أعلنت السفارة الأمريكية لدى ليبيا أنها تقف مع الشعب الليبي في جهود مقاومة التدخل الخارجي، وتدعم مساعيه من أجل استعادة السيادة الكاملة، وذلك انطلاقاً من مبادئ الولايات المتحدة المنصوص عليها في دستورها.

وقالت السفارة، في تغريدة على صفحتها بموقع تويتر الجمعة: «ينبثق التزام الولايات المتحدة بدعم تطلعات الشعب الليبي الديمقراطية من تجربتنا الخاصة في مقاومة التدخل الخارجي، حيث استرشدنا منذ ميلاد أمتنا بالمبادئ المنصوص عليها في مقدمة دستور الولايات المتحدة».
وقال إن المبادئ التي نص عليها الدستور تتمحور في أننا «نحن شعب الولايات المتحدة ورغبة منا في إنشاء اتحاد أكثر كمالاً، وفي إقامة العدالة، وضمان الاستقرار الداخلي، وتوفير سبل الدفاع المشترك، وتعزيز الخير العام وتأمين نعم الحرية لنا ولأجيالنا القادمة، نرسم ونضع هذا الدستور للولايات المتحدة الأمريكية».
وتابع: «نريد الشيء نفسه للشعب الليبي ونقف معه في دعواته لتحقيق الوحدة الوطنية، والاستعادة الكاملة للسيادة، والتنمية العادلة. لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على استراتيجيتنا العشرية لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار».
وأعادت السفارة نشر رابط لاستراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار في ليبيا، المنشورة على موقع الخارجية الأمريكية في 24 آذار/مارس الماضي.
وفي 14 آذار/ مارس الماضي، أحال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خططاً جديدة إلى الكونغرس مدتها عشر سنوات لتنفيذ استراتيجية الولايات المتحدة لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار في عدد من البلدان التي تشهد صراعات، من بينها ليبيا.
وجاء إطلاق هذه المبادرة بعد أيام من زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي باربرا ليف، إلى ليبيا، ولقائها عدداً من المسؤولين، وذلك لدعم الانتخابات وجهود باتيلي، والتشديد على خروج فاغنر.
ومن وجهة النظر الأمريكية، فإن الخطة العشرية تهدف منع الصراع ونشر الاستقرار، والتركيز على الجهود المحلية للحد من العنف في جنوب البلاد كأساس لجهد طويل الأجل لدعم عمل الشعب الليبي لبناء نظام ديمقراطي ومستقبل مستقر، وفق حساب تابع لشؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية على موقع تويتر.
وفي هذا السياق، جاء تأكيد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أن الاستراتيجية تخص البلدان الشريكة ذات الأولوية، معتبراً في بيان نشره موقع الوزارة، أنها خطوة مهمة في دفع الجهود لتحقيق الاستقرار في المناطق المتضررة من الصراع، وهي خطوة نحو سلام عالمي أكبر.
وأضاف: «هم يقرون بأن أكثر التحديات إلحاحاً في عصرنا لا تقتصر على الحدود الوطنية. فمن خلال التعاون، يمكننا معالجة الأسباب الكامنة وراء العنف وعدم الاستقرار قبل اندلاع النزاعات أو تصعيدها».
وتنطبق الاستراتيجية الأمريكية الجديدة على ستة بلدان أفريقية بما فيها ليبيا، هي: موزمبيق، وبنين، وكوت ديفوار، وغانا، وغينيا، وتوغو، بالإضافة إلى هاييتي من دول الكاريبي، وبابوا غينيا الجديدة من دول الأوقيانوسا.
واعتبر بيان الخارجية الأمريكية أن هذه الخطط مجتمعة تمثل التزاماً بإصلاح كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الشركاء، مضيفاً أن الاستراتيجية تستخدم البيانات والأدلة لتنوير صنع السياسات ودمج مشاركة القطاع الدبلوماسي والتنموي والأمني.
وأشار البيان إلى تنظيم الجهود الدبلوماسية جنباً إلى جنب مع المساعدات الخارجية، بما في ذلك برامج التنمية والمساعدة الأمنية لتحقيق تلك الاستراتيجية.
وفي ذلك الوقت، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، إن الخطة العشرية التي قدمتها إدارة جو بايدن إلى الكونغرس والخاصة بدول النزاع تستند إلى شراكات بنّاءة وبرامج على مستوى المجتمعات المحلية تدعم تطلعات الشعب الليبي في تحقيق الاستقرار والمساءلة والحوكمة المسؤولة.
وأضاف أن هذه المبادرة تؤكد التزام بلاده بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي ودعم التقدم نحو حكومة موحدة منتخبة ديمقراطيًا يمكنها تقديم الخدمات العامة وتعزيز النمو الاقتصادي في جميع المجالات.
وقبل يومين، حط وفد من وزارة الدفاع الأمريكية يمثله ملحق الدفاع الأمريكي لدى ليبيا مارك أمبلوم، في العاصمة طرابلس وبحث مع رئيس الأركان العامة للجيش محمد الحداد العلاقات بين الجيش الليبي والأمريكي وإمكانية تطويرها.
كما أثنى الحداد على الدور التي تقوم به قوات «الأفريكوم»، الذي يأتي في إطار عمق العلاقة بين البلدين.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أشادت بما وصفته التزام الحداد وعبد الرازق الناظوري بإعادة توحيد المؤسسة العسكرية، وذلك خلال مشاركتهما في ندوة رؤساء الدفاع الأفارقة بالعاصمة الإيطالية روما باستضافة قائد قوات «أفريكوم» الأمريكية الجنرال مايكل لانجلي.
وكان الطرفان قد اجتمعا مؤخراً في كل من طرابلس وبنغازي، وناقشا سبل توحيد المؤسسة العسكرية ودعم اجتماعات اللجنة العسكرية 5+5 لتنفيذ وقف إطلاق النار وإخراج القوات الأجنبية.
فيما بحث رئيس الأركان بقوات حفتر عبد الرازق الناظوري مع الملحق العسكري بسفارة فرنسا بليبيا والوفد المرافق له المواضيع المتعلقة بتطوير المؤسسة العسكرية.
وناقش في مكتبه في الرجمة بحضور رؤساء الأركان الجوية والبحرية محاور عدة، من بينها تدريب القوات التابعة لهم.
وخلال الفترة الماضية، صعدت الولايات المتحدة ضغوطها على حلفاء في الشرق الأوسط لطرد مجموعة «فاغنر» الروسية من ليبيا والسودان، حسبما أفاد مسؤولون إقليميون لوكالة «أسوشيتد برس».
وتأتي الجهود الأمريكية التي أكدها المسؤولون، بالتزامن مع خطوات واسعة النطاق اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضد المجموعة، المرتبطة بالكرملين، من خلال فرض عقوبات جديدة عليها مؤخراً بسبب اتساع دورها في حرب روسيا في أوكرانيا.

تعليقات