أمام اللاجئين السوريين أو المناورات الابتزازية في قمة الناتو هي جزء من مساومة أنقرة على تصنيف الاتحاد الأوروبي وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية مقابل الدفاع عن بحر البلطيق، بالإضافة إلى ذلك، فإن النزاعات الدولية لأردوغان دائمًا ما تكون مرتبطة بحسابات الربح والخسارة في الداخل التركي والورقة الانتخابية”.

 

 

تعليقات