أعلنت رئاسة حكومة الوفاق الليبية الخميس أن رئيسها فايز السراج سيشارك في المؤتمر الدولي حول ليبيا المقرر عقده الأحد في برلين، فيما أبدى خصمه خليفة حفتر “الاستعداد” للمشاركة. كما أكد الإليزيه مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المؤتمر. وعبرت تونس عن “استغرابها الكبير” من عدم دعوتها إلى المؤتمر. وفي الوقت نفسه، التقى رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الخميس في الجزائر الرئيس عبد المجيد تبون ضمن إطار الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية.

ما إن دعت الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر برلين المنتظر الأحد والرامي إلى وضع حد للانقسام الدولي حول ليبيا وللتدخل في شؤونها، حتى أعلنت رئاسة حكومة الوفاق الليبية مباشرة الخميس أن رئيسها فايز السراج سيشارك في المؤتمر الدولي حول ليبيا المقرر عقده في برلين.

وأوضحت رئاسة الحكومة أن السراج أكد مشاركته في المؤتمر خلال اجتماع ضم وزراء ومسؤولين وعسكريين.

في المقابل لم يؤكد خصمه المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، مشاركته، مما دفع وزير الخارجية الألماني للسفر آملا في إقناعه.

وزير الخارجية الألماني في بنغازي وحفتر يبدي “استعداده” للمشاركة

ووصل الخميس وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى بنغازي للقاء حفتر.

واستقبل المشير حفتر وزير الخارجية الذي قال ماس في تغريدة “خلال زيارتي إلى ليبيا اليوم، أوضح المشير حفتر أنه يرغب بالمساهمة في إنجاح مؤتمر برلين بشأن ليبيا وهو مستعد من حيث المبدأ للمشاركة. كما وافق على الالتزام بوقف إطلاق النار”.

الإليزيه يؤكد مشاركة ماكرون في المؤتمر

يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إلى برلين للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي سيحاول إحياء عملية السلام في هذا البلد كما أعلن الإليزيه الخميس.

وأضاف القصر الرئاسي أن “الرئيس تحادث صباحا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تمهيدا للمؤتمر”.

وسيضم المؤتمر الدول الداعمة لطرفي النزاع أو المتورطة بشكل أو بآخر في عملية السلام منها روسيا وتركيا والولايات المتحدة أو إيطاليا وفرنسا.

وهدف المؤتمر الأول هو الحد من التدخلات الأجنبية التي تغذي النزاع وإيجاد الظروف المواتية لاستئناف الحوار الليبي مع وقف دائم لإطلاق النار مسبقا.

السفير التونسي “مستغرب” … “لماذا الصمت؟”

عبرت تونس التي تستعد لتوافد محتمل لمهاجرين من ليبيا في حال تفاقم الأزمة التي تشهدها، عن “استغرابها الكبير” من عدم دعوتها إلى مؤتمر برلين المنتظر الأحد.

وفي حوار مع موقع تلفزيون “دويتشيه فيله” الألماني عبّر أحمد شفرة السفير التونسي لدى ألمانيا الخميس عن “استغراب كبير” من “إقصاءها” من مؤتمر برلين وقد أكدت وزارة الخارجية التونسية هذه التصريحات.

وتتقاسم تونس حدودا بطول أكثر من 450 كلم مع ليبيا ولها مقعد غير دائم في مجلس الأمن.

وكتبت صحيفة “المغرب” الناطقة باللغة العربية أن “تونس مُغيبة” وأن “الدولة الوحيدة المستثناة من مؤتمر برلين الذي طال التحضير له هي تونس ما يطرح حزمة من التساؤلات حول الأسباب والأبعاد”.

كما عنونت صحيفة “الشروق” الخميس “صدمة بعد إقصاء تونس من مؤتمر برلين. أمننا من أمن ليبيا … فلماذا الصمت؟”.

رئيس الوزراء الإيطالي يبحث الأزمة الليبية مع المسؤولين الجزائريين

وتوجه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الخميس إلى الجزائر للقاء الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الوزراء عبد العزيز جراد ضمن إطار الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية، بحسب ما أفاد مصدر رسمي جزائري.

وتأتي الزيارة “في إطار ديناميكية جهود المجتمع الدولي لوضع حد للنزاع في ليبيا وتقديم حل دائم لها، ستسمح لمسؤولي البلدين بمتابعة وتعميق المشاورات حول الأزمة الليبية” بحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية.

ونظرا لحرصها على البقاء على مسافة واحدة من المعسكرين المتعارضين في ليبيا، تعلن الجزائر إنها ترفض “كل تدخل أجنبي” وتحض “جميع المكونات والأحزاب الليبية (…) على العودة بسرعة إلى عملية الحوار الوطني الشامل”، وفق المصدر نفسه.

وقف إطلاق النار “أحادي” والوضع الميداني الحالي

وكان قد تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بمبادرة من روسيا وتركيا وافقت حكومة الوفاق الاثنين على بنوده، إلا أن حفتر رفض توقيعه.

ونقل بيان نشرته رئاسة حكومة الوفاق على فيس بوك عن السراج قوله “لقد وقعنا منفردين على بيان وقف إطلاق النار المقدم من الجانب التركي والروسي، ولقد رأينا في هذه المبادرة خطوة أولى نحو حل الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار، وتواصلنا مع كافة القوى السياسية والعسكرية وكان هناك دعم جماعي لهذه الخطوة”.

وتابع السراج أن حفتر اختار “عدم التوقيع وطلب مهلة من أجل المماطلة”، معتبرا أن موقف الأخير يندرج في إطار “محاولات نسف مؤتمر برلين قبل أن ينعقد”.

وكان وقف إطلاق النار قد دخل الأحد حيّز التنفيذ، ولا يزال قائما على الرغم من تبادل الجانبين الاتهامات بخرقه.

 

تعليقات