images (27)

أجرى الصحفي ماتياس فون هاين حوارا نشر بتاريخ 14 يناير 2016 على موقع دويتشه فيله، مع الباحثة الألمانية موريل أسيبورغ*حول وضع الدول التي عاشت على وقع الربيع العربي” بعد مرور خمس سنوات على انطلاق شرارته من تونس.

وفي هذا الحوار تكشف الباحثة الألمانية موريل أسيبورغ أسباب فشل الربيع العربي” والتحديات الحالية ، في الوقت الذي انهارت فيه الأنظمة في بعض البلدان، بينما ما تزال أخرى تقاوم إلى اليوم.

حصيلة

وبعد أن أشارت الباحثة الألمانية إلى أن تونس هي البلد الوحيد الذي تحقق فيه تقدم كبير، وشهد تحولاً ديمقراطيا بعد الثورة، وأصبح فيه، على الأقل على الورق، نظاما سياسيا أكثر تشاركية وأكثر شمولاً، وأكثر ديمقراطية من ذي قبل، رغم عدم التأكيد على أن الثورة نجحت هناك، بسبب عدم تلبية المطالب المرتبطة بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن الحصيلة في بلدان أخرى مخيبة للآمال.

وأوضحت المتحدثة أن ” ليبيا انهارت، واليمن وسوريا غارقتان في الحرب، أما مصر فتحولت إلى نظام عسكري دكتاتوري.”

وأضافت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسة العلوم والسياسة” في برلين، أن الغرب كان ساذجاً في توقعاته بأن تلك التحولات من شأنها أن تؤدي بسرعة إلى الديمقراطية، وإلى سيادة القانون والاستقرار، ولم يضع بعض الأولويات في تعزيز الدعم لتلك الحركات الاحتجاجية، خصوصا في عمليات التحول السياسي التي تلت الثورات.

مرونة

واعتبرت الباحثة أن الغرب بعد أن ساهم في الإطاحة بنظام معمر القذافي في ليبيا، أبدى مرونة كبيرة في تعامله مع الحكومات المتعاقبة هناك، رغم ما وصفته بسيطرة المتشددين عليها، وأبدى استعداده للتعاون مع القوى السياسية القديمة أو مع الأجهزة الأمنية، لمنع الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا ومكافحة الإرهاب، ودعم قطاع التجارة الخارجية.

وأكدت أنه رغم التفاوت في الدول التي عرفت ربيعا عربيا” ومنها ليبيا، إلا أن هناك سمة مشتركة بين تلك الدول، تتمثل في وجود بيئة إقليمية لا توجد لديها مصلحة في أن يكون هناك المزيد من المشاركة السياسية،  فقد تحالفت هذه القوى الإقليمية في تلك الدول مع جماعات سعت للحفاظ على قوتها، أو استعادتها، بدلا من البدء في القيام بتحول الديمقراطي.

وأشارت الخبيرة الألمانية في شؤون الشرق الأوسط إلى أنه يمكن القول اليوم إن الدولة العميقة” نجت من الثورة التي أطاحت بالنظام، والدليل على ذلك أن أوضاع الكثير من الناس ازدادت سوءاً، بينما يعيش مئات الآلاف من الليبيين مهجّرين في الخارج، والأسباب التي دفعت قبل خمس سنوات الناس للخروج إلى الشارع باقية.

*موريل أسبورغ، خبيرة في شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسة العلوم والسياسة” في برلين، ساهمت مؤخرا في تأليف كتاب جماعي صدر في ديسمبر 2015 تحت عنوان: “الحصاد المر للربيع العربي“.

تعليقات