أكد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم السبت أن بلاده تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء في ليبيا، وقال إن “الحرب بالوكالة ستحول ليبيا إلى صومال جديد”.

وقال بوقادوم في تصريحات صحافية اليوم على هامش حضوره منتدى جريدة “الشعب” الحكومية: “مصلحتنا هي وحدة ليبيا وليس لنا أطماع لا في الغاز ولا في النفط”، مؤكدا أن الجزائر ترفض جميع أشكال التدخل الخارجي في ليبيا.

وأشار الوزير إلى أنه لو تم احترام وقف توريد السلاح إلى ليبيا ووقف إرسال المرتزقة وتقديم الحلول السياسية، “فإن ليبيا كانت ستصل إلى حل للأزمة”، لافتا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية “تواصل العمل في الكواليس وفي صمت من أجل الوصول إلى حل سياسي يجمع كل الفرقاء الليبيين في أقرب وقت”.

وكشف بوقادوم عن أن تعيين وزير الشؤون الخارجية الجزائرية الأسبق رمطان لعمامرة مبعوثا أمميا في ليبيا عارضته ضغوطات وصراع مصالح بمجلس الأمن الدولي.

جدية باريس في معالجة “ملفات الذاكرة” على المحك

من جهة أخرى قال بوقادوم إن الأيام القادمة ستكشف مدى “جدية” فرنسا في حل ملفات التاريخ الاستعماري العالقة مع بلاده.
وقبل أيام استعادت الجزائر رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي كانت معروضة في متحف “الإنسان” بباريس، لكن السلطات الجزائرية تقول إن المئات من الجماجم ما زالت لدى باريس ويجري تحديد هويتها لاسترجاعها.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن هؤلاء المقاومين “مضى على حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن، أكثر من 170 سنة”.
وأوضح بوقادوم أن هناك “3 ملفات ما زلنا نتفاوض حولها مع فرنسا، أولها استرجاع كل الرفات (للمقاومين الجزائريين للاستعمار)”.
وأضاف بوقادوم أن “هناك أيضا ملف الأرشيف (أرشيف المرحلة الاستعمارية)، وملف ثالث وهو التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية”.
وأشار إلى أن هذه المفاوضات “تعطلت بسبب جائحة كورونا (..)، لكن يبدو أن هناك إرادة إيجابية من جانب الرئيس الفرنسي (ايمانويل ماكرون) تجاهها، والأيام القادمة ستكشف عنها، وإن شاء الله تكون صادقة”.
وقال بوقادوم إن “العلاقات مع فرنسا لها طابع خاص من جانب التاريخ، ووجود الجالية الجزائرية بقوة”.
وأضاف: “نتمنى أن تكون العلاقات مبنية على احترام متبادل واحترام سيادة البلدين”.

تعليقات