نساء يصرخن في الشارع في تظاهرات طرابلس، التي أخرجت مئات الليبيين للتنديد بتدهور ظروف الحياة والفساد في بلد ما زال يعيش الانقسامات السياسية وفوضى حرب المليشيات وتدخل «الحيتان» الكبيرة في شؤونه.
نساء نقلت صرخاتهن وانكساراتهن القنوات المحلية بفصاحة اللغة، سواء العربية أو العامية، حيث خرج الألم بليغا أيضا. سيدة ليبية تصرخ بحرقة نقلتها قناة «الجماهيرية»: «عشر سنوات ونحن نعيش حالة الموت البطيء»!
وعنوت قناة «ليبيا الحدث» تلك الصرخة بـ»المرأة الليبية التي هزت عرش الحكومات».
بدأت السيدة صاحبة الخمار الأسود في عقدها السابع، كلامها بهدوء: «والله إحنا مطالبنا بسيطة جدا جدا، أبسط حقوقنا هي حصولنا على الكهرباء، عصب الحياة، بدون كهرباء ما فيش مية» كيف نعالج كورونا بدون ماء، كيف نعقم، كيف نغسل وكيف نعيش؟ حرام عليكم يا قادة الدولة ويا أصحاب القرار ويا أعضاء النواب. نسيتمونا مرة واحدة، بالليل تغيب الكهرباء ويغيب الأوكسجين ونبقى في كآبة، والأطفال يصرخون. التفتوا إلينا، انظروا لنا، راعونا، هذا لا يطاق. هذا اسمه الموت البطيء»؟! لا تريد هذه السيدة، معاش تقاعدها، لا تريد 420 جنيها، لا تريده خدمة، تريد ماء وضوء «نبي مية وضي»!
تخاطب المسؤولين: أنتم دولة لا بد أن تفكروا فينا. لكنكم لا تفكرون سوى في رواتبكم وامتيازاتكم، هذه ليست حياة. ونحن من صفقنا لكم ورقصنا للثورة، لكن النتيجة: لا كهرباء ولا ماء ولا سيولة وزادتنا كرونا. طفح الكيل. القمامات تغزو الشوارع، والكورونا تستلزم الكمامات والقفازات. وكل هذا «يشترى» بالأموال. أين نجد الأموال وكيف نقف في الطوابير مع الكورونا. ثم يتكلم الإعلاميون عن استحالة تصليح وصيانة مرافق الكهرباء والمياه. هل يصعب عليكم كدولة صيانة الكهرباء والمياه ورفع القمامات؟
الحمد لله ليبيا دولة غنية، وأزمة النفط ستحل. ارأفوا لحالنا نحن كبار السن، كم بقي لنا من العمر». تتأسف لما يحدث للبلاد. وتختم صرختها بالحسبلة من المتسببين في هذا الوضع الكارثي.
سيدة أخرى شابة، تصرخ لقناة «الساعة 24» من الأوضاع المعيشية وأزمة الكهرباء والماء والعلاج والدراسة. قائلة «ما نطالب به هو أبسط حقوقنا في الحياة، ليبيا أكبر من هذا، خيراتها كثيرة (هلبة) ونحن متعلمين ولسنا جاهلين، دمرونا، استعبدونا. لماذا الخوف، تعبنا. إما نعيش عيشة حرة أو نموت. نحن أموات ماذا تركوا فينا ولنا، هم عايشين واحنا تعبانين، صغارنا تعبوا، دمروا، من مات مات، ومن دمرت نفسيته ومن ضاع وهاجر. صوتنا لا بد أن يصل إحنا ليبيين وهذه أرضنا. نحبها ولازم نعيش فيها ونموت فيها، لكن طالبة الحرية، طالبة ضي، طالبة مي…عيب أن أقول هذا في دولة نفط. أريد علاجا عوض الذل في الخارج»!
تلف وتعطي ظهرها للكاميرا وهي تصرخ وتطالب بخروج أكثر لليبيين للاحتجاج، ثم تهبط نحو أسفل، كمن يغمى عليه: «عييييينا والله تعبنا. تخاطب الصحافي: «اللي قدامك راها متعلمة واخذة بكالوريوس جيد جدا. حلمي نعيش في بلادي مرتاحة. عشت مدمرة، صغاري مش متعلمين، ولدي عمرو سبع سنين يقول حسبي الله ونعم الوكيل. علاش شني اللي طالبينه نحن»؟!
