الصراع يحتدم بين القاعدة و«تنظيم الدولة» في الصومال
الصراع يحتدم بين القاعدة و«تنظيم الدولة» في الصومال

قالت صحيفة تلجراف البريطانية إن تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية يخوضان حربا عنيفة لاكتساب ولاء حركة شباب المجاهدين الصومالية في صراع يمكن أن يسرع زوالها، بحسب خبراء.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد أصدر شريط فيديو صور في ليبيا يحث مقاتلي حركة الشباب في الصومال للدخول في صراعهم مع أعدائهم.
وأشارت الصحيفة إلى اثنين فقط من كبار قادة حركة الشباب أعلنوا مبايعتهم لتنظيم الدولة حتى الآن، ورغم قلة هذا العدد إلا أنه أحدث انقساما داخل الحركة التي سيطرت تقريبا على كامل الجنوب الصومالي.
يرى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن الانشقاقات في صفوف حركة الشباب ما هي إلا أعراض لجماعة ضلت طريقها، محذرا من أن الصومال لا تحتاج إلى نوع جديد من الرعب والقمع في إشارة لتنظيم الدولة، كما دعا المخذولين من حركة الشباب على تقبل العفو الذي أعلنت عنه الحكومة. ويعتقد خبراء أن اجتذاب تنظيم الدولة حركة الشباب لصفوفه سيكون بمثابة ربح كبيرللتنظيم، إذ تعد حركة الشباب مجموعة مثيرة للرعب والخوف، بسبب تنفيذها لهجمات في كينيا وأوغندا والصومال.
ولفتت الصحيفة إلى أن جماعة بوكو حرام إحدى كبريات المنظمات الإرهابية في إفريقيابايعت تنظيم الدولة في مارس الماضي مقابل تدريب يتلقاه مقاتلوها في معسكرات تنظيم الدولة بالعراق والشام.
رغم ذلك، يحجم كبار قادة حركة الشباب عن شق عصا طاعة تنظيم القاعدة والالتحاق بتنظيم الدولة، إذ وفرت القاعدة المال والتدريب والدعم اللوجيستي للحركة المتعثرة بعد مبايعتها أيمن الظواهري زعيم التنظيم عام 2012. وهناك قادة آخرون في حركة الشباب يرون ضرورة عدم صرف الانتباه عن الأهداف المحلية والوطنية للحركة مقابل خطط طموحة تتبناها الدولة الإسلامية، ومن هؤلاء القادة من اعترض سابقا على الانضمام للقاعدة لنفس السبب، أي التركيز على الشأن المحلي.
وتشير الصحيفة إلى أن الزعماء المتعاقبين لحركة الشباب كرروا بيعتهم لأيمن الظواهري زعيم القاعدة، لكنهم في الوقت ذاته يمتدحون زعماء تنظيم الدولة في وسائل إعلامهم، ويواصلون أيضا الحديث بوقارعن الظواهري.
وكان الظواهري قد اقترح على قادة حركة الشباب في رسالة دعائية حديثة أن يهجروا الوسائل والأسلوب الذي ينتهجه تنظيم الدولة في حربه، مثل عمليات ذبح الرهائن المصورة في شرائط فيديو. ويرى رايان كمنجز خبير شؤون إفريقيا في مؤسسة ريد24″ لإدارة الأزماتأن جدل الولاء لتنظيم القاعدة أو الدولة مسألة أجيال إلى حد كبير. وأضاف: “ظلت زعامة حركة الشباب على ولائها للقاعدة، بينما الشباب الأصغر سنا الذين لا يتحكمون في شؤون الحركة ربما يكونون منجذبين أكثر نحو تنظيم الدولة“.
ويعتقد كمنجز أن حركة الشباب ما زالت ترتكز على أفكار محلية صومالية أكثر من كونها نابعة عن إيديولوجية معينة.
وأوضح كمنجز أن تنظيم القاعدة يملك أيضا شبكة في إفريقيا توفر التمويل والدعم اللوجيستي، فيما يعتقد أن شبكات تنظيم الدولة لم تؤسس بشكل كامل حتى الآن.
ويقول خبير الشؤون الإفريقية لم يتضح بعد ما النفع الذي سيعود على حركة الشباب نظير مبايعته تنظيم الدولة.
أما ألكسندر هيتشنز رئيس وحدة البحث في مركز دراسات التطرف بكلية كينجز كوليج في لندنفيعتقد أن صغار السن في حركة الشباب منجذبين بشكل أكبر تجاه النجاحات التي يحققها تنظيم الدولة، مقارنة بتقلص مطرد في الأراضي التي تسيطر عليها حركتهم بسبب الحملة التي تشنها القوات الصومالية والاتحاد الإفريقي.
ويشير هيتشنز إلى أن حركة الشباب تخوض في المدى الطويل حربا خاسرة، لذا سيكون الانضمام لتنظيم الدولة أكثر جاذبية.
ولفت هتشنز إلى أن جهود حركة الشباب في عمليات التجنيد ربما تتأثر سلبيا سبب تفضيل مسلحي الصومال التوجه مباشرة إلى أراضي تنظيم الدولة بدلا من الحركة.

تعليقات