مبادرة لإيجاد تعاون بين دول عربية وغربية

2015-11-1422-52-01.730527-Lybia---DR-555x318

قال مصدر أمني مسؤول إن الجزائر تسعى، منذ عدة أسابيع، لإيجاد إطار للتعاون بين دول عربية وغربية معنية بملف تواجد الجهاديين العرب في ليبيا. وأشار مصدرنا إلى أن الجهات الأمنية والدبلوماسية الجزائرية باشرت، قبل أسابيع عديدة، اتصالات مع الدول العربية المعنية بملف المقاتلين الجهاديين الأجانب في ليبيا، الذين بات عددهم الآن بالآلاف من جنسيات عربية وغربية.

ذكر المصدر أن رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد ڤايد صالح، حمل معه الملف قبل أيام إلى الإمارات العربية، كما تواصلت الجزائر عبر قنوات دبلوماسية وأمنية مع قطر والسعودية، بينما دخلت في اتصالات متقدمة مع مصر وفرنسا. ويتضمن مضمون المبادرة الجزائرية تبادل المعلومات الأمنية على أعلى مستوى بين الدول التي ينتمي إليها الجهاديون الأجانب في ليبيا حول هوية الجهاديين والجهات التي جندتهم للقتال في ليبيا وشبكات تهريب المقاتلين ومعسكرات التدريب.
وقال مصدرنا إن وجهة نظر الجزائر تتضمن أن أي حل سياسي في ليبيا يجب أن يأخذ في الاعتبار موضوع المقاتلين الأجانب الذين بات عددهم بالآلاف، وينتمي هؤلاء إلى جنسيات عربية وغربية من دول الخليج ومن تونس والجزائر ومصر وفرنسا ورعايا دول غربية. وأضاف المصدر أن مشكل توافد الجهاديين العرب في ليبيا تفاقم في عام 2015 بسبب تضييق الخناق على عمليات تهريب المقاتلين الأجانب الراغبين في الهجرة إلى “أرض الخلافة” في سوريا والعراق.
وتتعاون الجزائر وتونس ومصر على تحليل معلومات أمنية بشكل يومي، حول تحركات الجهاديين الجزائريين والأجانب. وتشير تقارير أمنية جزائرية إلى أن ما لا يقل عن 120 جزائري ينشطون في صفوف الجماعات السلفية الجهادية الثلاثة في ليبيا وهي فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس وتنظيم الدولة الإسلامية وجماعة مجلس شورى مجاهدي درنة، وأبرز الجزائريين الموجودين في ليبيا في صفوف مجلس شورى مجاهدي درنة اليوم هو مختار بلمختار الذي تتضارب الأنباء حول مصيره، بالإضافة إلى ابنه البكر، والمدعو ناصر الراعي وهو عضو سابق في كتائب الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. في الجانب المقابل في تنظيم الدولة الإسلامية، ينشط أغلب الجهاديين الجزائريين الموجودين في ليبيا ويقدر عددهم ما بين 70 و75 جهاديا.
وتشير تقارير أمنية إلى أن الغالبية من هؤلاء من الشباب تعذر عليهم التنقل للقتال في سوريا أو في العراق، كما يوجد رعايا دول غربية من غرب أوروبا من أصول مغاربية في صفوف تنظيم الدولة في ليبيا، من بينهم جزائريان اثنان على الأقل. وقد كشف مصدر أمني جزائري هوية أحدهما ويدعى “كاعب نزيم” من جنسية دول أوروبية لم يكشفها مصدرنا. وفي المواجهات التي تمت قبل أشهر قليلة في مدينة درنة عندما تحالفت جماعات سلفية جهادية مقربة من تنظيم القاعدة في ليبيا مع بعض السكان المحليين من مدينة درنة الليبية ضد تنظيم الدولة، قاتل الجزائريون من “داعش” ضد جزائريين آخرين من مجلس شورى درنة.
في سياق متصل، قال اللواء كنتوش، آمر المنطقة الغربية في الجيش الليبي التابع للواء خليفة حفتر، في اتصال هاتفي، إن مجموعة من الجزائريين مجهولة العدد تقاتل في صفوف جماعة فجر ليبيا وهي تشكيل من منظمات سلفية جهادية أبرزها غرفة عمليات طرابلس التي تتشكل من جماعات سلفية منها الجماعة الليبية المقاتلة وثوار مصراتة، وتعني كل هذه المعطيات أن الجزائري يقاتل شقيقه في الوطن بسبب الخلاف العقائدي في ليبيا.
وقال مصدر أمني رفيع إن الجزائر بدأت قبل أسابيع عديدة في تبادل المعلومات مع دولتين في الخليج هما الإمارات العربية المتحدة والكويت في موضوع المقاتلين القادمين من الخليج العربي في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، وتتعلق عملية تبادل المعلومات بين الجزائر والدولتين الخليجيتين برصد شبكات تهريب المقاتلين القادمين من دول الخليج إلى ليبيا أو المقاتلين الخليجيين الموجودين في سوريا.
وحسب مصدرنا دائما، تتخوف الجزائر من أن يساهم القياديون الخليجيون في تنظيم القاعدة في سوريا والعراق عبر الخبرات القتالية الواسعة التي اكتسبوها، في خلخلة الوضع الأمني الهش في ليبيا وزيادة قوة تنظيم الدولة الإسلامية في هذا البلد الغني، بينما تتخوف دول الخليج من تحول ليبيا إلى مكان لتدريب المقاتلين الخليجيين وعودتهم إلى بلدانهم وتهدديهم الأمن فيها.

تعليقات