من يلتفت لليبيا غير الطامعين في هذا الوقت العصيب. أين أشقاؤها؟! لك الله يا ليبيا.

نعيمة صالحي: سحروها

تداولت منصات التواصل الاجتماعي منشور نعيمة صالحي، رئيسة حزب العمل والبيان، والنائب في البرلمان على صفحتها الرسمية على «فيسبوك» الذي نشرت فيه خبرا «سري للغاية». الله سيحميني.. من إبطل مفعول سحر كنت آكله وأشربه طيلة أكثر من ثلاث سنوات على يد المقربين، الذين كنت أثق بهم، هو الذي يحميني من السحر السياسي»!
هذه العبارات تناقلتها مواقع عديدة، مثل موقع «سيفن دي زاد» كذلك موقع «أنا الجزائر» الذي عنون الخبر بـ»آخر خرجات نعيمة صالحي، أنا مسحورة. نعيمة صالحي مسحورة. المثيرة للجدل تخرج بمنشور وتعد بكشف المستور.
وكانت قد وعدت أنها ستحكي التفاصيل عن عملية «السحور» في منشور آخر: «ترقبوني في بث مباشر على الساعة التاسعة والنصف في ليلة اليوم لأحدثكم عن حادثة السحر الخطيرة التي تعرضت لها. وبالفعل بعد ساعات نشرت على صفحتها فيديو تتحدث فيه عن عديد القضايا السياسية، المتعلقة بالسحر كومضة إشهارية في البداية أو كبرومو مسلسل، وهي تشكر كل من قلق لأجلها بشأن قضية الشعوذة، التي حدثت لها وظاهرة الشعوذة التي انتشرت بشكل رهيب في المجتمع، من خلال ما يعرض على منصات التواصل الاجتماعي من صور وفيديوهات، لا سيما بعد حملات تنظيف المقابر.
ثم تعرج طويلا على الأحداث السياسية كانعقاد المجلس الوزاري كل بداية أسبوع . ومسودة الدستور والاستفتاء عليه. وضرورة المشاركة في الاستفتاء لأن الانتخابات ستكون نزيهة.
المهم كان موضوع السحر طعما لمتابعة «لايفها» الذي دام أكثر من الساعة. ولم تبدأ في تفصيل «سحرها» حتى الدقائق الأخيرة، حيث تكلمت عن «السحر الخطير جدا أو السحر الأسود على حد تعبيرها، وأيضا رجعت إلى سياق حياتها الخاصة وأنها جاءت من وسط نظيف وأنها كانت متزوجة ولديها أبناء وأنها من عائلة محافظة، وعائلة زوجها السابق أيضا محافظة. حيث تقول إنها عندما أتت هنا «تقصد العاصمة و»بومرداس» كانت كـ»قروي بالمدينة» لم تكن لديها فكرة عن المجتمع السياسي كيف يسير. إذ بها وجدته عالما «قذرا جدا جدا». «وسخ وسخ» وتواصل في وصلة اللعب على الأوتار الحساسة، أنها لا تعتمد على الكذب والنفاق وأنها تلقائية نتيجة الوسط، الذي تربت فيه وأنها لا تصلح للعمل السياسي لهذا الزمن. وصل بهم الأمر أن يسحروني سحرا أسود «التمريض» و«التعطيل»! وكادت أن تموت لكنها لم تشتك ولم تفصح عما جرى لها. تواصل بأنها تعبت من العمل السياسي، والذي يحتاج لامرأة متحررة وليست لها قيود أبدا، وتجلس في مجالس خمر ودخان. أو يكون السياسي رجل. ثم تعود للكلام عن السحر، وهذه المرة ليس كومضة إشهار، بل كمشاهد من مسلسل غير محبوك السيناريو، وأن الظاهرة، أي ظاهرة «سحروني» تعود إلى عام 2015 عندما تكلمت عن «الموساد وأن نادي روتاري له اليد الفاعلة في مختلف القرارات». عندما بدأت تنبه الشعب والسلطة للأمر الخطير هذا وأن الجزائر في طريقها إلى الهاوية وأن تقاليد وهوية وديانة الشعب الجزائري ستضيع.
