البيان الختامي

انعقدت يومي السبت والأحد 10 و11 مارس 2018 بتونس العاصمة أعمال المائدة المستديرة حول “واقع المنظومة التعليمية في ليبيا وآفاق الاصلاح”، التي أقامها المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا، بدعم من مؤسسة هانس زايدل. وانطلقت فعاليات المائدة المستديرة من خلال عرض للمسح الميداني الذي أنجزه مكتب الدراسات والسياسات السكانية التابع لمجلس التخطيط والتطوير الاقتصادي والاجتماعي، والذي استند على استمارة مكنت من تجميع بيانات عن المؤسسات التعليمية في ليبيا (الامكانات المتاحة والنواقص في التجهيزات، حالة المباني المدرسية، الكادر الوظيفي التعليمي، الحالة الاجتماعية والصحية للطلبة، وكل ما له علاقة بالعملية التعليمية).

وقد انطلق المسح الميداني منذ العام الدارسي 2015-2016 واستمر في العام الدراسي الماضي 2016-2017 وغطى في البداية حوالي 15 بلدية في المنطقة الجنوبية والغربية والوسطى. وتمكن المكتب من مسح شامل لقطاع التعليم الاساسي والمتوسط للمراحل التعليمية الابتدائي- الاعدادي – الثانوي للتعليم الحكومي، ومن تشخيص دقيق لحالة التعليم الاساسي والمتوسط داخل كل بلدية مستهدفة. كما قُدمت خلال المائدة المستديرة ورقة شاملة عن المشروع الذي باشرته الجمعية الليبية للبحث والتطوير، والخاص بإصلاح المنظومة التعليمية. وشارك في المائدة المستديرة حول “واقع المنظومة التعليمية في ليبيا وآفاق الاصلاح” وعلى مدى ست جلسات علمية، عددٌ كبيرٌ من الأكاديميين والمُربين والخبراء، الذين قدموا ورقات علمية تناولت مختلف جوانب العملية التربوية.

وأكد المشاركون في الختام على ما يلي:

* يُثمنون المسوح والأبحاث التي أنجزت حتى اليوم لتشخيص مُعوقات إصلاح التعليم في ليبيا، مع ضرورة القيام بالمزيد من المسوح الميدانية للكشف عن باقي الجوانب غير المُغطاة من العملية التربوية.

* يعتبرون أن إصلاح أوضاع التعليم هو إصلاحٌ لمشاكل ليبيا، ويؤكدون في هذا الصدد على أهمية تجسير الفجوة بين مخرجات التعليم وحاجات السوق، والعمل على امتصاص البطالة من خلال مشاريع تنموية تُنوع الإيرادات وتُغير تدريجيا من النمط الريعي للاقتصاد.

* منح اهتمام خاص لمرحلة ما قبل الدراسة باعتبار أن “كُل شيء يتقرر قبل سن السادسة” مثلما يقول ديفيد دودسون.

* ضرورة مراجعة وتنقيح المقررات الدراسية بما يتناسب مع طبيعة المجتمع الليبي واستشراف مستقبله، وأيضا مراجعة برامج إعداد المُعلمين في كليات التربية واعتماد منهج التدريب التحويلي والتدريب على رأس الخدمة، وإعادة النظر في نظام الترقيات.

* يُنادون بوضع خطة عاجلية لإصلاح المباني المدرسية المُتضررة وتأمين المرافق الصحية والبيئية، والخدمية عموما، في مدارس ليبيا.

* يدعون إلى تجميع كل الجهود الخيرة التي تعمل لإصلاح المنظومة التربوية من أجل التنسيق بينها وتحقيق التكامل، الذي يُسرعُ مسار الإصلاح.

* يُؤكدون على ضرورة تطوير مهنة التفتيش وكذلك على النأي بالمؤسسة التربوية عن النزعات الأيديولوجية، سواء لدى وضع المناهج، أم في تسمية المدرسين.

* ضرورة الاهتمام بمراقبة التعليم الخاص وإخضاعه للمحاسبة والمتابعة، حرصا على مستوى التعليم ومنعا لتحويله إلى سلعة، ومصدر للإثراء غير المشروع، على حساب المحتوى والرسالة التربوية.

تونس في 11 مارس 2018

 

 

 

 

 

 

تعليقات