668_334_1482528581

 

كشف عدد ديسمبر 2016 من مجلة «شؤون ليبية» التي يُصدرها المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا جوانب تاريخية مهمة من حركية الهجرة من ليبيا إلى منطقة الساحل في تونس أثناء القرن التاسع عشر.

تونس (الشروق) ـ
صدر حديثا العدد الجديد من مجلة «شؤون ليبية» (العدد 3 – ديسمبر 2016)، وهي مجلة مستقلة تعنى بالدراسات حول ليبيا المعاصرة. وتضمن العدد جملة من الدراسات والقضايا الهامة على غرار دراسة للاستاذ عبدالقادر سوداني، (مدرس بالمعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات بقفصة ) بعنوان «الطرابلسية في الساحل التونسي خلال القرن 19، كشف خلالها دوافع هجرة الطرابلسية الى تونس ومراكز توزعهم في الساحل.»
وأبرزت الدراسة الفوائد التي جنتها تونس من خبرات المهاجرين الليبيين في تلك الحقبة، وخاصة في المجال الزراعي. فقد تمكنت المجموعات الطرابلسية من الاستقرار بساحل البلاد التونسية وذلك بفضل الظروف المواتية التي شجعت هذه العروش على التوجه صوب الساحل وبالتالي خلق ترابط بين المناطق الداخلية وسواحل المتوسط. وقد جاء الطرابلسية إلى الساحل في فترات متقطعة واستقروا في المدن والقرى وعلى تخوم المراكز العمرانية وتمكن بعض المهاجرين من تأسيس تجمعات طرابلسية صرفة، وقد توزع هؤلاء السكان وفق الإنتماء القبلي لهؤلاء المهاجرين والمكانة الإجتماعية وتاريخ القدوم إلى الساحل.
ويقول الباحث أن بعض العروش ضئيلة العدد تفرقت في أرجاء الساحل وهم أساسا من المجموعات الصغيرة أو«الطياشة» والعائلات الثرية التي قدمت فرادى من الطريق البحري، فقد تواتر ذكر بعض الطياشة الطرابلسية حول بلدات المنستير بالمصدور وزرمدين ومنزل كامل، أما أولاد لطيف فقد تفرقوا حول القلعة الصغرى. لئن وفدت هذه العناصر في مجموعات صغيرة فإن بعض العروش قد انشطرت بعد قدومها.
وإلى جانب هذه المجموعات المحدودة عدديا وجدت بجهات الساحل عروش طرابلسية كبيرة العدد مثل عرش السعادي الذي تجزأ إلى السعادي الغرب والسعادي المرابطين والسعادي القدم والسعادي الجبارنة، ولا شك أن شدّة لحمة هذا العرش جعلته يحافظ على وحدته في مجاله الجديد ويكون قبلة المجموعات الوافدة تباعا.
أما المجموعات الرعوية فقد إختارات الفضاءات المفتوحة الشاسعة التي تتسع لأعدادهم الضخمة، وتسمح لبعضهم بممارسة نشاطهم الرعوي، لذلك تركزوا في فحوص القرى وقاموا باستصلاح الأراضي الموات واستغلالها والتجذر فيها كأهل نفوسة الذين شيدوا هنشير النفوسية بزرمدين، وقام شق آخر من نفوسة بتعمير الأراضي المحاذية للبقالطة.
وبالاضافة إلى هذا البحث تضمن العدد الجديد ملفا عن دور المجتمع المدني في الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد في تونس وليبيا، كتب فيه كل من الرئيس السابق للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الأستاذ سمير العنابي والخبيران الاقتصاديان سامي يخلف مسعود وسامي ساسي المُدرسين في جامعة سبها، وعميد كلية العلوم الادارية والمالية بجامعة ترهونة الدكتور عبد الفتاح المالطي ورئيسة الجمعية التونسية للحوكمة المحلية الدكتورة عائشة قرافي حسني، إلى جانب محاضرة للسفير صلاح الدين الجمالي أعطى فيها معلومات هامة عن العلاقات بين تونس وليبيا في عهدي بورقيبة وبن علي ورفع النقاب عما دار في لقاءات في مستوى القمة كان الاعلام مُغيبا عنها. كما كتب أستاذ الاقتصاد الدكتور عمر جبريل مقالا تحليليا بعنوان «بناء قاعدة إنتاجية بديلة لتحقيق الأمن الاقتصادي الليبي».
وجاء القسمان الفرنسي والانقليزي من المجلة حافلين بالمقالات ومن بينها مقال لرئيس المعهد الفرنسي للدراسات الدوليـة والاستراتيجيـــة باســكال بونيفاس وآخر للصحفي ماتيوغالتيي عن عودة أنصار معمر القذافي إلى المشهد السياسي، بالاضافة لمقال لديفيد هيرس عن الموقف الدولي المُخاتل من الصراع في ليبيا بعنوان «كيف تدعم حكومة ليبية وتقتلها في الوقت نفسه؟»

نجوى الحيدري

تعليقات