بعد هذا بدأت الحرب ضدها أو كما قالت: «بعدها عطاولي الحسّ وأطلقوا عليها الأوباش والسفهاء. والمشكلة أنه ليس من يخالفونها في الايديولوجيا من حاربها من العلمانيين، كما تقول واللائكيين، من أقلقتهم بكلامها عن تعدد الزوجات وعدم الاختلاط في المدارس، وعدم تغريب قانون الأسرة. لكن الضربة جاءتها من ناس تدعي الإسلام، من التنظيمات الإسلامية. ممن يخطبون في المساجد وهم «من يخططون لك مخططا قذرا وخسيسا» ويمسون بعرضك وأولادك وزوجك.
الصدمة الكبيرة، تقول نعيمة صالحي، عندما تعرف أن حركة أو تنظيما إسلاميا هم من فبركوا القصة وهم من نشروها بين الناس، ولا تستبعد أن يكونوا هم سبب ضررك، وأنهم كانوا يرسلون جواسيس منذ تأسيسها الحزب في 2012 من البسطاء من يطلبون عملا أو مساعدة لكي يدبروا لها ما يريد من «جندهم».
وبما أنها كانت تقضي كل وقتها في الحزب من التاسعة صباحا إلى منتصف الليل فهي تأكل وتشرب قهوتها وعصيرها في المكتب، فأكيد من معها هم من سحروها، بعدما ارتاحت لهم واطمأنت وممن كانت تحسن معاملتهم.
وتقول: «يا ريت سحر «تاع الرش» . هم يضعون لك بالأكل، ليسمموك، كل الجسم يتسمم. وكانت بسبب ذلك تعاني من آلام فظيعة في بطنها وفي مزاجها الذي تغير. ومنذ ذلك الوقت حتى 2018 وحالتها تتقهقر، وتخاطب مشاهديها بأنها ستضع صورا وفيديوهات لها، حين كانت تبدو متعبة وشاحبة وبهالات تحت عينيها. والناس من يعرفونها هم من أخبروها أنها مسحورة، ونصحوها. ولم يكتفوا بسحرها فقط بل سحروا كلبها وأشجار بيتها ومكتبها. والأسباب التي كانت تحميها، وتبطل مفعول السحر المدمر قراءة القرآن. وطهارتها الدائمة ووضوؤها الأصغر والأكبر.
كما قامت بشكر الرقاة والراقيات من الجلفة وباتنة والعاصمة وأدرار.
وقدمت للمشاهدين ومتتبعيها، وصفة العلاج المتمثلة في التحصين بالقرآن، ثم قامت من مكتبها وأحضرت مسبحة لا تفارقها أينما ذهبت، وتنصح متتبعيها بعدم الذهاب إلى الرقاة الذين أصبحوا مشعوذين .
وتشكر رقاة الجلفة والجزائر العاصمة من أنقذوا كلبها قبل أن يموت وفكوا سحر البيت والسيارة. وأوصوها أن لا تأكل في أي مكان. بعد ما حدث، لم تعد تأمن لأحد ولم تعد تستعين بخادمة ببيتها ولا تأكل في مطعم.
ألم يوصها الرقاة أن تغلق مقر حزبها وتكف عن الفيديوهات، التي تثير غضب وسخط متابعيها. وهي من تعودت على إثارة الجدل واتهمت بالكراهية من خلال مواقفها من الأمازيغية وتدريسها، الأمر الذي جعل حقوقيين ومحامين يرفعون قضايا ضدها. خرجتها الأخيرة في عباءة سوداء مزينة بلآلئ، جرت العادة أن تلبس في الأفراح، قد يلمح لمرحلة جديدة ما في مسار رئيسة حزب «العدل والبيان» وعضو البرلمان.
هذه الخرجة التي تحتاج إلى «بخور» و«جاوي» ورش الملح في أركان المؤسسات، ملح العرافات الشوافات، وليس ملح القضاء على الطاقة السلبية في البيوت، ليست جديدة على مسيري مؤسسات حكومية رسمية وخاصة ومن مختلف الاتجاهات والتيارات، فبمجرد الحصول على مناصب وامتيازات وللخلود في المناصب والمحافظة على الامتيازات، تصبح كل الطرق والوسائل مباحة، ولا يجدوا سوى العرافات والرقيات لتحويل المؤسسات العمومية والخاصة إلى أوكار شعوذة.
كلنا نحتاج للرش لنستفيق من غيبوبة «السحر» الحقيقي عندما نصمت عن الأذى والفساد المنتشر في المؤسسات، التي نبني فيها ومن خلالها البلاد ونخدم فيها العباد!

تعليقات